حب الشباب مشكلة صحية وجمالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 1 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 2 مايو 2003 جمال البشرة وصفاؤها هاجس يداعب الشباب والشابات في مرحلة المراهقة، ويعد الشغل الشاغل في أهم مراحل حياتهم. وبما أن حب الشباب أحد أهم المشكلات التي تؤرق الشباب وتعترض صفاء البشرة ونضارتها هذا الموضوع من أهمية، تجيب الدكتورة مها عياش اختصاصية الأمراض الجلدية عن الاسئلة التالية: ـ ما جذور المشكلة؟ وهل تؤدي الجينات الوراثية دورًا فيها؟ ـ يولد بعض الأشخاص ويكون لديهم مسام جلدية معرضة لتكوّن حب الشباب، والتي يتم انسدادها بالخلايا الميتة خلال عملية طرد الخلايا القديمة والتي تؤلف القشرة الخارجية للجلد، ومع الوقت تتراكم الزيوت والبكتيريا وتقتحم خلايا الدم البيضاء المسام الجلدية، فتؤدي إلى انتفاخها أكثر وأكثر والنتيجة نتوءات تشكل شوائب حب الشباب أو تكيسًا جلديًا. ـ هل هناك علاقة بين حب الشباب والضغوط النفسية أو نمط الحياة بشكل عام؟ ـ نعم، فالوراثة وحدها ليست سبب الهياج وحب الشباب، فالعادات الشخصية وأنماط المعيشة قد تؤدي إلى ظهور عيوب الجلد وشوائبه. فالضغوط النفسية تمهد لتهيج حب الشباب بتنشيط عمل الغدد الكظرية الموجودة فوق الكلى، وذلك يؤدي إلى إفراز المزيد من الهرمونات التي تنشط إفراز الزيوت بوساطة الخلايا الجلدية مكونة حب الشباب. فمثلاً كلما جمعت المرأة بين المهنة وعمل المنزل، تفاقمت مشكلة حب الشباب نتيجة الضغوطات التي تعانيها داخل المنزل وخارجه. ـ يلاحظ أن النساء أكثر تعرضًا لحب الشباب فلماذا؟ ـ تعتبر النساء أكثر عرضة لحب الشباب من الرجال، وذلك لأسباب عدة، فيرى بعض الناس أن ذاك التهيج يحدث فقط قبيل بدء الدورة الشهرية. ويرجع الباحثون سبب ذلك إلى زيادة كمية هرمون البروجسترون خلال الأسبوع الثالث من الدورة الشهرية. ومن المعلوم والمعتقد أيضًا أن حبوب منع الحمل الجديدة تحتوي على كمية كثيفة من الهرمونات الذكرية والتي تعمل على زيادة حب الشباب. ويظهر حب الشباب عند النساء أحيانًا نتيجة استعمال بعض مستحضرات التجميل، فبعض هذه المستحضرات تؤثر على الطريقة التي يتخلص الجسم بوساطتها من طبقة الخلايا الميتة السطحية. فعلى النساء المعرضات لحب الشباب اختيار مستحضرات التجميل المضادة للبثور الجلدية أو الاستغناء عنها كليًا. ـ يسود اعتقاد بأن الشوكولاته وبعض أنواع اللحوم تشجع على ظهور حب الشباب.. ما مدى صحة ذلك؟ ـ هذا الاعتقاد لا ينطوي على شيء من الصحة، هذه الأطعمة قد تزيد من الوزن فقط، لذلك فإن الغذاء المتوازن والغني بالخضار والفواكه يساعد أكثر في الحفاظ على جلد سليم. ـ أيضًا الاعتقادات السائدة في هذا المجال أن الشمس تشفي من حب الشباب فهل هذا صحيح؟ ـ هذا الاعتقاد غير صحيح أيضًا، فالشمس تجفف البثور إلا أنها تحدث طبقة سميكة في البشرة، حيث تتحول هذه الأخيرة إلى خزان دهني يؤدي إلى عودة الطفرة أو البثور بعد الصيف، فمن الأفضل عدم التعرض للشمس وخصوصًا خلال فترة المعالجة، واستعمال غشاء كامل على كل أجزاء الجسم المعنية وبصورة منتظمة في أثناء العلاج. ـ ظهور البثور في الوجه يؤثر كثيرًا على جمال المرأة.. فما أهم أنواع العلاجات وأكثرها فاعلية في هذا المجال؟ ـ طبقًا لخطورة البثور وشكلها وموضعها في الوجه فإن الطبيب يعرض الحلول المتكيفة مع كل حالة، ولكن المسألة تحتاج إلى صبر ومثابرة، حيث إن النتائج الأولى لن يتم الحصول عليها أحيانًا قبل ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، وهناك نوعان من العلاج يمكن سردهما: أولاً: العناية الموضعية، وتشمل الجل، والكريم، وحتى اللزقات الطبية القائمة على بيروكسيد البنزويل أو فيتامين (ء) الحمضي والتي تستعمل مباشرة مع الجلد. وفي الفترة الأخيرة يبدو أن أحماض الفواكه تعطي نتائج ممتازة، وتستخدم هذه المستحضرات على جلد نظيف وجاف مع تجنب المساس بالعينين والأغشة المخاطية. ثانيًا: المعالجات عبر الفم، يستدعي بعض أشكال حب الشباب اللجوء إلى المضادات الحيوية المنتمية بصورة خاصة إلى عائلة التتراسيكلين، وتوصف هذه المضادات بمقادير بسيطة ولأشهر عدة، وبإمكان الفتيات اللواتي يتميزن بتشوهات أكثر انتشارًا الاستفادة من حبة خاصة قائمة على مضادات الهرمونات الذكرية وتعطي نتائج مهمة جدًا. ـ هل يمكن إخفاء هذه البثور من الوجه نهائيًا؟ ـ بالإمكان إخفاء حب الشباب من خلال استخدام كريم نهاري ملون، أو مستحضر لتصحيح لون البشرة أكثر تغطية، وذلك تبعًا لضخامة البثور أو انتشارها. ولابد أن يتميز هذا المستحضر أو ذاك الكريم بقدرته على تنمية الجلد مع إخفاء كل التشوهات الموجودة، ومن أجل إخفاء وتجفيف بثرة كبيرة أو احمرار معزول يستعمل طبقة رقيقة من «الستيك» المصحح، ولكن ينصح بعدم استخدام أي أنواع من المكياج خلال فترة العلاج. ـ أخيرًا، ما أهم النصائح التي تقدمينها إلى كل من يعاني مشكلة حب الشباب؟ ـ تنظيف الجلد صباحًا ومساء مع مستحضرات عناية ناعمة أو جيل رغوي لا يلبث أن يغسل بالماء، واستعمال محلول مطهر ومضاد للبكتيريا. ـ تقليل التعرض للشمس في أثناء انتفاخ هذه البثورة وانعدامه قدر الإمكان في أثناء العلاج. ـ عدم العبث بالبثور والضغط عليها حتى لا تنتقل البكتيريا إلى مكان آخر فتسبب بثورًا جديدة. ـ الغذاء الجيد والمتكامل حيث يقاوم الفطريات والبكتيريا ولكن يجب تقليل الدهون قدر المستطاع

Email