معكم دائماً

ماتشالا والشياطين

ت + ت - الحجم الطبيعي

** ضحية جديدة في الدوري العام لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم وهذه المرة جاء الدور على عميد المدربين في منطقة الخليج المدرب التشيكي القدير ميلان ماتشالا، والذي يعد أحد أنجح المدربين الذين مروا على المنطقة من وجهة نظري ومنذ بداية ظهوره على الساحة الكروية عندما تألق في قيادة نادي كاظمة الكويتي وفاز معه عدة بطولات محلية وخليجية وعربية وواصل نجاحه مع الأزرق الكويتي وحصل معه على بطولتي كأس الخليج ودرب العديد من منتخبات دول مجلس التعاون حيث يعد الوحيد في تاريخ الكرة الخليجية الحديث.

درب أربعة منتخبات هي الكويت والسعودية والأمارات وأخيرا سلطنة عمان والذي حقق معه أفضل إنجاز في تاريخ الكرة العمانية سواء بكأس الخليج أو نهائيات الأمم الآسيوية بالصين، وحصل على أعلى وسام من السلطة السياسية في مسقط تقديرا لنجاحاته مع الكرة العمانية التي حولها من فريق «عادي» إلى فريق قوي أصبحت له مكانة مرموقة على الصعيد الإقليمي والقاري وأصبحت عمان تملك العشرات من المحترفين.

** نعم ماتشالا يعتبر ضحية جديدة وهو الثامن من بين المدربين الذين تم الاستغناء عنهم والسبب نتائج الفريق الأول لكرة القدم التي تعتبر الواجهة الحقيقية للأندية، فالجماهير لا تقبل سوى الفوز والبطولات كأن المدرب هو وحده الذي يلعب داخل المستطيل الأخضر، فقد علمتنا التجارب أن الجميع لا يقبل إلا الفوز ولا يعترف بالنتائج الأخرى، فقد تراجع أداء العين في الآونة الأخيرة خاصة عقب خسارته لبطولة آسيا للأندية الأبطال في النسخة الثالثة حيث يرى فيها الجمهور العيناوي الكبير أن سياسة المدرب وراء كل هذه الإخفاقات في حين تعود من فرقة «الزعيم» الانتصارات.

ولكن لابد أن نعترف بأن التدهور الذي أصاب الفريق بدأ من اللاعبين والجهاز الفني ووصل الأمر إلى أن طفح الكيل من محبي البنفسج، وقد لا يعلم الكثيرون بأن المدرب ماتشالا كان قد تقدم بالاعتذار عن الاستمرار في قيادة الفريق بعد الخسارة الثقيلة أمام الوحدة المتصدر بالأربعة ويومها كان أسوأ يوم في حياة الرجل منذ تاريخه الكروي التدريبي الحافل عندما تعرض للإهانة من قبل الجماهير المتعصبة بعد الخسارة في قمة لقاءات المسابقة هذا الموسم.

** الأهلي حديد، فقد نجح في أن يودع عام 2005 بفوز مهم ومثير على العين بهدفين على أرضه وجمهوره حيث من النادر خسارة «العيناوية»، إلا أن هذه المرة يبدو أن عين الحسود أصابت العين ولكن هناك اتفاقاً تاماً على تراجع أداء الزعيم..

وهذه ظاهرة طبيعية تمر بها كبرى أندية العالم ونحن على ثقة بأن العيناوية قادرون على التجاوز سريعاً بعد انضمام اللاعبين الأجنبيين الجديدين فالسيناريو يتكرر مع المدرب التونسي محمد المنسي الذي قاد الفريق بنجاح قبل عامين عندما أقيل يومها الفرنسي ألن بيران وقبل التعاقد مع ماتشالا الذي انتهت علاقته بالكرة «العيناوية» نستطيع أن نطلق على رغبته نهاية رجل شجاع.

** إذن الشياطين أطاحوا بالمدرب ميلان ماتشالا في أول أيام السنة الجديدة، فالقرار في رأيي جاء في مصلحة الطرفين بعد أن وصل حال الفريق العيناوي إلى ضرورة التغيير من الناحية النفسية، لكي يستعيد عافيته من جديد، فالدور الثاني لم يبدأ بعد..

والله من وراء القصد.

mail: aljoker@albayan.ae

Email