«حنين» عمل تراجيدي شفاف يخترق موجة الدراما التاريخية

ت + ت - الحجم الطبيعي

شارف المخرج باسل الخطيب على الانتهاء من تصوير مسلسله الاجتماعي الجديد «حنين» الذي شاركته بكتابته الصحافية الناقدة المعروفة ديانا جبور في اول تعاون فني بين الاثنين. كما انها المرة الاولى التي يلتقي فيها الفنان السوري أيمن زيدان مع الفنانة سوزان نجم الدين منذ اكثر من ثماني سنوات بعد لقائهما الاخير في الجزء الاول من مسلسل «أخوة التراب» للمخرج نجدت انزور كما انها المرة الاولى التي يعود فيها زيدان الى الاعمال المعاصرة وبخاصة التراجيدية منها على هذا المستوى.ولهذا السبب حرص المخرج باسل الخطيب على تقديم عمله الجديد برؤية فنية واخراجية مختلفة عما قدمه في السابق كما حاول اسناد ادوار البطولة الاخرى لفنانين وممثلين على قدر عال من الاداء مثل: عباس النوري، صباح الجزائري، أمانة والي، تيسير ادريس، حسن عويتي، أمية ملص، عباس الحاوي، شادي زيدان وآخرين. هذا بالاضافة الى ان العمل هو باكورة انتاج شركة الشرق التي قام أيمن زيدان بتأسيسها بعد استقالته من ادارة شركة الشام الدولية للانتاج السينمائي والتلفزيوني والتي قدم من خلالها العديد من الاعمال الفنية المتميزة. «البيان» حرصت على متابعة هذا المسلسل وتسليط الضوء على احداثه وشخوصه وكان لها هذه اللقاءات الميدانية مع ابطال «حنين». ـ في البداية كان اللقاء مع المخرج باسل الخطيب الذي بدا متفائلاً لدرجة كبيرة بالنتائج التي توصل اليها خاصة وانه شارك بالكتابة الى جانب زوجته ديانا جبور حيث يقول: هذه هي المرة الاولى التي اعمل فيها بطريقة الكتابة الدرامية المشتركة وقد اغنت هذه الطريقة النقاشات والاقتراحات التي تمت بيني وبين ديانا والتي اثرت الموضوع وقدمت نتيجة اشعر بالرضا عنها هذا بالاضافة الى التعاون الدرامي مع الاخ والصديق أيمن زيدان الذي كانت له مساهمة فعالة في رسم الملامح العامة للمسلسل ووضع خطوطه العامة هذا عدا عن كونه مديراً لشركة الانتاج وصاحب قرار انتاجي في هذا الموضوع مما جعل المسلسل ينطلق نحو الامام من حيث ايجاد ظروف تصوير مريحة في مناطق خارج مدينة دمشق وبناء ديكورات خاصة. ويتابع باسل الخطيب حديثه قائلاً: هذا العمل يشبه مسلسل «الخريف» الذي قدمته منذ عدة سنوات مضت ومسلسل «نساء صغيرات» الذي جاء بعد عدة اعمال تاريخية كذلك الامر بالنسبة لمسلسل «حنين» الذي يأتي بعد مسلسل «ذي قار» ولا انكر ان لدي رغبة للعمل على هذه النوعية من المسلسلات خاصة وان مسلسل «حنين» يحمل ميزات ان كانت على مستوى التجربة او السيناريو او الحلول الاخراجية فإنني اعتقد انه سيكون الانجح من اي عمل سابق اجتماعي قدمته لأن الرؤية اكثر وضوحاً خاصة وانني اشارك في كتابة النص وعشت مع كل تفاصيل العمل وهذا ما يجعله قريباً من نفسي الى درجة كبيرة. وعن الاسلوب الاخراجي الذي اتبعه في هذا المسلسل يقول الخطيب: في هذا العمل يوجد اهتمام اكثر بالتفاصيل التي لها علاقة بالممثل وببناء المشهد الدرامي ككل حيث اننا نصور من داخل المشهد بعد دراسة تقطيعه وزوايا الكاميرا والاضاءة والحالة النفسية للممثل وهذا بحد ذاته من الامور الاخراجية الجديدة بالنسبة لهذا المسلسل. ـ اما الفنان أيمن زيدان فقال: المسلسل يتحدث عن مخرج مسرحي تربطه علاقة عاطفية بممثلة حيث نجد مساحات وجدانية عميقة تتحدث عن حياة هذا المخرج المسرحي ورحلته الفنية فبعد ان يتعرف على هذه الممثلة ويتزوجا تبدأ بالظهور اشكاليات هذه العلاقة وازماتها هذا بالاضافة الى مجموعة من المعطيات والهموم اليومية المباشرة التي تبدو اسبابها ناجمة عن الظرف الاقتصادي واحلام السفر والصراع على الميراث وغيرها من المشكلات الموجودة كنسيج يحيط بالحكاية الأساسية للعمل. وعن تقاطع هذه الشخصية مع حياته الانسانية يعترف ايمن زيدان قائلاً: هناك الكثير من التقاطعات بيني وبينها سواء بالجو المهني او المشاهد التي تخص البروفات وآلية العمل وحتى في الطبيعة البشرية المتناقضة الحادة والهادئة والصاخبة والساكنة والمرحة وهنا لابد من الاشارة الى ان المخرج باسل الخطيب ربما ألبس هذه الشخصية الكثير من صفاتي عندما كتبها كونه يعرفني بشكل جيد. من جهتها تبدو الفنانة سوزان نجم الدين متفائلة بالنتائج التي توصل اليها العمل حيث تقول: اقدم دور ممثلة ناشئة لديها مشاريعها واحلامها التي تلتقي مع احلام مخرج مسرحي عاد الى الوطن بعد فترة غياب حيث تلتقي الاحلام والمشاعر والمشاريع في توليفة وجدانية يغلب عليها الطابع الانساني الشفاف، وهنا لا استطيع انكار مدى قناعتي بهذا الدور ولا أبالغ اذا قلت انني شعرت بتوحدي مع هذه الشخصية لدرجة كبيرة وشعرت بالحزن بعد انتهاء فترة التصوير لأنني لم استطع التعايش معها لفترة اطول. وعن تعاملها مع المخرج باسل الخطيب تقول اشعر بمتعة كبيرة بالعمل معه لانه يعطي كل كلمة حقها لا سيما ان نوعية المسلسل تحتوي على الكثير من الرومانسية وايقاع الكاميرا المنسجم تماماً مع ايقاع المشهد بما يتوافق مع روح النص. وربما يكون اهم ما يميز هذا العمل هو اقترابه من واقعنا وطرحه للعديد من المشاكل التي يعانيها اغلب الناس. وتشارك الفنانة أمانة والي بدور «شرف» فيما تقول الفنانة أمية ملص عن دورها: هذه هي المرة الاولى التي اؤدي فيها هذا النمط من الادوار حيث تتميز هذه الشخصية بالجرأة والتمرد على بعض قواعد وثوابت المجتمع رغم انها فتاة فقيرة ولديها طموح للحصول على المال وذلك من خلال تعرفها على رجل اعمال ذي ثروة ومال حيث تبدأ طموحاتها وآمالها تصاعدياً الى ان تصل الى مرحلة تتراجع فيها نحو الوراء لتعيش مع رجل الأعمال تجربة قاسية حيث يقوم باستغلالها. ـ اما الفنان شادي زيدان فيؤدي شخصية الصحافي عماد الذي يتعرف على الممثلة الهام اثناء اجرائها لبروفات مسرحية فتلفت نظره ويحاول ان يتقرب منها ويعرض عليها الزواج دون ان يعرف انها مرتبطة فتكون ردة فعلها مغايرة لما يتمناه وتتزوج من المخرج احمد. وبعد فترة يعود ويلتقيها اثناء تصويرها لفيلم سينمائي يكون هو المسئول الاعلامي مما يؤثر على ايقاع العلاقة بينها وبين زوجها.

Email