كندا تُولد الطاقة الكهربائية بالقوة الهوائية

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 20 شعبان 1423 هـ الموافق 26 أكتوبر 2002 كندا غنية بمواردها المائية. فيها خمسة وعشرون بالمائة من إجمالي المياة العذبة في العالم وتسعة في المائة من احتياطي مياه الشرب، وقد توفرت السدود التي تولد نحوا من ثلثي الطاقة الكهربائية، ورغم ذلك ثمة مشاريع لتوليد الطاقة الكهربائية بالقوة الهوائية هذه المرة. فقد عرضت إحدى شركات الطاقة في فانكوفر إنشاء أول موقع بحري لإنتاج الطاقة الكهربائية في أميركا الشمالية بواسطة أجهزة التوليد بالقوة الهوائية، وقد بدأت شركة «سي. بي.إنيرجي» بإجراء إختبارات لتقييم الطاقة الكامنة في الرياح البحرية في عرض ساحل بريتيش كولومبيا الجنوبي، وكندا تعتبر أكثر البلدان إنتاجاّ واستهلاكاّ للطاقة الكهربائية في العالم فالسدود الكهرمائية تولد نحو ثلثي الطاقة الكهربائية الكندية، أما موارد الطاقة القابلة للتجدد كالقوة الهوائية والشمسية فلم يكن لها حتى الآن أي وقع في سوق الطاقة الكندية. توني داقلدن رئيس شركة «سي. بي.إنيرجي» عبر عن أمله في تغيير هذا الوضع وأشار إلى أن كندا بالمقارنة مع دول أخرى لم تبدأ بعد باستثمار مصادر الطاقة النظيفة غير الملوثة والقابلة للتجدد. وقال إن كندا متخلفة جداّ في هذا المجال، فالدنمارك مثلاّ تحصل حالياّ على سبعة وعشرين بالمائة من طاقتها الكهربائية بواسطة موارد نظيفة قابلة للتجدد وهي تخطط لتوليد خمسين بالمائة منها مع حلول عام ألفين وعشرة. أما في كندا كما يقول داقلدن فإن الموارد القابلة للتجدد تشكل أقل من واحد بالمائة في سوق الطاقة، وإذا جرت الرياح بما تشتهيه المولدات الهوائية فإن شركة «سي. بي. إنيرجي» ستبدأ بتسخير الرياح في عرض مياه بريتيش كولومبيا في غضون سنتين. وتعتزم الشركة بناء نحو خمسين برجاً لتوليد الطاقة الكهربائية بالقوة الهوائية موزعة على ستة مواقع في ساحل مدينة فانكوفر والساحل الجنوبي في بريتيش كولومبيا، وكل واحد من هذه الأجهزة مؤلف من منصة يرتكز عليها برج يبلغ ارتفاعه إثنين وسبعين متراّ عن سطح الماء تعلوه مروحة هائلة الحجم، وفي الظروف الهوائية المواتية يستطيع كل من هذه الأجهزة توليد ثلاثة فاصل خمسة من الكهرباء تزود قرابة ثلاثة آلاف وخمسمائة منزل، ولكن وعلى الرغم من إيجابيات هذا المشروع على الصعيد البيئي إلا أن مجموعات البيئة تقول ان على الحكومة الكندية أن تسعى لتخفيض استهلاك الكهرباء في كندا بدلاّ من تشجيع بناء أبراج ضخمة لتوليد الطاقة بالقوة الهوائية، ولكن داقلدن يقول ان الطاقة النظيفة غير الملوثة هي الحل الأنسب، وقال إن الناس اعتادوا أن ينهضوا من نومهم كل صباح فيضيئون المصابيح الكهربائية ويحمصون شرائح الخبز ويستعملون جهاز تجفيف الشعر وهم لا يفكرون البتة في مصدر الطاقة التي يستعلونها، والناس لا يستطيعون العيش على هذا النحو من دون كهرباء. وتجدر الإشارة إلى أن شركة «سي.بي. إنيرجي» فاجأت العديد من سكان المناطق المجاورة بالمواقع المستهدفة لمشروعها ففي بلدة ساني عبر المجلس البلدي عن قلقه إزاء تنصيب الأبراج المولدة للطاقة الكهربائية بالقوة الهوائية كما أن بعض السكان الأصليين الذين يعتمدون على صيد الأسماك تساءلوا عن مدى تأثير ذلك في اعاقة المياه على مواردهم من الأسماك. تورنتو ـ نادر إبراهيم:

Email