تغذية الأطفال الخاطئة يكرسها الكبار

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 29 رجب 1423 هـ الموافق 6 أكتوبر 2002 أكدت الدراسات الحديثة على ان ما لا يقل عن 25% من الاطفال يعتمدون في تغذيتهم على رقائق البطاطا «الشيبس» والشكولا، ومختلف اصناف الحلويات والاطعمة الجاهزة. ومن جراء ذلك فإن هؤلاء الاطفال يصابون بالبدانة، والامراض المختلفة التي تؤثر في حياتهم بشكل سلبي وتعرضهم للمخاطر العديدة بما في ذلك الوفاة المبكرة. وللأسف ان نمط التغذية السييء يساهم في تكريسه وسائل الاعلام المختلفة وأخطرها التلفزيون الذي تسخره الشركات المنتجة اللأطعمة الجاهزة الخفيفة منها والثقيلة حيث ترعى العديد من البرامج بما في ذلك برامج الاطفال ولهذا نجد ان قوة الاعلان تغرس في ذهن الطفل الولع بالأطعمة الجاهزة. وبالاضافة الى وسائل الاعلام فإن الأم او الاب او القائمين على تربية ورعاية الاطفال يقدمون لاطفالهم مثل هذه الاطعمة كمحاولة لارضائهم او اسكاتهم وخصوصا لدى القيام بالتسوق او غير ذلك من الانشطة، غير آبهين بما يقدمونه لأطفالفهم. وللأسف نقول ان المقاصف المدرسية الرسمية منها وغير الرسمية تقدم للأطفال في مدارسهم الاطعمة الجاهزة كالعصائر الغنية بالمواد السكرية والملوثات والعناصر الاخرى وخصوصا الغروية منها والتي تعطي قواما للعصير يماثل تقريبا العصير الطبيعي، ومثل هذه المواد الغروية المشتقة اساسا من مخلفات ومكونات النفط تسبب المخاطر للجسم. ولا يقتصر الامر على العصائر بل على المشروبات الغازية والفطائر والاطعمة الجاهزة المتنوعة التي لا يدرك مخاطرها الا الاعين الدامعة على المآسي الناجمة عنها. الأطعمة الطازجة يدفع الاطفال ضريبة كبرى من رصيد صحتهم من جراء سوء التغذية التي يساهم في ترسيخها بقصد أو دون قصد ـ الكبار ابتداء من التجار وانتهاء بالمدارس مرورا بالأسرة. اذ من المعروف بأن الاطعمة الطازجة كالخضار والحبوب والفواكه بما في ذلك عصير الفاكهة والبيض واللحوم وغيرها من الاغذية المفيدة للجسم بشكل عام وخصوصا للأطفال الذين يتطلب نموهم السليم الجسدي والنفسي تأمين الاحتياجات الاساسية من مختلف العناصر الغذائية المتوفرة في المصادر الطبيعية، فلماذا نكرس السلوك الغذائي الخاطيء بدلا من ترسيخ السلوك الغذائي الصحيح. واذا ما بررنا للتجار وجشعهم في مزيد من الارباح فإننا لن نبرر للآباء والامهات والمربين والهيئات الصحية والتدريسية والتربوية والاعلامية والاجتماعية ايضا سلوكهم او برامجهم القاصرة في تعزيز المعرفة التي تعد أساس التوعية الصحية والتي لا تقي اطفالنا من الامراض فحسب بل تضمن نموهم الجسدي والنفسي، وتضفي على حياتهم مزيدا من الصحة والحيوية والسعادة. فلنتعاون معا كأطباء واعلاميين وتربويين ومربين في سبيل رسم الابتسامة على شفاه أطفالنا التي سلبتها البدانة والأمراض الناجمة عن سوء التغذية سحرها. د. بسام علي درويش

Email