معرفة الأسباب.. الخطوة الأولى لعلاج تساقط الشعر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر تساقط الشعر من المشاكل الحية التي تشغل بال العديد من الأشخاص من الجنسين وخصوصا الإناث، إذ أن الشعر تاج جمال المرأة، ولذلك فهي توليه المزيد من الاهتمام، والرعاية صباح مساء دون كلل أو ملل . وقبل البحث في اهم الاسباب التي تؤدي لتساقط الشعر لا بد من الاشارة الى ان الشعرة تشبه النبتة فبصيلة الشعر هي جذر النبتة ونصل الشعرة يمثل ساق النبتة ولكي تنمو النبتة يجب أن تتوفر لها بالإضافة إلى الهواء والضوء التربة الخصبة التي تمدها بالعناصر الغذائية المطلوبة للنمو، وكذلك الشعرة لا تنمو إلا إذا توفر لها الدم المحيط بالبصيلة وحمل لها البروتينات والعناصر المعدنية والفيتامينات وغيرها حتى ينمو النصل الأسود الذي يدعى الشعرة وما الشعرة إلا نتاج عملية تركيبية معقدة تتطلب خامات أولية كثيرة. والشعر يتجدد باستمرار وهذا يعني أن لكل شعرة عمرا محددا مبرمجا تحدده عوامل وراثية وبيئية معينة في الشخص نفسه. وبعد بلوغ الشعرة عمرها المحدد تسقط وتنمو أسفلها شعرة جديدة وهكذا حتى يذبل جذر الشعرة ويتليف فلا ينمو منه شعرا أبدا. كما يحدث في سن الشيخوخة. ويقدر عدد شعر الرأس لدى الغالبية العظمى من الناس بمائة ألف شعره وكثافة الشعر أي عدد الشعرات في السنتيمتر المربع محدد لدى كل إنسان منذ الولادة وتختلف من شخص إلى آخر حسب نوع الجينات المكتسبة المبرمجة لتحديد كمية الشعر وكلما تقدم عمر الإنسان ونمت وتمددت فروة الرأس قل العدد. والعمر الزمني لشعر الرأس يتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات فبعد ذلك لا بد للشعرة أن تسقط وتنمو أسفل منها شعرة جديدة ولاختلاف كل شعره عن الأخرى في أطوار النمو لا ينتهي عمر كل الشعر في لحظة واحدة أو يوم واحد، فقد تسقط شعرة لانتهاء عمرها بينما تكون شعرات مجاورة في مراحل نمو مبكرة قد تكون أياما أو أسابيع أو شهورا تواصل فيها النمو حتى يبلغ كل منها العمر الزمني المحدد. ويقدر المعدل الطبيعي لتساقط الشعر لدى كل إنسان ب 50 إلى 100 شعره يوميا لذا يجب عدم القلق إذا كان التساقط يقل عن مائة شعره يوميا، أما إذا زاد على ذلك فلا بد من معرفة السبب. وعن هذه المشكلة يقول الدكتور أحمد عبد الله الزاير: ان اغلب الذين يشكون من تساقط الشعر تكون حالاتهم طبيعية حيث إن شعرهم يسقط بمعدل طبيعي لكنه الخوف على الإكليل الجميل هو الذي يجعلهم يطرقون ابواب الأطباء وغيرهم أيضا. ومن الحقائق التي يجب معرفتها هو أن شعرة الرأس تنمو بمعدل ملليمتر واحد كل 3 أيام أي بمعدل سنتيمتر واحد شهريا ومعنى ذلك انه لا يجوز أن ننظر كل صباح إلى شعر رؤوسنا وننزعج لعدم زيادته في الطول بشكل ملحوظ!! ان تغذية الشعر لا تتم إلا عن طريق ما يصله بواسطة الدم من مواد غذائية وأهمها البروتينات والأملاح المعدنية والفيتامينات ولا صحة على الإطلاق لما يذكر ويروج له من وجود مركبات كيماوية من سوائل وشامبوهات وخلافها لديها القدرة على تغذية الشعر عن طريق الاستعمال الخارجي لكن للقليل منها قدرة محدودة على تنشيط الدورة الدموية في مكان مسحها أو دلكها فإذا كان الدم لا يحمل جميع المواد الضرورية لنمو الشعر فلا فائدة من وصف أي مركبات . تلعب عوامل كثيرة دورا في نمو الشعر وصحته ونذكر منها: 1- تأثير السن على نمو الشعر: إن أوج نشاط الشعر ونموه يحدثان بين سن البلوغ والخامسة والثلاثين من العمر ويقل بعد ذلك وفي السيدات يتباطأ نمو الشعر: بشكل ملحوظ بعد سن الخمسين في فروة الرأس 2 - تأثير تكرار قص الشعر والحلاقة من الأساس على نمو الشعر لا يوجد أساس علمي للاعتقاد السائد بين عامة الناس من أن كثرة قص الشعر وحلاقته أو نزعه بالشفرات أو المواد الكيماوية أو نتفه يزيد من سرعة نموه 3- أثر العناصر الغذائية على نمو الشعر: إن أهم العناصر الغذائية الضرورية لنمو الشعر هي الأحماض الأمينية الناتجة من البروتينات بالإضافة إلى بعض المعادن والفيتامينات ومن أهم المعادن الحديد والنحاس. وعند وجود نقص بسيط فيها قد لا يؤثر في الصحة العامة ولكن بصيلات الشعر تتأثر لهذا النقص البسيط كثيرا ولذا فإن سوء التغذية والحمية القاسية وفقر الدم ونقص المعادن تؤدي إلى تساقط الشعر بشكل غزير وعلاج ذلك لا يتم بالطبع إلا عن طريق تعويض النقص من تلك المواد والمحافظة على الغذاء الصحي المتكامل وليس عن طريق ما يوصف من خلطات وأدوية موضعية مختلفة أو أي نوع من الشامبو. يقسم تساقط الشعر إلى نوعين رئيسيين هما: ـ الثعلبة الموضعية: وهي تنتح عن تساقط شعرات من مواضع محددة تماما على شكل بقع خالية من الشعر وهي اما ثعلبة مناعية ذاتية أو ثعلبة ناتجة عن عوامل موضعية خارجية كالالتهابات الفطرية والجرثومية - التساقط الانتشاري: وفي هذا النوع يكون تساقط الشعر من جميع أجزاء المنطقة كفروة الرأس مثلا ويكون غير محدد المعالم ومن أسباب العوامل المرضية الداخلية وهي الأسباب الشائعة أو أسباب خارجية تعمل عل سطح الجلد وهي نادرة الحدوث، ومن أهم أسباب تساقط الشعر الانتشاري: ا - عامل الوراثة بالإضافة إلى تأثير الهرمونات الذكرية مما يؤدي إلى الصلع الوراثي الذي يتميز بفقدان الشعر من جانبي مقدمة الرأس ومن وسط الرأس. 2 - الإصابة بالحميات كالتيفود والحمى الروماتيزمية: ففي أعقاب الإصابة بإحدى الحميات يحدث التساقط عادة بعد مرور 8- 10 أسابيع من الإصابة بالحمى ولكنه بفضل الله تساقط مؤقت يعود الشعر بعده للنمو في غضون 6 - 12 شهرا 3- تساقط ما بعد الوضع: تلاحظ بعض السيدات أن شعور رؤوسهن تتساقط بغزارة بعد مضي بضعة اشهر من وضع الجنين ولكن يعود الشعر إلى النمو بعد 3- 12 شهرا في اكثر الحالات. 4- التساقط نتيجة تناول بعض الأدوية: من أهم الأدوية التي قد تؤدي إلى تساقط شعر الرأس حبوب منع الحمل وأدوية السرطانات فيتامين «أ» بجرعات عالية والأدوية التي تستعمل لعلاج اضطرابات الغدة الدرقية ومضادات تجلط الدم: 5 - الإجهاد الجسدي والنفسي والتوترات العصبية والصدمات العاطفية. 6 عقب حالات النزف الحاد والعمليات الجراحية الكبيرة 7 - الحميات القاسية وسوء التغذية: مما سبق يتضح أن اتباع حمية قاسية يحرم الجسم من عناصر ضرورية للصحة عامة ولنمو الشعر خاصة كما أن تناول غذاء غير متوازن تنقصه بعض المواد الضرورية لنمو الشعر كالحديد والنحاس وغيرهما يؤدي إلى تقصف وسقوط الشعر. 8 - فقر الدم جميع أنواع فقر الدم تؤدي إلى تساقط الشعر وخاصة فقر الدم الناتج عن نقص مادة الحديد وبعد تصحيح فقر الدم يعود الشعر للنمو بصورة طبيعية. 9 أمراض الغدد الصماء و أهمها: أ- قصور الغدة الدرقية ويظهر على شكل جفاف بالجلد والشعر وبطء نمو الأظافر وشحوب اللون وبعد فترة يبدأ الشعر في التقصف والتساقط. ب - فرط الغدة الدرقية يؤدي إلى تساقط انتشاري من فروة الرأس وغالبا ما يكون مصحوبا بإفراط في إفراز العرق ويصحبه خفقان القلب ونقص الوزن وتوتر عصبي لدى المصاب بالإضافة إلى أعراض أخرى. ج - زيادة هرمونات الذكورة لدى الأنثى . قد تحدث هذه الزيادة نتيجة أورام نسيجية حميدة أو خبيثة، ينتج عن ذلك إفراز كمية أعلى من المعدل الطبيعي في الدم تؤدي إلى تساقط الشعر من وسط وجانبي الرأس وعلى النقيض من ذلك ينمو الشعر في المناطق الذكرية أي في الذقن والصدر وأعلى الذراعين والفخذين وقد يصحبه ظهور حب الشباب في الوجه والكتف والصدر والظهر وقد تضطرب الدورة الشهرية ويضخم الصوت ويزداد الإفراز الدهني خاصة في الوجه. 10 - أمراض بعض الأعضاء الداخلية المزمنة مثل أمراض الكبد المزمنة والفشل الكلوي وبعض السرطانات تؤدي إلى تساقط الشعر. 11 - العوامل الطبيعية والكيماوية مثل تعريض الشعر لحرارة عالية أو شده بقوة والإفراط في استعمال بعض الكيماويات من صبغات شعر وخلافها كل هذا قد يؤدي إلى تقصف الشعر وتساقطه. بالإضافة إلى ما سبق هناك عوامل أخرى كثيرة ولكنها أقل حدوثا. وأخيرا لا بد من القول بأن العلاج الأمثل لتساقط الشعر يعتمد على السبب الذي أدى إلى تساقط الشعر. ولهذا ننصح كل من يعاني من هذه المشكلة باستشارة الطبيب وعدم الجري وراء الوصفات السحرية التي قد تضر بالشعر من جهة وبالجسم من جهة ثانية.

Email