أنظمة لمنع الانفجارات على الطائرات التجارية

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 20 شعبان 1423 هـ الموافق 26 أكتوبر 2002 تواجه خطوط الطيران العالمية نداءات متكررة لتحديث خزانات الوقود الموجودة بالطائرات وتزويد هذه الخزانات بأنظمة لمنع الانفجار، كما هي الحال في الطائرات الحربية. وتأتي هذه النداءات في وقت اعلنت شركة بوينغ العملاقة ان 3200 طائرة من طائراتها ربما تحتوي على مضخات وقود بها عيوب يمكن ان تؤدي الى حدوث انفجارات اثناء الطيران. وتقول شركة بوينغ إن انبعاث شرارة من الاسلاك الموجودة في المضخات يمكن ان تؤدي الى اشعال البخار الموجود في الخزان مما قد يؤدي الى حدوث انفجار يهدد الطائرة بأكملها. وقد علمت الشركة، التي تتخذ من سياتل مقراً لها، بالمشكلة لأول مرة في اغسطس الماضي، ووقتها قالت ان نحو 118 طائرة فقط من طائراتها يمكن ان تواجه تلك المشكلة، ولكن جاء مسئولو الشركة مؤخراً ليعلنوا ان 35 ألف مضخة وقود يمكن ان تصاب بالعطل وان هناك ضرورة لاعادة فحص النسخ الجديدة من طائرات 737، وجميع طائرات 747 و 757. وامرت ادارة الطيران الفيدرالية الاميركية، مؤخراً، باجراء فحص فوري للطائرات المملوكة من قبل الخطوط الجوية الاميركية وقالت ان الطائرات التجارية يجب ان تحمل وقوداً كافياً لحاجات المضخات طوال وقت الرحلة، وهو الامر الذي سوف يمنع حدوث اي انفجار متعلق بالبخار حتى لو اصيبت المضخات بعطل. غير ان مجموعة من العلماء يؤكدون ان هذا ليس بالاجراء الكافي وان الطائرة يمكن ان تتعرض للانفجار حتى ولو حملت وقوداً كافياً. ويريد هؤلاء من ادارة الطيران ان تأمر بترتيب انظمة تمنع حدوث انطلاق تلك الشرارات التي تسبب الانفجار. احد تلك الانظمة يقوم على ضخ كمية من غاز النيتروجين في خزان الوقود يؤدي الى اخماد اي شرارة في حال انطلاقتها. وقد حدث في عام 1996 ان طائرة بوينغ من طراز 747 تابعة لشركة تي. دبليو. ايه. انفجرت اثناء الطيران وبعد اقلاعها بفترة قصيرة من نيويورك، وهو الحادث الذي تسبب في مقتل 230 شخصاً، هم كل من كان على متنها. وقد اثبتت التحقيقات ان شرارة انطلقت من خزان الوقود هي السبب المحتمل وراء الحادث. وقد اوصى المجلس الوطني الاميركي لأمن وسائل النقل في عام 1996 ان تقوم ادارة الطيران الاميركية بتعديل القواعد المعمول بها كي تتم المطالبة بتركيب انظمة انذار ومنع انفجارات على جميع الطائرات التجارية الجديدة. وتستخدم حالياً بعض من الانظمة المشابهة في بعض الطائرات العربية. غير ان لجنة استشارية تابعة للادارة خلصت في اجتماع لها العام الماضي الى ان الفوائد الناتجة من تركيب مثل تلك الانظمة لا تستحق التكلفة الباهظة التي ستترتب على تركيبها، حيث تصل هذه التكلفة الى 35 مليار دولار. واوضح علماء اللجنة ان اجراء فحوصات ادق على نظام الاسلاك والمضخات يفي بالغرض، غير ان بعض الدوائر اعترضت على هذا القرار وقالت ان التكلفة التي تم الاعلان عنها مبالغ فيها، وأن التكلفة لا تتعدى خمسة مليارات من الدولارات. في الوقت نفسه، يمضي مهندسو الادارة حالياً قدماً في اختباراتهم على نوعين من الانظمة لتقليل امكانية حدوث الانفجارات. النمط الاول يقوم على ضخ النيتروجين في خزان الوقود على الارض، اما الاخر فيقوم على التقاط النيتروجين اثناء الرحلة وتحويله الى خزان الوقود، وستبدأ الاختبارات في هذا الشأن الشهر المقبل.

Email