حبر وعطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 3 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 4 مايو 2003 احمد الجندي عَفْواً أَبا تَمَّام جِئْتُكَ زَائِراً فَاغْفِرْ لِشِعْريَ ثَوْرَة المتُطَفِّلِ لَيَكَادُ يَغْلِبُني القَريضُ فَأشتَكي مَا في ضَميريَ مِنْ عَذَابٍ مُذْهِلِ إِنّي أَرَى رِيحَ العُقُوق عَنِيفَةً تَرمي البَيَانَ بِكلِّ صَعْبٍ مُشْكِلِ لَمْ تَحفَظِ العَهْدَ القَدِيمَ لأُمَّةٍ خَلَقَتْ مِنَ التّعقيدِ كُلَّ مُذَلَّلِ لَوْلاَ السُّهُولَةُ لَمْ يَكُنْ لِكَلاَمِهَا أَدَبٌ يُحَلِّق في جَنَاحَيْ أَجْدَلِ تَأبى العُرُوبَةُ أَن يَذِلّ بَيَانُهَا لِشُوَيعِرٍ وَكُوَيتِبٍ وَمُدَجِّلِ عَفْواً أَبا تَمَّام، لاَ تَعْتِبْ وَلاَ تَشْكُ العُضَال مِنَ الزَّمَانِ المُعْضِلِ إِنَّا تَرَكْنَا الشّمسَ في رَأْدِ الضُّحى لِنَسِيَر في لَيْلِ الضَّلاَلِ الأَلْيَلِ وَلَقَدْ ذَكَرْتُ بِكَ الفَرَزْدَقَ منشدا وَجَرِيرَ يَسْخَرُ مِنْ قَصِيدِ الأخطَلِ وَمَدَائِحاً أَنشَدْتَهَا فَكَأَنَّها بُرْدُ الشبَابِ عَلَى الزّمَانِ الأَوَّلِ ومراثيا رويتها بمدامعي مازلت أحيا بِقَلبٍ مثقل خلدت على التاريخ فهي منائر تهب الضياءَ لكلِ سار مجفل

Email