تطور ملحوظ في جراحة القلب عند الأطفال

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس غرة صفر 1424 هـ الموافق 3 ابريل 2003 أشارت الاحصاءات العالمية الى زيادة معدلات الاصابة بأمراض القلب الناتجة عن العيوب الخلقية في الأطفال وقدرت هذه الاحصاءات الاصابة الكلية ، بنسبة 8 في الألف للمواليد في السنة الواحدة.. ولذلك زادت نسب إنشاء المراكز المجهزة تجهيزا عاليا لاجراء عمليات القلب المفتوح الدقيقة ويعد مركز جراحات القلب التابع للتأمين الصحي في مصر من المراكز المتطورة في منطقة الشرق الأوسط.. والذي يجري نحو 1000 جراحة قلب مفتوح سنويا من سن ثلاثة أشهر وحتى 18 سنة بنسب نجاح وصلت الى 99% كما يقول الدكتور أيمن شعيب استاذ جراحة القلب بجامعة عين شمس ومدير المركز ويضيف أن الجراحات تتم بأيدي نخبة من كبار أساتذة جراحات القلب في جامعات القاهرة وعين شمس والأزهر ومعهد القلب القومي.. كما يقوم المركز بدور كبير في تدريب الأطباء على الجديد في تشخيص وعلاج أمراض القلب عند الأطفال. ويوضح الدكتور هشام شوقي استاذ قلب الأطفال بالقصر العيني واستشاري جراحة القلب بالمركز أن جراحات القلب المفتوح للأطفال شهدت تطورا في السنوات الأخيرة وارتفعت نسب النجاح مع انخفاض واضح لنسب الوفيات في جراحات العيوب الخلقية المركبة والتي وصلت الى 5% بعدما كانت منذ عشر سنوات من 20 ـ 25% الى جانب أن جراحين القلب استطاعوا التدخل لبدء اجراء العمليات في سن شهرين مما يعطي فرص أعلى للنجاح إضافة الى التقدم الذي شهدته وسائل التشخيص للعيوب الخلقية في الرحم باستخدام الموجات فوق الصوتية العادية ويعطي ذلك للجراح صورة واضحة لنوع العيب الخلقي وإمكانية اصلاحه والمكان المناسب لاصلاحه.. والعمل على توجيه الأم لمكان الولادة الآمنة وهناك حالات أجريت لهم عمليات جراحة القلب في مكان الولادة. ويضيف الدكتور هشام أن نجاح جراحات القلب للأطفال حاليا أتاحت لكل الأطفال المرضى أن يتحولوا الى أصحاء ويحتاجون فقط الى المتابعة الشهرية أو السنوية حسب طبيعة كل حالة. التشخيص وعن تشخيص المرض عند حديثي الولادة يقول: يمكن للأم معرفة الاصابة بظهور عدة أعراض ـ أولها ظهور زرقة في الأطراف واللسان بشكل مستمر وتزيد مع البكاء.. وثانيا: النهجان المستمر مع الالتهابات الرئوية المتكررة وشعور الأم بسرعة ضربات القلب المستمرة مع عدم القدرة على الرضاعة بشكل سليم. وهناك حالات من الممكن أن يكون سببا للاصابة وهو تكرار الاصابة بالحمى الروماتيزمية أو التهاب اللوزتين وتورم المفاصل. والفحص يتم بالكشف السريري والموجات فوق الصوتية ونسب قليلة منهم تحتاج الى قسطرة قلبية. عيوب خلقية وعن طبيعة العيوب الخلقية التي تصيب قلوب الأطفال يقول الدكتور وجدي عثمان استاذ جراحة القلب والصدر بكلية الطب جامعة الأزهر وأحد أفراد الفريق الطبي بالمركز: العيوب الخلقية تشمل عيوب بسيطة مثل وجود الثقوب بين الاذينين والبطينين أو وجود وصلات شريانية لم يتم غلقها عند الولادة وهذه عيوب يولد بها الطفل دون ظهور زرقة على الأطراف أو الوجه وهذه العيوب يمكن اصلاحها ويستطيع الطفل التأقلم معها حتى سن خمس سنوات. أما العيوب المركبة وهي التي تؤدي الى ظهور زرقة واضحة على الوجه والأطراف وضيق بالتنفس وتشمل حالات البطين الأوحد أو اختلاف وضع الشرايين الرئيسية للقلب ورباعي الفالوت. وهذه العيوب لابد من التدخل الجراحي لاصلاحها في مرحلة مبكرة. أما باجراء جراحة أولية لتحسين زرقة الطفل أو اصلاح كلي في مرحلة واحدة. وهذا يعتمد على الصفة التشريحية للقلب والشرايين بعد اظهارها بالأبحاث الأولية والمتقدمة مثل الاشعات العادية والموجات الصوتية والقسطرة القلبية.. أما مرضى الصمامات فيقول عنهم الدكتور وحيد عثمان استاذ جراحة القلب بطب الأزهر: بعضهم يولدوا بعيب خلقي في صمام القلب مما يتطلب توسيع الصمام أو اصلاحه. وعن مدى تأثير الحمى الروماتيزمية على صمامات القلب يقول: مازالت هناك نسبة كبيرة من الأطفال يصابوا بالحمى الروماتيزمية التي تحدث للأطفال في سن مبكرة وتؤدي الى ضيق أو ارتجاع بصمامات القلب مما يتطلب التدخل الجراحي السريع سواء باصلاح الصمام أو استبداله. الحالات الحرجة وعن التدخلات العلاجية في الحالات الحرجة لمرضى القلب عند الأطفال يقول: التدخلات تشمل ثلاثة أنواع وهي علاج بالقسطرة البالونية والدعامات للحالات التي تعاني اختلاف شرايين القلب حيث يخرج الأورطي من البطين الأيسر بخلاف الطبيعي ويعاني فيه الطفل الزرقة وهبوط وظائف القلب ويتم التدخل في الأيام الأولى وذلك باجراء فتحة بين الاذينين بالقسطرة البالونية لنقل الدم المؤكسد من الأذين الأيسر الى الأذين الأيمن ثم البطين الأيمن ثم الأورطي وهذه العملية تجرى الآن في غرف العناية المركزة نظرا للتطوير الذي شهدته مؤخرا وذلك عن طريق الوريد بواسطة ضفيرة في الصرة واستخدام الموجات فوق الصوتية بدلا من أجهزة الأشعة للمساعدة على رؤية القسطرة البالونية داخل القلب. وبعض الحالات من الأطفال تولد بمشكلة معقدة وتعرض حياتهم للخطر وفيها يمكن تركيب وصلة بين الشريان الرئوي والأورطي وهذه الوصلة تحدث بها إنسداد طبيعي خلال الأيام الأولى من الولادة. ومن الأفضل تشخيص هذه الحالات المعقدة قبل ولادة الطفل عن طريق الموجات الصوتية حتى لا تتعرض حياته الى المضاعفات التي تؤدي الى الوفاة ويمكن تشخيص الحالات المعقدة في الفترة ما بين 4 الى 8 أشهر أثناء الحمل مما يعطي الفرصة للتعامل مع الطفل بعد الولادة مباشرة ويمكن أيضا تشخيص فشل عضلة القلب نتيجة لعدم انتظام ضربات القلب باستخدام الموجات الصوتية في فترة الحمل وفي هذه الحالة يمكن اعطاء الطفل الدواء عن طريق الأم بواسطة المشيمة. أما في حالات اختناق الشريان الأورطي في الصدر وحدوث ارتفاع ضغط الدم في الجزء الأعلى من الجسم وهبوط في القلب وذلك لانخفاض الضغط ونقص مرور الدم في الجزء الأسفل من الجسم مما يؤدي الى الفشل الكلوي وقصور في وظائف الأمعاء.. وفي هذه الحالة لابد من التدخل السريع لفتح الاختناق بالقسطرة البالونية على أن تجري عملية توسيع أخرى مع تركيب الدعامات في مرحلة عمرية تالية

Email