النظام الغذائي النباتي ما له وما عليه

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 6 شعبان 1423 هـ الموافق 12 أكتوبر 2002 يعتمد الاشخاص النباتيون على الفواكه والخضار وكل ما هو ليس بحيواني كأساس لقوتهم اليومي. وقد يختلف البعض منهم وذلك باضافة الحليب ومنتجاته والبيض الى وجباتهم وفي الحقيقة ان الاشخاص من هذا النوع معرضون باستمرار لخلل في حالتهم الصحية نتيجة تحديد مصادر غذائهم وللتغلب على هذه الخطورة يعمد الاشخاص النباتيون الى تناول شتى انواع الخضار والفواكه والبقوليات والحبوب والمكسرات بكثرة لتغطية احتياجاتهم من البروتينات لنمو اجسامهم، وتعويض الانسجة التالفة بالاضافة الى مدهم بالطاقة الضرورية اللازمة وخاصة في حالات الحمل والرضاعة وفي مرحلة الطفولة. وتعزى اسباب عزوف هذه المجموعة من الاشخاص عن اللحوم والدواجن والاسماك ومنتجاتها وكل ما هو من اصل حيواني الى عدة قناعات اهمها الاعتبارات الانسانية وشعورهم بالذنب من اكل لحم الحيوان او حتى قتله او لاسباب دينية محضة تمنعهم من استهلاك اللحم الحيواني او لاسباب سياسية واقتصادية وعدم مقدرتهم على شراء اللحوم لغرض الاستهلاك والسبب الأهم (على حسب اعتقاد البعض) هو الخوف من الاصابة بالامراض اذ تشير العديد من الدراسات التي تم نشرها في مجلات البحوث العلمية الى ان المرض عند الانسان قد بدأ منذ العصور القديمة وبالضبط عندما اكتشف الانسان الأول النار وأستأنسها وبدأ باستعمالها لطهي طريدته. وينقسم النباتيون الى عدة اقسام وهم يطلق عليهم مصطلح اشباه او انصاف نباتية وهم كالتالي: 1) الفئة الاولى يتم اضافة البيض الى وجباتهم التي تحتوي على الخضار والفواكه والمكسرات والحبوب والبقوليات ويمتنعون منعا باتا عن اللحوم والدواجن والاسماك والحيوانات البحرية والحليب ومنتجاته والعسل. 2) الفئة الثانية وتقوم هذه الفئة باضافة الحليب ومنتجاته فقط الى قائمة المسموح لديهم وبدون البيض واللحوم والاسماك والحيوانات البرية والعسل. 3) الفئة الثالثة وفي هذه الفئة يتم اضافة كل من البيض والحليب ومنتجاته الى قائمة المسموح من الغذاء النباتي. 4) الفئة الرابعة ويعتمد الاشخاص من هذه الفئة على المحاصيل النباتية غير المكررة والتي تحتوي على الحبوب الكاملة (بالنخالة) كالقمح بالنخالة والأرز الاسمر والبقوليات والحليب ومنتجاته وجميع الخضار والفواكه عدا الطماطم والباذنجان والبطاطا. وعلى العموم يجب على الاشخاص النباتيين العمل على تنويع مصادر غذائهم اليومي وذلك لتغطية الاحتياج اليومي من كل مادة غذائية والموصى بها من منظمات الصحة الدولية. فتناول انواع مختلفة من الفواكه والخضار واستعمال الخبز والمعجنات الغني بالنخالة والباستا السمراء والمكسرات والحبوب والبقوليات ومنتجات الصويا (والحليب ومنتجاته والبيض في حالة انصاف النباتيين) وبسبب اعتماد هذه الفئة على الخضار والفواكه فإن اهم ما يميز وجباتهم هو ارتفاع نسبة الألياف الغذائية وانخفاض نسبة السعرات الحرارية. ولذلك ربما يتحتم على الشخص النباتي التأكد من تناوله عددا من السعرات الحرارية اللازمة لنشاطه اليومي وزيادة تناول مادة البروتين في حالة الاطفال وذلك للتأكد من ان جسم الطفل قد حصل على كميات بروتينية كافية لانتاج الطاقة بالاضافة الى بناء الجسم وتعويض التالف من الانسجة ولا ننسى هنا ان كمية السعرات الحرارية يجب ان تزيد وذلك بأكل كمية اكثر من الوجبات في حالة الأم الحامل او المرضع 300 ـ 500 سعرة حرارية اضافية ومن اهم المغذيات التي قد يفتقر اليها النباتيون هو فيتامين D وB12 بالاضافة الى عنصري الحديد والكالسيوم والزنك ويمكن التغلب على هذا النقص وذلك بتناول المكملات الغذائية او في حالة فيتامين D التأكد من تعرض اجسامهم لمدة 15 دقيقة يوميا لاشعة الشمس. لقد كشفت الابحاث التي قام بها العديد من اخصائيي التغذية في الولايات المتحدة الاميركية ومنهم الدكتور ديفز ميلينا من جامعة تولان في ولاية تينسي ان حالات الاصابة بأمراض العصر المزمنة تقل في الاشخاص النباتيين عنه في الاشخاص غير النباتيين ومن تلك الامراض التي خضعت للدراسة هي البدانة والسكري نوع II وأمراض ضغط الدم وتصلب الشرايين وحصى المرارة والأمراض الاخرى المتعلقة بالجهاز الهضمي والتنفسي. ويعزي عدم الاصابة بتلك الامراض الى طبيعة المواد الغذائية المستهلكة وخلوها من الدهون المشبعة والكوليسترول واللحوم الحيوانية ولاحتوائها على نسبة عالية من الألياف الغذائية وحامض الفوليك ومضادات الاكسدة مثل فيتامين E وفيتامين C والكاروتينود والكيماويات النباتية بنسبة عالية. وقد عللت الدكتورة س. هافالا من جامعة مينابوليس في ولاية مينسوتا قلة اصابة النباتيين بالأمراض المختلفة الى الطريقة في نمط او اسلوب حياتهم وتميزهم بالصحة والنشاط الدائمين بسبب اعتمادهم على الحركة اليومية الدائمة وقلة استعمالهم اساليب الترف والرفاهية والكسل وأيضا بسبب نحافة اجسامهم والانخفاض النسبي للسعرات الحرارية في وجباتهم وعدم التدخين وتجنب معظمهم للمشروبات الروحية والكافيين وتجنب استعمال الادوية الطبية الكيماوية في العلاج. ومن الضروري هنا ان اشير ان لكل انسان قراره الشخصي وله الحق في تطبيقه ويجب علينا كأطباء او اخصائيي تغذية احترام رغبات الشخص وقراراته وترك حرية تناول ما يعتقد انه مناسب له. وبرأيي الشخصي انني احبذ التغذية النباتية وخاصة الخضار والفواكه الطازجة والتي تحتوي على خلايا حية مع بعض التعديلات وذلك باضافة نسبة 15 ـ 20% من اللحوم والاسماك والدواجن والحليب والبيض الى وجباتنا اليومية ففي هذه الحالة نكون قد خفضنا من احتمال الاصابة بنقص احدى المغذيات الضرورية للجسم. النمط الغذائي اما بالنسبة لعمل برنامج غذائي للاشخاص النباتيين يجب ان يلاحظ اخصائي التغذية وجود مخاطر عديدة يجب الانتباه اليها وحلها مسبقا ومنها الدراسة التاريخية للنمط الغذائي للمريض التي تشمل دراسة وافية عن الاعراض التي يشعر بها وعمل التحاليل اللازمة له ومن الضروري ان يشمل البرنامج مجموعة واسعة ومختلفة من الخضار والفواكه والحبوب والبقوليات والمكسرات ومقارنة العناصر الغذائية بالنسب الموضحة لها من المنظمات الغذائية وخاصة في كمية الطاقة المطلوبة ونسب العناصر كالحديد والكالسيوم والزنك وكل من فيتامين D وفيتامين B12 والحموض الدسمة او ميغا 3. ولتوضيح سبب تركيزنا واهتمامنا بموضوع التنويع في انواع الخضار والفواكه وذلك للتأكد من الحصول على جميع العناصر الغذائية نأخذ مثالا الاحماض الامينية حيث تتواجد بكميات قليلة في البقوليات lgsine وهو حمض أميني آخر يتواجد بنسب منخفضة في الحبوب، اما الاحماض الامينية مثل تريبتوفان وتريونين فيتواجدان وبنسب ضئيلة جدا في معظم المملكة النباتية، وفي نهاية المطاف عندما تكون الوجبة الغذائية اليومية تحتوي على معظم الخضار والفواكه فإن النقص في احدى الاحماض الامينية تم تعويضه بوجود نوع آخر من الخضار في الوجبة وبالتالي لا تعاني من نقص في المواد اللازمة لصنع البروتين. أهم مميزات الوجبة الغذائية النباتية: 1) عادة ما تكون الوجبة قليلة السعرات الحرارية وذلك لانخفاض نسبة الدهون والتي تعتبر المصدر الاول للطاقة. 2) تحتوي الوجبة النباتية على نسبة عالية من الألياف النباتية وهذا ما يؤدي الى الشعور المبكر في الشبع. 3) قد تسبب قلة السعرات الحرارية الى وجوب تناول عدد اكثر من الوجبات وذلك للتأكد من الحصول على ما يحتاجه الجسم من مواد بروتينية لغرض النمو واصلاح التالف من انسجة الجسم. قد تظهر بعض المخاطر بالنسبة للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات النباتية بسبب احتمال عدم حصولهم على كميات من السعرات الحرارية الاضافية يكفي لما يحتاجه اجسامهم في هذه المرحلة من التغيرات الفيزيولوجية. يمكن زيادة كمية الطاقة المكتسبة وذلك بتناول كمية اكبر من بعض الاغذية مثل الصويا زبدة الفول السوداني، الافوجادو، حليب الصويا وحليب الارز الكامل الدسم او المدعم ويمكن استخدام السكر المكرر لتزويد الاطفال بالطاقة واستعمال بروتين الصويا كبديل للبروتين الحيواني. وقد يصاب الشخص النباتي بنقص في عنصر الحديد وفقر الدم حيث يصعب امتصاص الحديد من الخضار والفواكه اما الحديد المتوفر في اللحوم فيسهل امتصاصه. ولهذا ينصح بتعويض ما يحتاجه الجسم من الحديد والاكثار من تناول الاطعمة الغنية بفيتامين سي الذي يساعد على امتصاص الحديد من الطعام بشكل افضل. ولتعويض النقص في بعض العناصر الغذائية والفيتامينات ينصح بالاكثار من تناول حليب الصويا وعصير التفاح والبرتقال والدبس والتين واللوز والخضار ذات الأوراق الخضراء والمكسرات والبيض وغير ذلك من الاغذية التي توفر للجسم ما يحتاجه من العناصر الغذائية الاساسية الضرورية لصحة وسلامة الجسم. د. نزار قشلان دكتوراه علوم التغذية

Email