عادت بعد محنة دامت 9 أشهر، اليزابيث سمارت .. قصة اختطاف مليئة بالغرابة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 16 صفر 1424 هـ الموافق 18 ابريل 2003 عندما نشرت وكالات الانباء منذ فترة قصيرة جداً عن اختطاف مراهقة بطريقة مريبة ظل القراء في حاجة الى مزيد من التفاصيل عن هذا الخبر المثير.. فبعد اختطافها بحد السكين من منزل عائلتها في منتصف الليل على يد رجل غريب الاطوار ومدع للنبوة عادت المراهقة الاميركية اليزابيث سمارت 15 عاماً الى اهلها بعد محنة استمرت تسعة اشهر. وفي بطاقة ارسلتها لاقربائها واصدقائها وكل من تعاطف معها كتبت اليزابيث تقول: انني اكثر فتاة محظوظة في العالم شكرا على حبكم ودعواتكم. كانت امنية وتحققت. لقد عدت الى منزلي احبكم جميعاً. وبينما استمتعت اليزابيث بأيام حريتها الاولى وجهت الشرطة الى الواعظ الجوال المنتمي سابقاً لطائفة المورمون بريان ميتشيل وزوجته واندا بارزي تهم الاختطاف والاعتداء الجنسي والسطو. وقد ذهل المحققون والاصدقاء والاقرباء لعدد المرات التي كادوا يعثرون فيها على الفتاة المفقودة اثناء خروجهم للبحث عنها في التلال الخلفية لمنزل العائلة حيث كانت تتناهى الى مسامعها اصوات نداء الاشخاص الذين كانوا يبحثون عنها بمن فيهم خالها وايضا في حفلة عندما قال احد المدعوين مازحا بان الفتاة الصامتة التي تخفي وجهها اسفل وشاح يمكن ان تكون المراهقة المفقودة اليزابيث سمارت وكذلك اثناء تجوالها في شوارع بلدتها القريبة من مدينة سولت ليك. ففي الخامس من يونيو العام الماضي تمكن رجل من قطع شبكة نافذة المطبخ بمنزل آل سمارت الواقع في ضاحية لا تعرف الجرائم واشهر سكينه واختطف المراهقة من غرفة نومها مهددا إياها بقتلها هي وجميع افراد عائلتها اذا ما قاومته. حدث ذلك اثناء تظاهر شقيقتها الصغرى ماري بالنوم. وبعد مرور ساعتين تغلبت ماري ابنة التسعة اعوام على مخاوفها وابلغت والديها بما جرى. والاحداث التي ادت الى قيام بريان ميتشيل باختطاف اليزابيث بدأت في منتصف الثمانينيات عندما تراءى له نتيجة لتعاطيه للمخدرات انه يتمتع بقدرات إلهية خاصة فبدأ يخرج للصحراء ويزعم انه يتحدث مع الرب. وفي العام 1986 تزوج ميتشيل 32 عاما من واندا 40 عاما وبدأ يمضي وقته في الصلاة وغير اسمه الى داهفيد ثم ايمانويل وارتدى اثوابا طويلة واقتنع بانه رسول من الرب واقنع زوجته بالخروج معه للحياة في العراء في مهمة إلهية واصبحا معروفين في مجتمع المشردين في مدينة سولت ليك. كما اقتنع ميتشيل بضرورة اقترانه بسبع زوجات وتعرف على آل سمارت عندما التقته لويس والدة اليزابيث وهو يتسول في الشارع واعطته خمسة دولارات واستأجرته لتشذيب حديقة المنزل والمساعدة في اعمال تصليح السقف. ويقول آل سمارت ان اعجابه باليزابيث بدأ في تلك اللحظة حيث ظل يراقبها من التلال الخلفية للمنزل. وفي الساعة الثانية بعد منتصف الليل في الخامس من يونيو الماضي قام باختطافها في عملية حيرت الشرطة وحظيت باهتمام وسائل الاعلام العالمية. وفي الشهرين التاليين بعد اختطافها عاشت اليزابيث مع ميتشيل وزوجته في مخيم معزول على سفح جبل على بعد ثلاثة اميال ونصف فقط من منزلها، وتعرضت لعملية غسيل مخ وعاشت في خوف مستمر على حياتها كما تقول عائلتها. فقد كانت اليزابيث في الموقع نفسه عندما خرجت اول فرقة بحث للتنقيب عن اي اثر لها كما كانت في المكان نفسه عندما عزفت زميلاتها في الفصل وصلة موسيقية على اوتار القيثارة تكريما لها. وفي غضون ذلك كان رجال الشرطة يحققون مع عامل آخر ادى خدمات لآل سمارت هو ريتشارد ريكي الذي اصر على براءته. وفي ذلك الوقت بدأ ميتشيل في السير خطوة اخرى للامام املا في تحقيق قانون تعدد الزوجات السماوي الذي كان يؤمن به وفي هذه المرة وضع عينه على جيسيكا رايت ابنة خال اليزابيث. وفي الرابع والعشرين من يوليو حاول اقتحام منزلها لكن والديها وكلاب المنزل افزعوه ففر هاربا. وبنهاية اغسطس توفي ريكي المتهم الرئيسي بالاختطاف بنزيف في المخ في زنزانته في الوقت الذي كانت فيه الشرطة لاتزال تظن انه المختطف. وهو ما جعل ميتشيل يزداد جرأة ويغامر بالخروج في الشوارع. فقد تم تصوير الثلاثة على طاولة شواء في احد المتنزهات بكاميرا فيديو كما تم تصويرهم في حفلة وتم اعتقال ميتشيل مرة للاشتباه في قيامه بالنشل من بقالة. ومع برودة الطقس في اكتوبر انطلق ميتشيل وزوجته والمراهقة المخطوفة الى كاليفورنيا حيث الاجواء المشمسة. وفي اكتوبر خطر ببال الشقيقة الصغرى لاليزابيث ان ميتشيل يمكن ان يكون الرجل الذي اختطف شقيقتها من سريرها. وتم رسم اسكيتشاً للمختطف اعتمادا على الاوصاف التي ذكرتها ماري ولكن لم ينشر في وسائل الاعلام الا بحلول فبراير بعد ان قللت الشرطة من اهميته في هذه القضية. ولسخطه على بطء سير التحقيق عرض والد اليزابيث اسكيتش الرجل المشتبه به في التلفزيون في برنامج «اكثر مجرم مطلوب في اميركا» وكانت ملامح الصورة لاتزال باقية في اذهان الناس عندما عاد ميتشيل وزوجته واندا واليزابيث الى مدينة سولت ليك قبل اسبوعين سابقين. وقد اشتبه رودي ونانسي وهما من المتابعين الدائمين للبرنامج بثلاثة اشخاص يرتدون اثوابا طويلة وباروكات شعر ويتسلقون كومة قمامة بعد ان وجدوا ملامح ميتشيل قريبة من الرجل الذي عرضت صورته على الشاشة فابلغوا الشرطة. وعندما حضر رجال الشرطة انكرت الصغيرة في باديء الامر ان تكون هي اليزابيث سمارت الفتاة التي فرت من منزل ذويها وكان الخوف باديا عليها ولكن عندما وضع ضابط الشرطة صورة الفتاة المفقودة بالقرب من وجهها ونادى على اسمها انهارت واعترفت وطمأنها رجال الشرطة بان محنتها انتهت وبعد لقاء عائلي مشحون بالعواطف صرحت والدة اليزابيث بان ابنتها فتاة رائعة وبأنها سعيدة بعودتها الى منزلها بعد غياب دام تسعة اشهر. ابتسام أحمد

Email