بصراحة

الدوحة تحييكم

ت + ت - الحجم الطبيعي

* من جديد تفتح الدوحة ذراعيها مرحبة بالأشقاء والأصدقاء من دول غرب القارة الذين أتوا ملبين الدعوة للمشاركة في النسخة المصغرة لدورة الألعاب الآسيوية التي ستكون دوحة الجميع على موعد تاريخي معها في مثل هذا الوقت من العام المقبل، عندما تستضيف قطر المتمثلة في عاصمتها الدوحة الحدث الآسيوي الأهم والأكبر للمرة الأولى في تاريخ المنطقة العربية والخليجية لتسجل الدوحة السابقة الأولى في استضافتها الألعاب الآسيوية.

* ومنذ اللحظة الأولى من وصولنا إلى الدوحة، وجدنا شعوراً داخلياً وإحساساً مميزاً يقودنا إلى أن الذي يحدث في هذه المدينة ـ الصغيرة في حجمها وفي شعبها الكبيرة في عطائها وحبها لكل من تطأ قدماه أرض دوحة الجميع التي رفعت شعار التحدي ـ لتأكيد على أن الشعوب لا تقاس إلا بالعطاء والحب والعزيمة والتحدي، وهذا ما يثبته القطريون من يوم لآخر، ومن حدث لآخر. والمتتبع لحالة التأهب لدى الأشقاء في قطر يتأكد له النجاح التنظيمي الذي ستشهده الدورة من قبل انطلاقتها لأن الكتاب من عنوانه، وعنوان البداية جعلنا نحكم على النهاية دون أدنى شك.

* لا يخفى على أحد أن الهدف من تنظيم دورة غرب آسيا كان الوقوف على مدى القدرة التنظيمية ومدى درجة الاستعداد الذي وصلت إليه الدوحة قبل عام واحد فقط من استضافة الآسياد.. إذن دورة غرب آسيا الهدف منها إجراء بروفة واقعية وعملية وإن كانت مصغرة نوعاً ما للآسياد. ومن هذا المنطلق كانت التفاصيل الصغيرة هدف المنظمين قبل العناوين الرئيسية التي يسهل قراءتها.

* ولن أكون مبالغاً إذا قلت إن الإخوة في قطر ركزوا على الجانب التنظيمي واهتموا به أكثر من الاهتمام بالجانب الفني، والدليل ما حدث على صعيد كرة القدم وعدم مشاركة المنتخب الأول والاستعانة بمنتخب الشباب، الأمر الذي أدى إلى اعتذار منتخبنا الوطني الأول من المشاركة كرد فعل متوقع نتيجة للخطوة القطرية. وشخصياً أرى أن الاتجاه لدى الإخوة القطريين والاهتمام بالجانب التنظيمي له ما يبرره طالما أن الذي ينتظره القطريون حدث غير عادي، والدورة الحالية تعتبر تجربة حقيقية للوقوف على مدى جاهزية قطر لاستضافة الآسياد المقبل.

* ومع ذلك، فإن مشاركة هذا الكم الكبير من الرياضيين الذين يمثلون ثلاث عشرة دولة من غرب القارة الأكبر، تؤكد مدى أهمية الحدث وحجمه، خاصة وأن الهدف من المشاركة يأتي في إطار تحقيق النتائج الإيجابية والفوز بميداليات الدورة التي تمثل رصيداً يضاف للدول المشاركة ورياضتها. ومن هذا المنطلق فإن المنافسة في دورة غرب آسيا الثالثة ستكون حامية، طالما أن الجميع يسعى للفوز وحصد الذهب.

* الأجواء المحيطة بالعاصمة القطرية الدوحة، والملامح الرياضية المنتشرة في كل بقاع وزوايا الدوحة تمنحنا إيحاء واحداً، ألا وهو أن قطر تسعى جاهدة لكي تكون مركزاً عالمياً لأهم الأحداث الرياضية الدولية الكبيرة، وقد اقتربت من تحقيق ذلك بالفعل، والدليل ما نشاهده هذه الأيام على أرض الواقع.

* لسان حال القطريين لا يملك إلا أن يقول: الدوحة تحييكم.

كلمة أخيرة

* لأول مرة يتم التحضير من قبل اللجنة الأولمبية الوطنية لمشاركة أولمبية خارجية بهذه الدقة وبالصورة التي لم تترك أي شيء للصدفة.. والبركة في رحلات اللجنة الأولمبية ومجهودات الدكتور موسى.

mjasim@albayan.ae

Email