فارس الاجواء أحمد بن سعيد:

علاقة طيران الامارات بالفروسية وسباقات الخيل استراتيجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين يحلق في الأجواء، يفوح عبقُ بلاده، فتنتشي رائحة رمالها المتوجة بالخيل والخيَّالة، فيسارع لرعاية سباقات الخيل العالمية، تمسكاً منه بأصالته وعروبته. هذه مقتطفات مما جاء في مقدمة اللقاء المطوّل مع سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني بدبي ـ الرئيس الأعلى لـ «طيران الإمارات».

والذي أجرته مع سموه مجلة «بنات الريح» ذات الرؤية المتجددة في عالم الخيل والفروسية عبر مدير تحريرها محمد مراد، في عددها الجديد الذي صدر يوم أمس، حيث شمل كافة أحداث رياضة الفروسية الإماراتية والعربية والعالمية، على مدار الشهر الماضي، ورصد كافة مشاركات فرسان الإمارات بقيادة فارس العرب سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أوروبا والعالم.

وعن علاقة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم مع الخيل والفروسية إليكم مقتطفات من التصريحات المطولة التي أدلى بها سموه، والتي تنم عن مدى حبه وارتباطه برياضة الأصالة والتراث التي تجمع عراقة الماضي وأصالة الحاضر:ـ سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني بدبي ـ الرئيس الأعلى لـ «طيران الإمارات» كيف تقيّمون علاقة «طيران الإمارات» بعالم الخيل والفروسية والسباقات، مقارنة ببقية القطاعات؟

ـ إنَّها علاقة استراتيجية بدأت مع تأسيس الناقلة في العام 1985 .. وكانت أولى ـ نشاطاتنا الترويجية خارج دولة الإمارات، رعاية سباق للقفز على الحواجز في (هكستيد) بالمملكة المتحدة، في مبادرة هدفت إلى التعريف بأولى خدمات طيران الإمارات إلى لندن. ومنذ ذلك الحين لم يتوقف دعمنا لهذه الرياضة حتى أصبحت طيران الإمارات أكبر ناقلة جوية، ترعى الفروسية وسباقات الخيل في العالم.

ـ الذي تهدف إليه طيران الإمارات من التزامها بدعم رياضة الخيل حول العالم ( مثل كأس دبي العالمية، ومهرجان كأس ملبورن، والكثير من سباقات الخيل في دولة الإمارات، وإيرلندا، والمملكة المتحدة، وفرنسا واستراليا، وسنغافورة)؟

ـ هدفنا الرئيسي هو الترويج لطيران الإمارات لدى شريحةٍ مهمة من المجتمع. ومن يعمل في صناعة الخيل يعرف أهمية هذه الشريحة التي تضم أكبر الأثرياء وأصحاب المؤسسات الكبرى، وربما يكون هؤلاء من أكثر شرائح المجتمع سفراً وتواصلاً في جميع أنحاء العالم، إذ يجمعهم حبّ الخيل وتربيته، وهي صناعة مربحة ومكلفة، وتمتد من استراليا وحتى الولايات المتحدة مروراً بالشرق الأوسط وأوروبا.

ـ أعلنت «طيران الإمارات» مؤخراً تمديد رعايتها لفريق «جودلفين» لمدة خمس سنوات مقبلة.. هل لسموكم تسليط الضوء على تفاصيل هذه الرعاية؟

ـ رعايتنا فريق جودلفين هي الرعاية المنطقية بين أبرز لاعبين، كل بمضماره. فطيران الإمارات أصبحت واحدة من أنجح الناقلات الجوية في العالم، وفريق جودلفين من أقوى فرق سباقات الخيل وتربيتها في العالم. وبالتالي فإن الشّراكة هذه تعد تتويجاً لجهودنا في رعاية سباقات الخيل، التي وضعت شعارنا على أهم مضامير الخيل، ولكن ليس على جميعها.

وبالتالي فإن تواجد اسم طيران الإمارات على ملابس الفرسان وألوان جودلفين، يضمن لنا تواجداً لا توفّره لنا أيّة رعاية منفردة لأي سباق، مما يعزّز اسم الإمارات في ذاكرة جماهير سباقات الخيل ومتابعيها، فلا يمر يوم إلا ويظهر اسم ناقلتنا في مطبوعة أو على شاشة التّلفاز.

ـ وقّعت «طيران الإمارات» اتفاقية لرعاية سلسلة من أهم سباقات الخيل في الولايات المتحدة الأميركية (كأس طيران الإمارات بريدرز ديستاف، بجوائزه البالغة مليوني دولار، وكأس طيران الإمارات لسباقات المهور والمهرات وجوائزه مليون دولار) فما مضمون هذه الاتفاقية؟

ـ وقعت طيران الإمارات عقد رعاية مع الاتحاد الوطني لسباقات الخيول الأصيلة، وكأس بريدرز، وهي الجهة التي تشرف على تنظيم سباقات الخيل في أميريكا، وأهمها كأس بريدرز وكنتاكي داربي بريدرز ديستاف، وجوائزه المالية مليونا دولار، وكأس طيران الإمارات لسباقات المهور والمهرات (Filly &Mare)، وجوائزه مليون دولار. وتجدر الإشارة إلى أن السباقَين المذكورين يتضمنان أكثر من ثلاثين شوطاً، تقام على عدد من المضامير في الولايات المتحدة.

ويتضمن العقد، مزيجاً من الفوائد، يجمع بين الإعلانات التجارية على شبكة إي إس بي إن، ورعاية جداول سباقات الخيل المنشورة في الجرائد المحلية، إضافة إلى تسهيلاتٍ لاستضافة زبائن طيران الإمارات في أجنحة ضيافة خاصة على مضامير الخيل، وبالطبع، وضع شعار الناقلة الإماراتية على مضامير السباق.

ـ ماالذي يجعل نادي سباق الخيل الاسترالي يختار «طيران الإمارات» بمثابة الناقلة والشريك الرسمي في سباقاته؟

ـ رعايتنا لسباق كأس ملبورن وضعتنا في مصاف الرعاة المرموقين في استراليا، وأصبحنا هدفاً لكلّ بطولة ولكلّ فريقٍ رياضي يطمح إلى ارتباط اسمه بعلامة تجارية ذات مستوى عالٍ كطيران الإمارات، وبالتالي انهالت علينا العروض، مما وضعنا في موقع سمح لنا باختيار الأفضل وبأحسن الشروط، كذلك فإن تسيير رحلاتنا إلى سيدني جعل من المنطقي أن نرعى حدثاً مقره مدينة أسترالية.

فكان الارتباط مع «نادي سباق الخيل» الذي يشرف على جدول سباقات منطقة سيدني، خصوصاً أن الدراسات أثبتت أنه الخيار الأفضل مقارنة مع الاستثمارات المطلوبة، مع ضمانة التواجد الدائم طيلة موسم السباقات، إضافة إلى الحضور القوي خلال مهرجان الخريف، الذي يقام خلال شهر مارس، ويعدّ من أقوى السباقات في استراليا بعد مهرجان كأس ملبورن (نوفمبر).

ـ هل لرعايتكم سباقات الخيل في العالم ارتباط بانتظام وصول الناقلة إليها؟ وما هي الدول والمدن التي تفخرون بالوصول إليها كمحطات دائمة للمسافرين؟

ـ رعايتنا لسباق الخيل لا ترتبط بالسفر إلى مدينة معينة، مع العلم أن تواجد خدماتنا في إحدى المدن التي يقام فيها هذا السباق من الأمور المستحسنة، والتي تشكل دافعاً أفضل لاختيارنا هذه المدن، إلا أنَّ العامل الأكبر في اتخاذ القرار هو التغطية التلفزيونية، ومستوى التنظيم، وشهرة السباق، مع ما يقدمه من فوائد تسمح لنا بوضع اسم طيران الإمارات في المضمار، وتوفير ضيافةٍ نستفيد منها لدعوة زبائننا وتكريمهم.

ـ ما معايير النجاح في صناعة الطيران في ظل السوق المزدحمة، والإيقاع اليومي السريع للحياة اليومية؟ وما هي العوامل التي جعلت «طيران الإمارات» تتفوّق على معظم الشركات العالمية؟

ـ موقع دبي واحد من أهم العوامل التي جعلت طيران الإمارات تتفوق على غيرها، فوجودها في دولة الامارات التي تتمتع باقتصاد قوي ومجتمع استهلاكي، يعد دخل الفرد فيه من بين الأعلى في العالم، عزّز من فرص نجاحنا المدعوم برؤية حكيمة من صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتوجيهات

ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وزير الدفاع. فتوفير البنية التحتية الاقتصادية والسياحية والتشريعية، والمناخ الحر للعمل والتوسع، ساعد كثيراً في نمو طيران الإمارات وانتشار خدماتها بوتيرةٍ تحسدنا عليها شركات الطيران الأخرى التي تحتاج قرارتها إلى إجراءات روتينية وإدارية تحدّ من تحركها، بينما تنمو طيران الإمارات وتزدهر من دون عوائق.

* 300 جائزة حصدتها طيران الامارات

ـ ما اهم المعارض التي تشاركون فيها؟ وما اهم الجوائز التي حصلت عليها طيران الامارات؟

ـ نشارك في أكثر من 35 معرضاً سياحياً في السنة، بينها أبرز ثلاثة معارض في العالم: بورصة برلين العالمية للسياحة، وورلد ترافل ماركت في لندن، وسوق السفر العربي في دبي. وقد استطعنا من خلال تواجدنا الضخم في هذه المعارض أن نسطّر اسم دبي، وطيران الإمارات في كتيبات الآلاف من وكالات السفر، ومنظّمِي البرامج السّياحيّة في العالم، وفي أكثر من مئة لغة. لهذا نكثف من تواجدنا في أهم المعارض وخصوصاً المتخصصة منها، مما يتيح لنا الالتقاء مع أبرز الّلاعبين في صناعة السّفر.

أما الجوائز التي حصلت عليها طيران الإمارات، فقد وصل عددها إلى نحو 300 جائزة، بينها عدد كبير من ألقاب أفضل شركة طيران في العالم، ونتائج عشرات الاستفتاءات التي لم يغب عنها اسم طيران الإمارات التي نفتخر بأنها أصبحت لاعباً كبيراً في قطاع السفر، واسماً معروفاً لدى معظم المسافرين في العالم.

ـ ما تطلعاتكم وطموحاتكم لـ «طيران الإمارات» في المستقبل القريب؟

ـ طموحاتنا من طموحات دبي، وهي النمو حتى تغطي خدماتنا جميع أنحاء العالم، وتصل دبي ودولة الإمارات مع كل عاصمة ومدينة رئيسية.

ـ ما الذي جعل دبي تتحوّل خلال سنوات قليلة إلى وجهة سياحية مميزة طوال العام؟ وماالجهود التي تقوم بها «طيران الإمارات» للترويج لدبي والإمارات خارجياً؟

ـ التخطيط السليم والإرادة القوية لحكام دبي وأهلها، فالاستثمارات الهائلة التي قامت بها حكومة دبي في إنشاء بنية تحتية متكاملة، ووضع التشريعات اللازمة لاستقطاب الاستثمارات وتشجيعها، إضافةً إلى الحملات الترويجية والإعلانية التي بدأت منذ أوائل الثمانينات من القرن الماضي،

كوَّنت مجموعة عوامل دفعت القطاع الخاص إلى الاستثمار في بناء الفنادق والشّركات الخدماتية لهذا القطاع، وساهمت في وضع دبي على خارطة العالم السّياحيّة. ومما يميز دبي، الجهود المتكاملة التي تبذلها جميع الدوائر الحكومية، فتصبّ جميع أعمالها في سبيل هدف واحد ألا وهو توفير التسهيلات التي تلبي متطلبات نجاح قطاع السياحة.

وبدورها قامت طيران الإمارات، باستثمار ملايين الدولارات في الترويج لدبي، ولدولة الإمارات في جميع أنحاء العالم. ولدينا قناعة راسخة بأن نجاح طيران الإمارات مستمدٌ من نجاح دبي. لذلك كنا من المبادرين إلى دعم هذا التوجه منذ العام 1985، ساعدنا في ذلك شبكة خطوطنا المتنامية، التي أتاحت لنا تواجداً فعلياً في بلدانٍ استطعنا مخاطبتها، والترويج لدولتنا لدى قطاع السفر فيها وبلغتها.

Email