انقلبت كل الأطراف على حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر عقب الأداء الضعيف لمباراة بنين والتي أغضبت الجميع رغم الفوز 4/1 وانعكس ذلك خلال اجتماع طويل عقده اتحاد كرة القدم كان مخصصا لمناقشة أمور داخلية لكنه تحول الى منبر للتعبير عن عدم الرضا والغضب الشديد.
ولم يناقش الاتحاد بصفة رسمية احتمال زالتغييرس لكن تيار المعارضة بين معظم أعضاء مجلس الإدارة كان واضحا وتحدث مجدي عبدالغني ومحمود بكر وإيهاب طلعت مطالبين بالتغيير وإقالة حسن شحاتة الآن قبل ضياع الوقت، وتعمد أحمد شوبير الالتزام بالصمت حتى لا يتعرض موقفه لتفسير خاطئ، أما سمير زاهر فكان من اشد المنتقدين لأداء المنتخب أمام فريق متواضع وهو بنين والذي يحتل المركز الأخير في المجموعة الثالثة لتصفيات كأس العالم،
وتعمد زاهر الإشارة الى الخلل الذي يحكم العلاقة ما بين حسن شحاتة واللاعبين الكبار وهي إشارة من رئيس الاتحاد للتمرد الذي يقوده ميدو وأحمد حسن وعبدالظاهر السقا ضد المدرب شحاتة، وخلال الجلسة لم يطرح زاهر ما ينادي به المجلس من تغيير الجهاز الفني، لكن زالبيان الرياضيس يؤكد أن زاهر أجرى بالفعل إتصالا هاتفيا مع المدرب الوطني القدير محمود الجوهري - قبل مباراة بنين بخمسة ايام -
وعرض عليه الموقف الصعب الذي يمر به المنتخب قبل بطولة أفريقيا وطلب منه صراحة تولي المسؤولية، وكانت المفاجأة أن الجوهري وافق متخليا عن أعذاره السابقة لكنه وضع شرطا مهما وهو إيقاف الدوري المحلي لمدة 40 يوما قبل بدء البطولة، وهو ما يعني إدخال تعديل بسيط على جدول المسابقة.
ولم يوافق الجوهري سريعا بل طلب من الاتحاد سعة الصدر مع حسن شحاتة والصبر عليه حتى نهاية البطولة ولكن زاهر أكد له إزدياد الأوضاع سوءا بين شحاتة من جهة وأعضاء الاتحاد واللاعبين من جهة أخرى.وعقب مباراة بنين عاود زاهر الإتصال بالجوهري وتم الإتفاق على قيادته لمنتخب مصر في بطولة أفريقيا لا تفسخ عقده مع الأردن،
بل يمكن اعتبارها إعارة محدودة المدة، وكشف الجوهري أن المسؤولين بالاتحاد الأردني لديهم استعداد لقبول هذا العرض العجيب ثم يعود مرة أخرى الى عمله بالأردن وإن كانوا وضعوا شرطا باستمرار الجهاز المعاون له في العمل بالأردن حتى يستمر العمل دون توقف.
هذه الإتصالات السرية تم تسريبها من داخل اتحاد الكرة لجس نبض الشارع المصري إزاء عودة الجوهري الذي يمثل أحد رموز الكرة في مصر، وتم الإتفاق بين عدد محدود جدا من الأعضاء على أن اتحاد الكرة سيكون قادرا على إعلان إقالة شحاتة عقب مباراة الكاميرون يوم 7 أكتوبر في ياوندي،
وألمح زاهر الى ذلك خلال تصريحات أدلى بها أمس بأن مباراة الكاميرون الفرصة الأخيرة للجميع! وهو ما فسره البعض على انه تحضير لما سيحدث من تغيير، ورغم أن مهمة الجوهري سوف تنتهي بعد 60 يوما هي مدة الاعداد والبطولة إلا أن بريق اسمه وشعبيته كفيلة بإزالة المخاوف.
* إنفلات تام
وخلال زيارة معنوية قام بها أعضاء الاتحاد الى مقر إقامة المنتخب قبل مباراة بنين لاحظوا تسيب اللاعبين وتجاوزهم مواعيد النوم المبكر وغياب الالتزام وضعف القبضة الإدارية للمدرب والمدير وباقي الجهاز الفني، كما ظهر واضحا وجود تكتل للاعبين المحترفين وإنقسام داخلي وهو ما يهدد تماسك المنتخب مستقبلا، ويتظاهر شحاتة بالهدوء لكنه بات على إدراك تام بما يدبر في الخفاء لهذا انشغل كثيرا خلال الأيام التي سبقت المباراة لاحتواء حكاية المؤتمر الصحافي لميدو والتي أشرنا اليها قبل يومين.
* شوبير يتعاطف مع شحاتة
وفوجئ أعضاء اتحاد الكرة بأن أحمد شوبير كان الأقل معارضة للمدرب ولم يؤيد الإطاحة به لكنه حرص على عدم مقاطعة المعارضين وقال لي شوبير أنه حزين على ما وصل اليه مستوى منتخب مصر من تراجع في المستوى لكنه لن يكون أحد المنفذين لإقالة شحاتة حتى لا يؤخذ كموقف شخصي! ويرى شوبير أن الجوهري لن يفيد كثيرا في بطولة أفريقيا.
* حملة المحترفين
وعقب إنتهاء مباراة بنين إنطلق اللاعبان المحترفان في حملة المقصود بها الإساءة للمدرب والدفاع عن أنفسهم وقال ميدو الذي خرج قبل نهاية المباراة مستبدلا والغضب على وجهه وغادر مباشرة الى منزله دون استئذان: أنه مستاء مما يقال من إدعاءات ضد النجوم المحترفين عبر وسائل الاعلام، وللأسف لم ينبري المدرب للدفاع عنا، وقال ميدو: لا غنى لمنتخب مصر عن المحترفين فهم نصف قوة الفريق وهذه حقيقة،
فأحمد حسن من أفضل لاعبي الوسط في تركيا وحسام غالي أصبح أساسيا في فينورد الهولندي والسقا مدافع ثقيل لا يمكن تجاهله.وقال ميدو انه ألغى المؤتمر الصحافي الذي كان قد دعا اليه قبل المباراة حرصا منه على عدم التأثير على أداء الفريق، لكن من حقي أن أعقد مؤتمرات صحافية لأوضح كثيرا من الحقائق الضائعة.
أما أحمد حسن فقد كان الأشد غضبا مما يحدث داخل المنتخب وقال: شاركت أمام بنين وقبلها لم ألعب واصبحت لا أعرف كيف يفكر المدرب، وهناك حملات على ميدو وحسام غالي لامبرر لها ولايوجد سبب واحد لاستبعادي من المباريات المهمة للفريق وأنا أقدم لاعب بعد نادر السيد.
القاهرة ـ علاء اسماعيل