بمناسبة يوم الطفل العربي، الاساءة للاطفال تسبب اضطرابات نفسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 24 رجب 1423 هـ الموافق 1 أكتوبر 2002 نتغنى كثيرا بالطفولة وباحلامها الوردية وينتابنا الحنين لتلك المرحلة من مراحل حياتنا ونمارس الكثير من الممارسات الطفولية حتى وان بلغنا سن الرشد وكبرت بنا السنون. ولاشك ان الطفولة من المراحل الجميلة جدا في حياتنا ولكن هل ممارساتنا تتوافق نفسيا وتربويا وصحيا مع ما تتطلبه الطفولة وهل نحترم اطفالنا بحق، وهل نحرص على تنشئتهم بالشكل الامثل؟ كثيرة هي الاسئلة التي تدور في الاذهان والتي تبحث عن اجابات شافية لها على ارض الواقع وهي تحتاج حقا الى وقفة جريئة امام مرآة ذاتنا، ونجيب عما سبق وما يدور في ذهننا حول اطفالنا ما لهم وما عليهم وماذا نقدم لهم. من يراقب تصرفات الكبار آباء أو امهات او مربين او اخوة او غيرهم تجاه الاطفال يجد ان واقع الطفولة العربية مشوبة بالاحزان ومغلفة بالسواد. وللاسف القول انني كأب قد اشتري لطفلي افخر انواع الالبسة ومختلف الالعاب، ولكنني اسلبه حقه في اللعب والفرح، واقسو عليه بالكلمات بمناسبة او دون مناسبة، وأقيد حريته لاسباب ذاتية كمعاناتي من مشكلة مادية او ضغوط العمل الزائدة او غير ذلك من العوامل التي تسبب التوتر والتي يدفع طفلي ضريبتها. فعلى سبيل المثال امنع طفلي من اللعب بحرية في المنزل الذي يحد من حركته ويعرضه للمخاطر بسبب صغر مساحته. واجبره على النوم كي ارتاح، وفي يوم العطلة الاسبوعية اجد الكثير من المبررات كيلا اخرج من المنزل ولدى الخروج للتسوق. اجلسه في عربة التسوق واذا ما تملك او بدا بالبكاء اسكته بقطعة شوكولاته او كيس من الشيبس او غير ذلك. والمشكلة الكبرى تكمن في ان الطفل يتعرض للقسوة في كل من البيت والشارع والمدرسة ايضا ويتعرض لكافة اشكال الاساءة او سوء المعاملة واخطرها العقاب الجسدي. والذي يزرع في داخل الطفل الاضطرابات النفسية التي تنمو تدريجيا وتتجلى على شكل اضطرابات في السلوك والشخصية ومع ذلك كله لا ننسى ان نحتفل بيوم الطفل العربي الذي يصادف الثاني من اكتوبر من كل عام. خلاصة القول قد نمتلك ونوفر لاطفالها العديد من الالعاب ولكن رغم ذلك كله ليس لدينا اطفال يلعبون ويضحكون لاننا قد سلبنا اطفالنا حقهم بالحياة فهل نعمل جميعا على اعادة البسمة لشفاهم الشاحبة ولعيونهم الامل بالحياة والمستقبل المشرق ونوفر لهم احتياجاتهم النفسية والجسدية والمادية كي يضفو المزيد من الفرح على حياتنا. د. بسام علي درويش

Email