سرطان المبيض ورم خطير

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 5 ذو القعدة 1423 هـ الموافق 8 يناير 2003 يحتل سرطان المبيض المرتبة الخامسة للأمراض المسببة للوفاة بين النساء في الولايات المتحدة الأميركية، ويعتبر رابع الأورام السرطانية التي تصيب النساء، وذلك استنادا لتقارير الجمعية الأميركية للأورام السرطانية. وتشير التقارير الى ان حوالي 70% من النساء المصابات بهذا الورم لا يتم تشخيصه الا بعد فوات الأوان أي بعد تطور الورم وانتشاره الى البطن والأعضاء المجاورة. تلعب عوامل عدة دورا في حدوث الورم، ومن أهمها : القصة العائلية للاصابة بالأورام السرطانية (الثدي، المبيض، القولون وغيرها). اصابة احدى القريبات من الدرجة الاولى (ام، أخت) بسرطان المبيض. اضطرابات الاباضة، وعدم تناول حبوب منع الحمل. تناول الاستروجين لفترات طويلة، وبجرعات زائدة. السكن في منطقة صناعية. العمر فوق الاربعين، اذ ان الاصابة تزداد مع التقدم بالعمر. قصة اصابة بعقم غير مفسر المظاهر السريرية يصعب تحديد الورم في مراحله السريرية الأولى بسبب صغر حجم المبيض من جهة وتوضعه العميق نسبيا في جوف البطن. ومن اهم الاعراض التي يمكن أن تنجم عنه: تغير غير مفسر في حركة الامعاء والمثانة. الشعور باضطرابات هضمية كالغازات وعسر الهضم والغثيان. فقدان الوزن، أو زيادة الوزن. الشعور بألم وانزعاج في الحوض والبطن. التعب والوهن العام. الشعور بالالم اثناء الاتصال الجنسي. النزف التالي لانقطاع الطمث النهائي. ونظرا لأهمية التشخيص المبكر ودوره في الحد من تطور الورم ومنع حدوث مضاعفاته الخطيرة، لهذا ينبغي عدم التأخر في مراجعة الطبيب لدى المعاناة من تلك الأعراض او غيرها، والطبيب بدوره يمكنه التأكد من الأسباب الأساسية لتلك الاعراض والعمل على علاجها. وعادة يلجأ الطبيب الى مختلف الاستقصاءات المتوفرة للتاكد من التشخيص كالتصوير بالأمواج ما فوق الصوتية وغيرها. طرق حديثة في انجاز طبي جديد قد يساهم في انقاذ آلاف السيدات المصابات بسرطان المبيض الذي يستحيل الكشف عنه في مراحله المبكرة، تمكن الباحثون من تطوير فحص بسيط للدم يكشف عن هذا المرض في بداية ظهوره. وأوضح الباحثون في التقرير الذي نشرته مجلة (ذي لانسيت) الطبية أنه سيتم تشخيص الاصابة بسرطان المبيض في حوالي 24 ألف امرأة أميركية في هذا العام فقط، مشيرين الى أن هذا النوع من الأورام لا يسبب أعراضا، ومن الصعب اكتشافه مبكرا، ولكن مع فحص الدم الجديد يبدو أن المستحيل أصبح ممكنا. وأشار الخبراء الى أن التصوير الشعاعي يكشف عن سرطان الثدي، ومسحات تكشف عن سرطان عنق الرحم، بينما لا يتوافر فحص يساعد في الكشف عن سرطان المبيض بصورة مبكرة، أي عندما يكون في بدايته وقابلا للشفاء بنسبة 90 في المئة. أما الآن، فيرى الباحثون في مستشفى جامعة نورثويست الأميركية ان الفحص الجديد الذي يعتمد على برمجة الحاسوب من خلال البروتينات الموجودة في الدم واستخدام التكنولوجيا الحديثة، يساعد في تحديد البروتينات غير الطبيعية أو منتجاتها في دماء السيدات المصابات بالسرطان، مقارنة مع غير المصابات. ولاحظ الباحثون عند اختبار فعالية الفحص الجديد على 100 عينة دم، سحبت بشكل عشوائي من عدد من النساء المصابات وغير المصابات بالمرض، أنه فعال ودقيق في الكشف عن سرطان المبيض في مراحله الأولية بنسبة 100 في المئة، معربين عن أملهم في امكانية تطوير فحوصات مشابهة للكشف عن أورام سرطانية أخرى بالطريقة نفسها. ومن جهة أخرى نجح باحثان عراقيان في تحديد طريقة للتقصي عن وجود سرطان المبيض في النساء اللاتي يتوقع اصابتهن به بواسطة قياس مستوى حامض السياليك كعلامة دالة على وجوده. ويوضح الباحث الدكتور عبد الزهرة الشريفي من كلية الطب بالجامعة المستنصرية بأن حامض السياليك هو حامض طبيعي يوجد في جسم الانسان على شكل كلايكوبروتين، وله وظائف مهمة وينتج بنسبة معينة، مقارنة مع البروتين الكلي، ويمكن لهذا الحامض أن يرتفع عن المريضات المصابات بسرطان المبيض بالمقارنة مع النساء السويات، وعند المريضات في المراحل المتقدمة، وعند المريضات في المرحلة الثالثة من انتشار المرض بالمقارنة مع مريضات المرحلة. وأضاف الباحث الدكتور ناصر الربيعي من الكلية نفسها ان الدراسة أجريت على 30 مريضة مصابة بسرطان المبيض، 4 في المرحلة الأولى من انتشار المرض، 10 في المرحلة الثانية، 12 في المرحلة الثالثة، 4 في المرحلة الرابعة، و50 امرأة سوية لا تشكو من أي مرض حيث تم سحب 5 ملم من الدم واستحصال مصل الدم منه وخزنه مجمدا بدرجة حرارة 20 درجة مئوية لحين اجراء القياسات المطلوبة. الاسبرين يقي من السرطان ذكرت الدراسة التي قدمت في اجتماع لجمعية اخصائيي اورام امراض النساء ان من المرجح ان الاسبرين يكبح التهاب الغشاء الظهاري المبطن للمبيض والذي يعتقد العلماء انه المتسبب في سرطان المبيض. ويمكن ان ينجم الالتهاب عن ورم في الغشاء المبطن للرحم او عن امراض الحوض المصحوبة بالتهابات. وقال مؤلف الدراسة ارسلان احمدخانوف من مدرسة الطب بجامعة نيويورك (اذا تأكدت هذه النتائج عن طريق دراسات على نطاق أوسع فيمكن ان يكون لها تأثير كبير على علاج سرطانات امراض النساء والوقاية منها كما ستزيد الاهتمام بدراسة الاثار الاوسع التي قد يحدثها الاسبرين ضد السرطان). لكنه اضاف ان الامر يتطلب المزيد من البحث والحذر من الاستخدام الروتيني للاسبرين تحسبا للأعراض الجانبية المحتملة مثل النزيف المعدي المعوي. حبوب منع الحمل يعمل هورمونا الاستروجين والبروجستين المتواجدان في حبوب منع الحمل على خفض خطر اصابة النساء بسرطان المبيض بنسبة 50% حسب دراسة أميركية جديدة. وتشير الدراسة التي أعدها فريق من العلماء بقيادة باتريسيا ج. مورمان، من جامعة ديوك ـ نورث كارولينا، الى امكانية خفض الخطر المتبقي عن طريق تناول حبوب منع الحمل الغنية بالبروجستين وهي حبوب الجيل الأول من العقاقير المانعة للحمل. وتفحصت مورمان وزملاؤها، في الدراسة التي نشرتها مجلة «المعهد الوطني للسرطان» في عدد يناير الجاري، 3200 امرأة شاركن في دراسة تم اعدادها بين 19801982 واتضح منها ان سرطان المبيض أصاب 390 امرأة منهن بعد مرور عشرين سنة. خليط عقاقير قال علماء هولنديون ان استخدام عقاقير العلاج الكيماوي المعروفة في خليط جديد قد يطيل عمر المصابات بسرطان المبيض. ونجح الباحثون في معهد روتردام باستخدام خليط من عقارين يستخدمان بالفعل في علاج انواع اخرى من السرطان في تحسين حال نحو 80 في المئة من المصابات بسرطان المبيض اللائي تعرضن لانتكاسة بعد تلقي علاج في وقت سابق. وقال رونالد دي فيت الطبيب الذي اشرف على البحث ان «التركيبة الجديدة فعالة بدرجة كبيرة في اطالة عمر المصابات فيما يعطي املا حقيقيا للائي كان املهن محدودا». وقام الباحثون باعطاء علاج مكثف من عقاري سيسبلاتن وايتوبوسيد الى 98 سيدة لم تستجب لعلاج سابق. ووفقا للبحث الذي نشر دورية بريتيش جورنال للسرطان نجح الخليط الجديد في تقليص حجم الورم لدى 80 في المئة من السيدات بينما اختفت جميع علامات الاصابة بالسرطان لدى 43 سيدة. وقال دي فيت في بيان «ساورنا القلق من ان حالتهن المرضية لن تسمح لهن بتحمل العلاج.. لكنهن في الواقع عانين اعراضا جانبية قليلة. وحيث ان العقاقير متاحة بالفعل فليس هناك سبب يمنع دون بدء النساء في الاستفادة منها على الفور». وحال تشخيص الاصابة بسرطان المبيض في مراحله المبكرة فان فرص المريضة تكون جيدة لكن فرص بقاء المصابات بالمرض في مراحله المتقدمة على قيد الحياة لمدة متوسطها خمس سنوات تتراوح بين 15 و20 في المئة فقط. ربط قناة فالوب أكد باحثون كنديون ان النساء المعرضات بدرجة كبيرة للاصابة بسرطان المبيض يمكنهن تقليل هذا الخطر باجراء عملية ربط لقناة فالوب. وتتيح جراحة ربط قناة فالوب بديلا لاستئصال المبيض بالنسبة للشابات اللائي لديهن تغيير في صفات جين «بي.ار.سي.ايه 1» المسبب لسرطان الثدي ويمكن ان يقلل خطر الاصابة بسرطان المبيض بنسبة تصل الى 72 في المئة. ووجود تغير في صفات الجين بي.ار.سي.ايه 1 يزيد خطر الاصابة بسرطان المبيض بنسبة 40 في المئة. والنساء اللائي لديهن تشوه في الجين «بي.ار.سي.ايه 2» اكثر عرضة بنسبة 25 في المئة للاصابة بالمرض. وقال ستيفن نارود الطبيب بمستشفى كلية صاني بروك اند وومن لصحة المرأة في تورونتو «انها» ربط قناة فالوب «جيدة بالنسبة للنساء ذات درجة المخاطرة العالية». واستئصال المبيض واجراء فحص دوري بالموجات فوق الصوتية وتناول اقراص منع الحمل من الوسائل المستخدمة لتقليل خطر الاصابة بسرطان المبيض. والباحثون الذي اجروا اختبارا لهذا الاسلوب على 232 سيدة لهن تاريخ للاصابة بسرطان المبيض في كندا والولايات المتحدة وبريطانيا ليسوا متأكدين من الكيفية التي يؤدي بها ربط قناة فالوب لتقليل خطر الاصابة بسرطان المبيض. لكنهم يشكون في ان يكون ذلك نتيجة عرقلة تدفق الدم الى المبيض او بالتأثير بطريقة ما على الهرمونات. وفي بحث نشرته دورية لانست الطبية خلص الباحثون الى ان تناول اقراص منع الحمل له تأثير وقائي زاد عندما صاحبه اجراء عملية ربط قناة فالوب. وبالنسبة لحاملات الجين بي.ار.سي.ايه 1 اللائي اجرين عملية ربط قناة فالوب تقلص لديهن خطر الاصابة بنسبة 60 في المئة. وزادت النسبة الى 72 في المئة لدى من اجرين الجراحة ويتناولن اقراص منع الحمل. الاصابة بسرطان المبيض مرتبطة بنمط التغذية اكدت احدى الدراسات الطبية الحديثة ان سرطان المبيض يرتبط بنمط التغذية. اذ تبين ان الاناث اللاتي يتناولن الخضار والفواكه بكثرة تنخفض نسبة اصابتهن بسرطان المبيض، وقد اشار الباحثون في تقريرهم الذي تم نشره في مجلة السرطان الى ان الاطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والتي تتوفر بشكل اساسي في الخضار والفواكه تقي من مختلف الامراض بما في ذلك سرطان المبيض. وقد وجد الباحثون ان سرطان المبيض يحدث بسبب تأثيرات الجزيئات الحرة وان مضادات الاكسدة تحد من هذه التأثيرات. وتجدر الاشارة الى ان سرطان المبيض يحتل المرتبة الخامسة في سلم الاورام السرطانية التي تصيب النساء. وان العوامل التي تقلل من الاصابة بسرطان المبيض تشمل: الارضاع الطبيعي من الثدي، تعدد الولادات، استعمال الحبوب المانعة للحمل، اضافة الى ذلك فان نمط التغطية يلعب دوراً مهماً في الوقاية من هذا النوع من الاورام السرطانية. ولهذا ينصح بتناول الغذاء الصحي المتنوع الغني بالخضار والفواكه الذي يقوي الجهاز المناعي وممارسة التمارين الرياضية وذلك كله من اجل المحافظة على صحة وسلامة الجسم. د. بسام علي درويش

Email