بصراحة

الإمارات حزينة..

ت + ت - الحجم الطبيعي

ـ إنها من اللحظات التي يقف فيها القلم عاجزاً.. الكلمات تتطاير.. تتبعثر... نبحث عنها ولا نجدها.. نستجدي بها فلا تسمعنا.. الدماء تتجمد في العروق.. إنها من اللحظات التي يرتد فيها القلم على صاحبه

ـ الإمارات حزينة.. على غير عادتها.. الابتسامة المعهودة غائبة.. والإمارات لم تعتد على غيابها.. وغيابها كان بسبب غياب الرجل الذي سخَّر حياته كلها من أجل الإمارات وأبنائها ورياضتها التي ستظل تدين لفقيد الوطن الغالي، الذي كان الداعم الحقيقي وصوت الرياضيين في كل مكان.

ـ الإمارات حزينة.. الوجوه في كل مكان تتحدث عن حجم الحزن الذي خلفه رحيل «بو سعيد».

لقد رحل الرجل الذي كان يؤمن إيماناً راسخاً بأن الشباب والرياضة هما من أعمدة الدولة الحديثة التي رسخ مفهومها من خلال تواصله الدائم مع الرياضة سواء داخل الدولة أو خارجها.. إلى أن بلغ رياضيو الإمارات ورياضتها أعلى المراتب وأرفعها على الصعيدين العربي والعالمي.

ـ الإمارات حزينة.. وحزنها كحزنها يوم فقدها قائدها وباني نهضتها.. بالأمس كان الوداع للقائد الوالد.. زايد.. واليوم نودع باني دبي الحديثة وملهم الرياضة الإماراتية وداعمها.. وهكذا هي الأيام تسرق منا.. وتأخذ من تريد، تاركة لنا الحزن والألم.

ـ لقد شاء الباري عز وجل وبإرادته التي لا رادَّ لها.. أن تعيش الإمارات تحت تأثير الحزن العميق بفقد رمزيها الكبيرين المغفور لهما بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم خلال فترة زمنية متقاربة.. وقبل ان نتجاوز الصدمة الأولى.. فإذا بالصدمة اليوم تعيدنا إلى الوراء لتضاعف من آلام الصدمة برحيل الرجلين اللذين ساهما في بناء إماراتنا الحبيبة بكل اخلاص وتفان.

ـ الإمارات حزينة.. لفقدها الأب الحنون، ورجل العطاء والوفاء.. وكريم الوطن، وصاحب القلب الكبير وصاحب المواقف المشهودة والمتميزة.. الذي انتقل إلى جوار ربه بعد ان ترك فينا ومعنا ما يمكّننا من مواجهة تحديات المستقبل وإكمال مشوار النجاح الذي وضع لبنته الأولى مع إخوانه الذين سيكملون المهمة ويواصلون المشوار الذي بدأه الراحل بكل أمانة وإخلاص.

ـ حزن الإمارات بالفقيد الغالي رحمة الله عليه، سيبقى في القلوب .. قلوب كل الإمارات وأهلها وشعبها، قلوب كل من غمرهم الفقيد بحبه وكرمه ورعايته.. ستبقى «يا بوسعيد» ذكراك خالدة ما حيينا...وستبقى الإمارات تذكرك وتترحم عليك....وستبقى كل زوايا هذا الوطن تذكّرنا بك في كل يوم..

ـ حزن الإمارات.. كبير ولكن إيماننا أكبر بالبارئ الذي اختارك إلى جانب الصديقين.. ففي جنة الخلد يا مكتوم..

mjasim@albayan.ae

Email