الربو القصبي شائع بين الصغار

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 7 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 8 مايو 2003 الربو القصبي مرض شائع ويتميز الربو بفرط حساسية الطرق الهوائية لمواد مؤرجة بعينها يترافق مع انسداد في تلك الطرق الهوائية قابل للتراجع في حال معالجة الطفل وتبدأ الاعراض في غالبية الاطفال تحت سن اربع الى خمس سنوات والربو القصبي يعد سليما في الاطفال حيث ان اكثر من 50% من الاطفال المصابين يصبحون بصحة جيدة ولا توجد لديهم أي اعراض سريرية عند سن البلوغ على الرغم من بقاء الاستعداد لديهم لتحسس الجهاز التنفسي طوال حياتهم. حول هذا الموضوع كان هذا الحوار مع الدكتور محمد صفوان موصللي اخصائي امراض الاطفال والرضع بدبي: ـ ما المؤشرات التي تقول ان مرض الربو قد تم السيطرة عليه وان نسبة انتشاره في نقصان مستمر في الفترة الأخيرة؟ ـ الربو القصبي مرض شائع الانتشار بين الاطفال، وتتراوح نسب الاصابة في الخليج العربي بين 15 الى 20% من الاطفال في فترة ما من مراحل اعمارهم وهي نسبة عالية مقارنة بالدول الاخرى وتلعب عوامل زيادة الرطوبة واستعمال المكيفات دوراً مؤهباً في زيادة نسبة الاصابة به. مع التطور الهائل في علم المناعة وما نتج عنه من أساليب فعالة في السيطرة على الامراض المناعية بالاضافة إلى الأدوية الحديثة المتوفرة حالياً في علاج الربو وزيادة الوعي لدى الاهل بالأسباب المؤهبة لحدوث نوبات الربو وبالتالي تجنب ذلك فانه بالامكان القول إن نسبة انتشار الربو في دول المنطقة من المتفرض ان تقل عن معدلاتها السابقة. ـ ما أسباب الاصابة بالربو؟ ـ قد يحدث الربو نتيجة تخرش الجهاز التنفسي بمادة معينة كالغبار ودخان السجائر والمحروقات ورائحة الاصباغ والعطور، أو قد تكون نتيجة عوامل مناعية وهي عبارة عن مواد تسمى المؤرجات مثل غبار الطلع والصوف وريش الطيور والحيوانات، وهذه المؤرجات تتحد على سطح القصبات الهوائية وتؤدي إلى تمرير العديد من المواد كالهيستامين والليكوترين ومواد اخرى عديدة، مثل مادة «التأق» البطيئة التفاعل «ف.ْ.َّ» ويسمى هذا النوع بالربو «الاليرجائي» وقد يكون الربو نتيجة تكرار الاصابة بالتهابات الجهاز التنفسي بالفيروسات، وخاصة «ًّ.َّ.ْ» ويحدث بشكل خاص عند الرضع والاطفال خلال اول سنتين بعد الولادة، وهنالك استعداد عائلي حيث تتكرر الاصابات في بعض الاسر نتيجة تشابه الظروف المهيأة لحدوثه. ـ ما اعراض الربو؟ ـ يتصف الربو بنوبات من السعال التشنجي المتكرر، يزداد خلال الليل، وقد يزداد عند بعض الاطفال بعد المجهود العضلي، وتكون الاصابة بالرشح، او التهاب الجهاز التنفسي العلوي من العوامل المؤهبة لتكرار أزماته الحادة، حيث يؤدي إلى تشنج العضلات الملساء الموجودة في الطرق التنفسية، وتورم الغشاء المخاطي، وزيادة الافرازات المخاطية وتجمعها داخل القصبات الهوائية، مما يؤدي إلى تضييق الطرق الهوائية، وبالتالي تقل تهوية الرئتين. تختلف التظاهرات السريرية اختلاف كبير بين المرضى، فبعضهم يصاب بنوبة خفيفة ونادرة، وبعضهم الآخر يصاب بنوبة حادة متكررة، والنوبة عموماً سريعة الحدوث بعد التعرض للمخرشات والمؤرجات، بينما تكون بطيئة التطور بعد التعرض للانتانات التنفسية الفيروسية. تبدأ النوبة بالسعال الجاف ويزداد السعال مع شدة الحالة وقد يعبر الأطفال الاكبر سناً عن احساسهم بضغط على الصدر أو صعوبة بالتنفس. ـ الربو هو احد امراض الحساسية التي تصيب الاطفال فهل السبب الرئيسي وراء الاصابة بهذه الامراض هو العامل الوراثي؟ ـ هنالك استعداد عائلي للاصابة بأمراض الحساسية كالربو أو الاكزيما الجلدية حيث تتكرر الاصابات في بعض الاسر بعينها وتلعب الظروف المنزلية المهيأة لحدوث الحساسية دوراً مهماً في اظهار هذا الاستعداد الارثي. ـ ما العوامل المساعدة على ظهور المرض؟ ـ تكون الاصابة بالرشح او الجهاز التنفسي العلوي من العوامل المهمة لتكرار حدوث الأزمات الحادة وكذلك فان ارتفاع نسبة رطوبة الجو واستعمال المكيفات تلعب دوراً مهماً في زيادة فرصة التعرض للاصابة في حال وجود الاستعداد الارثي لدى المريض ووجود المادة المؤرجة «المحسسة» والتي قد تكون كما ذكرنا سابقاً غبار الطلع، الغبار المنزلي، أو فرو الحيوانات. ـ ما السن التي يظهر فيها الربو؟ ـ معظم الاطفال المصابين هم دون الاربعة إلى خمس سنوات من العمر ولكن قد تظهر الحساسية في الجهاز التنفسي منذ الاشهر الاولى من العمر على شكل التهاب القصبات الشعري والذي يصيب الاطفال الرضع والذي قد يتطور في المستقبل إلى حساسية صدر. ـ كيف يتم تشخيص الربو؟ ـ يعتمد تشخيص الربو على الفحص السريري للطفل والتشخيص ليس بالمعضلة وقد يلجأ احياناً لاجراء بعض الفحوص المخبرية بالاضافة إلى صورة شعاعية للصدر عند الضرورة ويمكن التعرف على المادة التي تثير الجهاز المناعي عن طريق اختبارات خاصة، مثل الاختبارات الجلدية بالاضافة إلى اختبار راست «َُّّفز» على مصل الدم. ـ كيف يتم علاج الربو؟ ـ يعتبر استعمال الموسعات القصبية عن طريق الاستنشاق لعلاج الربو العلاج الامثل حالياً وذلك حسب المراجع العلمية الحديثة، حيث ان اعطاء الدواء بالاستنشاق يقلل الاعراض الجانبية للموسعات القصبية التي كانت تعطى سابقاً عن طريق الفم أو عن طريق الزرق في الوريد او العضل او تحت الجلد. اذ ان اعطاء الدواء عن طريق الاستنشاق وبجرعات قليلة جداً يؤدي إلى الغرض المطلوب وهو علاج للتشنج القصبي بشكل اسرع وفي نفس الوقت يقلل وبشكل ملحوظ الاعراض الجانبية للموسعات القصبية مثل: سالبيوتامول والالبيوترول والسالميترول.. والتي قد تؤدي عند اعطائها عن طريق الفم او الزرق إلى تسرع القلب ورجفان الايدي ونقص بوتاسيوم الدم. وتعتمد جدوى فاعلية الموسعات القصبية عن طريق الاستنشاق على الطريقة او الاداة التي تستعمل لاعطاء الدواء حيث يتوفر في الصيدليات عدة اشكال منها البخاخ والذي يستعمل من قبل الاطفال فوق الاربع إلى خمس سنوات من العمر والبالغين ويحتاج إلى تدريب على طريقة الاستعمال حيث يحتاج إلى تزامن بين الاستنشاق وضغط البخة في الفم وقد يلجأ في حال الاطفال الصغار الى استعمال اسطوانة صغيرة توضع على الفم والانف ويثبت بالجهة الاخرى منها بخاخة الدواء حيث يقوم الاهل بضغط البخاخ بخة واحدة ويخزن الدواء في الاسطوانة والقناع ويقوم الطفل باستنشاق الدواء خلال عدة ثوان. ويمكن استعمال جهاز البخار او ما يسمى بالنبيوليزر للأطفال ويعتبر الطريقة المثلى لعلاج الاطفال الصغار بشكل خاص حيث يتم وضع الدواء بالاضافة إلى السائل الملحي ويستنشق الدواء خلال عدة دقائق عن طريق قناع خاص يثبت على الوجه. وقد يلجأ إلى استعمال بعض المركبات الستيروئيدية المضادة للالتهاب عن طريق الاستنشاق للسيطرة على بعض الحالات المتوسطة إلى الشديدة احياناً وهنا يراعى غسل الوجه ومضمضة الفم بعد استعمال الدواء منعاً لأي اعراض جانبية. وقد يضطر الطبيب إلى استعمال ادوية اخرى عن طريق الفم لكل منها فائدته الخاصة وذلك حسب شدة الحالة وتقدمها وكذلك تبعاً لكون الحالة حادة أو للوقاية من الهجمات الحادة وذلك باعطاء ادوية خاصة ما بين نوبات الربو الحادة. مثل مضادات الليو كوترين وتعطى عن طريق الفم على شكل حبوب. ـ هل يستمر الربو مدى الحياة، وما هي الأساليب الوقائية للحد من هذا المرض؟ ـ علاج الربو يحتاج إلى متابعة لفترة زمنية طويلة وأكثر من 50% من الاطفال يشفون من الربو اذا ما توفرت الظروف المناسبة من حيث المتابعة الصحية وتجنب العوامل التي تؤدي لتكرار النوبات ومن اهمها تجنب دخان السجائر في البيت والحد من الغبار المنزلي وذلك بغسل اغطية الاسرة والبطانيات والستائر بشكل دوري وتنظيف الموكيت باستمرار ومن الافضل عدم استعماله في غرف الاطفال على الأقل.. وكذلك تجنب تربية الحيوانات ذات الفراء كالقطط والكلاب ويجب معالجة حالات الرشح والتهاب الجهاز التنفسي العلوي الذي يصاب عند الطفل بشكل فوري وتهوية المنزل بطريقة صحية وبشكل يومي. وبشكل عام فان استعمال بعض أدوية الربو عن طريق جهاز التبخير يعتبر طريقة فعالة لمعالجة معظم حالات الربو والاعراض الجانبية التي تحصل من الأدوية الموسعة للقصبات تكون نادرة جداً اذا ما اعطيت جرعات الدواء بدقة وحسب وزن الطفل مقارنة باعطاء نفس الأدوية عن طريق الفم أو الزرق، وان استخدام هذا الجهاز البسيط لا يؤدي كما يظن البعض إلى التعود على استعماله. ـ مدى تأثير الرياضة على الطفل المصاب بالربو؟ ـ بعض الأطفال المصابين بالربو قد تكون الرياضة عاملاً مهماً لتحريض نوبة جديدة من السعال وهنا وفي حال تشخيص هذا النوع من الربو والذي يسمى بالربو المثار بالمجهود فانه على الاهل اعطاء الطفل بعض الموسعات القصبية قبل ممارسة الرياضة كاستعمال بخاخ الفينتولين. ـ سمعنا عن تطعيم ضد الحساسية الصدرية، فهل هذا صحيح؟ ـ تتبع العديد من دول العالم وبشكل خاص الدول الاسكندنافية بروتوكولا خاصا يعتمد على ما يسمى بالعلاج المناعي ويتم ذلك بحقن جرعات ضئيلة محددة من المادة المؤرجة التي ثبت بأنها تحدث الحساسية للمريض تحت الجلد وبفواصل زمنية ثابتة ولفترات طويلة قد تستمر عدة سنوات، كعلاج قد يكون مفيداً للعديد من الامراض التحسسية والربو. والعلاج يعتمد بالأساس على بناء مستويات عالية التركيز من الاجسام المناعية «اة» المضادة للأجسام المؤرجة وبمستويات ثابتة على مدار السنة من خلال اعطاء اللقاح بشكل مستمر، وكذلك فقد وجد بأن هذا العلاج يقلل فرصة افراز مادة الهيستامين المهمة في حصول أي تفاعل اليرجائي. العلاج مفيد في حالات الربو التحسسي المثبت بالاختبارات الجلدية والمناعية والتهاب الانف التحسسي والحساسية للدغة الحشرات. د. محمد صفوان موصللي

Email