بصمات الإنسان وراء التغيرات في الضغط الجوي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس غرة صفر 1424 هـ الموافق 3 ابريل 2003 يساهم الاحترار العالمي في تغيير الضغط على الخرائط. فقد اكتشف الباحثون إن التغيرات في الضغط الهوائي على مدي الخمسين عاما «الماضية» لها علاقة بنشاط الإنسان. ويعد هذا أول بحث عن أثر الإنسان في ضغط الهواء وخرائط الضغط، أو على أجهزة البارو مترويس وليس أدوات قياس الحرارة فقط. ويتفق غالبية علماء المناخ على أن غازات الصوبات الزراعية الناتجة عن النشاط البشري قد أدت إلى رفع حرارة الكوكب على مدى القرن الماضي. لكن ناثان جيليت الباحث بجامعة فيكتوريا الكندية وزملاءه أثبتوا أن غازات الصوبات الزراعية تؤثر في الضغط الجوي أيضاً. وقد يكون لتغيرات الضغط الجوي أثر على المناخ العالمي أيضا. فالضغط الجوي يتحكم في دورة الغلاف الجوي وبالتالي يؤثر في نمط تحرك الرطوبة. والتغيرات في دورة الغلاف الجوي تؤثر في هطول الأمطار ودرجة الحرارة والرياح والعواصف. مثلاً التغيرات في نمط دورة الهواد التي تسمى ترددات شمال الأطلسي أدت إلى ارتفاع هطول الأمطار على اسكتلندا وقللتها في اسبانيا وهبوط بعض الجليد في أماكن بفرنسا. هذه الاتجاهات وأثرها على المناخ يمكن أن تكون أقوى مما تظن. وقد ركزت النماذج المناخية الحاسوبية على حجم التغير في ضغط الهواء وفق كما اكشتفه الباحثون. وضع ضغط الهواء درس الباحثون سجلات لضغط الهواء عند مستوى سطح البحر منذ عام 1948 وركزوا على ثلاث مجموعات من الأرقام ووجدوا اتفاقاً بين هذه المجموعات وما توقعوه. ارتفع متوسط ضغط الهواء على مدى العقود الخمسة الماضية في منطقة شمال الاطلسي شبه الاستوائية وجنوب أوروبا وأميركا الشمالية. وانخفض الضغط الجوى في مناطق أخرى مثل شمال المحيط الهادي وعند القطبين. ويقول جيليت إن هذه الاتجاهات سوف تجعل الشتاء أكثر دفئاً ورطوبة ورياحاً في شمال غربي أوروبا، أما فصول الشتاء في مناطق مثل غربي كندا والولايات المتحدة فسوف تكون أكثر اعتدالاً وفي جنوب أوروبا اكثر جفافاً وفي لبرادور وجرنيلاند اكثر برودة. هذه التغيرات في حد ذاتها لا تثبت أن انبعاث غازات الصوبات الزراعية هي السبب، لكنها قد تكون بسبب التغيرات الطبيعية في مناخ الأرض. وقام فريق جيليت بمقارنة ما لاخطوة على أربعة نماذج حاسوبية للمناخ العالمي من أجل اكتشاف ما إذا كان لنشاط الإنسان علاقة بهذا الأمر، وفي كل نموذج حاسوبي قلدوا التغيرات في تركيز غازات الصوبات الزراعية وكميات الغبار في الغلاف الجوي الناتجة عن الغازات التي تحتوي على الكبريتات. ويذكر أن الغبار يغير المناخ عن طريق نشر اشعة، الشمس بالانعكاس ويؤثر في تكوين السحب. وتطابقت توقعات النماذج الحاسوبية لتغيرات الضغط مع القياسات المأخوذة من الواقع، عندما كانت انبعاثات الغازات المتصاعدة من الصعوبات الزراعية تدخل في الحسبان، وقال الباحثون أنه بدون تأثير غازات الصوبات الزراعية لن تنطبق خرائط الواقع والنماذج الحاسوبية. وأثبتت النماذج الحاسوبية والقياسات نفس نمط التغير. وهذا يعني أن لغازات الصوبات الزراعية وبالتالي نشاط الإنسان لهما تأثيراً على تغيرات ضغط الهواء.

Email