الممثل السوري قيس شيخ نجيب: أتمنى تقديم دور ممثل بارع في الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ بدايته الفنية الاولى استطاع الممثل السوري الشاب قيس شيخ نجيب ادراك حقيقة وأهمية الدراسة الاكاديمية الضرورية، لصقل الموهبة الفنية.. فعلى الرغم من نشأته في جو فني عام حيث والده الممثل والمخرج المعروف محمد شيخ نجيب ووالدته كانت احد اعضاء فرقة الفنون الشعبية، كذلك خاله جميل العبد الممثل ومدير الانتاج. قيس الذي تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية في عام 1998 وقدم بعد تخرجه مسلسلي «الجمل» مع المخرج خلدون المالح و«الطير» مع غسان جبري يروي حكايته الاولى مع التمثيل حيث يقول: ـ اتذكر جيدا ان اول عمل تلفزيوني شاركت فيه كان عمري آنذاك خمسة اعوام ولم أكن حينها أمثل بل كنت اتصرف بعفويتي امام الكاميرا وكان ذلك مع الفنانين الكبيرين سلمى المصري ونجاح سفكوني وقد شاركت بعدها في العديد من الاعمال الدرامية مع المخرج هيثم حقي الذي يعود اليه فضل اكتشافي وتقديمي في مسلسلات اذكر منها «هجرة القلوب الى القلوب»، «الدوغري»، «موزاييك»، وغيرها. ـ وماذا عن الادوار التي قدمتها قبل تخرجك من المعهد العالي للفنون المسرحية؟ ـ هناك الكثير من الاعمال اذكر منها سباعية «قلوب في الميزان» مع المخرج عبدالمسيح نعمة ومسلسل «من الفكرة الى الشاشة» مع المخرج نبيل المالح وقد جاءتني عروض كثيرة اثناء الدراسة لكنني آثرت التفرغ للدراسة حتى أتمكن من ادواتي الفنية. ـ وماذا بعد التخرج؟ ـ من حسن حظي انني عملت في عملين هامين الاول مع المخرج خلدون المالح في مسلسل «الجمل» والذي اعجبه ادائي في عرض التخرج ضمن مسرحية «عرس البرجوازي الصغير» للمخرج د. عوني الكرومي ومن ثم مسلسل «الطير» مع المخرج غسان جبري، كذلك الامر في مسلسل «جواد الليل» مع المخرج باسل الخطيب الذي تعرفت عليه اثناء عرض التخرج. وتتالت بعدها الاعمال فشاركت في مسلسل «بقايا صور» مع المخرج نجدة أنزور و«المجهول» و«لوين» مع المخرج محمد شيخ نجيب ومن ثم «البواسل» مع نجدة مرةاخرى وأخيرا في مسلسل «الارواح المهاجرة». ـ وكيف تصف تجربتك في برنامج مسابقات «فكر ـ فكر» الذي قدمته مع زميلتك «رانيا حالوت»؟ ـ لا أنكر ان فكرة البرنامج اعجبتني بما يحمله من طابع علمي وثقافي غني ومتنوع في معلوماته حيث يقدم هذا البرنامج الى اليافعين وقد اختارني مخرجه لأنه وجد فيّ التقارب بين عمري وجيل اليافعين وأنا لا أنكر ان هذه التجربة هي مغامرة بالنسبة لي لكنها مغامرة ممتعة على كل حال والاهم انها تجربة جديدة بكل المقاييس. ـ وهل تعتقد أن لوجود والدك المخرج محمد شيخ نجيب دور في اختياراتك؟ ـ لا شك ان هذا الامر ساعدني كثيرا خاصة وان والدي فنان معروف ومخرج ايضا ولكن ذلك جعلني ادفع ضريبة مازالت تلازمني حتى الآن من خلال تعرضي لمشكلة مع الفنانين الذين هم على خلاف فكري او فني مع والدي وهذا شيء طبيعي في الوسط الفني.. لكن الطريف في الوقت ذاته انني عملت مع بعض المخرجين الذين هم على تضاد أو خلاف فني مع والدي. ـ ألم يكن للبيئة التي نشأت فيها دور في اختيارك التمثيل؟ ـ بالتأكيد فوالدي ممثل بالاساس ووالدتي كانت احدى اعضاء فرقة الفنون الشعبية وقدمت العديد من الادوار التمثيلية وخالي الفنان «جميل العبد» ممثل ومدير انتاج كان ايضا احد اعضاء فرقة الفنون الشعبية هذا بالاضافة الى العلاقات الواسعة مع الفنانين الذين عشت طفولتي وأنا أعرف ماهية العمل التمثيلي ويبدو لي ان لذلك دورا في اتجاهي نحو التمثيل خاصة وانني كنت احلم دائما ان اكون مبدعا لذلك عندما بدأت مشواري الفني صار هاجسي ان ابدع في هذا المجال لذلك قررت دراسة الفن اكاديميا وهذا ما فعلت. ـ وما الذي حققته حتى اليوم من هواجس وأحلام؟ ـ هذه الاحلام كانت مرسومة منذ الخطوات الاولى والتي كان اولها ان ادرس في المعهد العالي للفنون المسرحية واتخرج بتفوق وهذا ما كنت مطالبا به نفسي لأنني كنت في امتحان دائم كوني ابن فنان والانظار متجهة نحوي والبعض كان يتساءل هل حقيقة هي مؤهلاتي وقدراتي المتميزة هي التي اهلتني لدخول المعهد أم الواسطة؟ لكن والحمد لله اثبت ذاتي كنت الاول على دفعة التخرج وقد ارسلت كمكافأة على هذا التفوق ببعثة الى فرنسا وهذا بشهادة اساتذتي الذين اعتز بهم ومنهم عوني كرومي وغسان مسعود. اما حلمي الاهم الآن فهو ان تكون لي شخصية متميزة ومتفردة فنية وهذا يحتاج الى جهد واجتهاد فالمشوار طويل ومازلت في بداية خطواتي فيه ولست على عجلة من أمري. ـ وهل كنت سعيدا بتقديمك شخصية «الليث» في مسلسل «البواسل»؟ ـ هذا العمل الاول لي والذي اقدمه باللغة العربية الفصحى وفيه قدمت شخصية مختلفة كفارس ومقاتل يتمتع بمهارات خاصة وقد أحببت هذا الدور لأن فيه غنى وتنوعاً وصراعات وانفعالات نفسية متنوعة وهذا ما ساعدني على تقديم مساحات واسعة من قدراتي كممثل. ـ وأين المسرح في طموحاتك الفنية؟ ـ كوني خريج المعهد العالي للفنون المسرحية فيجب ان تكون اعمالي المسرحية بعد التخرج على قدر من الأهمية تقدمني كممثل مسرحي ناجح وعلى كل حال العروض المسرحية نادرة بهذا الخصوص، ولا أدري لماذا صنفني المخرجون كممثل تلفزيوني وانا اطالبهم بأن يتيحوا امامي هذه الفرصة وبعدها لهم ان يقيموا طموحاتي وقدراتي وعشقي للمسرح، فما قدم الي من عروض حتى الآن اعتذرت عن المشاركة فيها لأنها لا تقدم لي شيئا كممثل مسرحي ومع ذلك شعرت بالاسف وانا اعتذر عن المشاركة مع الدكتور رياض عصمت في مسرحية «يقظة الربيع» لارتباطي مسبقا بعمل تلفزيوني مع ان المسرحية كانت مهمة جدا. ـ وهل ترى لوسامتك دور في مسيرتك الفنية؟ ـ اعترف انني لست نجما والشكل يأتي أخيرا وتسبقه الموهبة والاداء والحضور والقدرات وما يهمني هو صدق عطائي وان يحب الناس ادواري اما الحظ فأنا اؤمن به كثيرا واشعر انني محظوظ فعلا. ـ وماذا قدم لك الفن حتى الآن؟ ـ منحني افاقا بعيدة ومساحة واسعة من المعرفة والثقافة، فالفنان يجب ان يلم بجوانب الحياة كافة ويدخل عمق شرائح مجتمعه وهذا يتطلب المتابعة والمراقبة بعين خاصة تحاول الدخول الى اغوار النفس الانسانية ضمن دراية بعلم النفس والسلوك.. الفن اعطاني كل هذه الاشياء المهمة واسهم في بناء شخصيتي وساعدني على صقلها ولكن الاهم انه منحني بعضا من محبة الناس التي انشدها. ـ كيف تصف مشاركتك الاخيرة في مسلسل «الارواح المهاجرة»؟ ـ بدون ادنى شك، استفدت كثيرا من هذه التجربة خاصة وان العمل مأخوذ عن رواية «بيت الارواح» للكاتبة التشيلية اليزابيث الليندي وقد قام باعدادها الكاتب المعروف قمر الزمان علوش وقام باخراجها المخرج التونسي شوقي الماجري كما يعلم الجميع. بالمحصلة أنا سعيد بهذه التجربة واتمنى أن تتكرر بنفس الشروط الفنية والاخراجية لأنني شعرت وانا اشارك في هذا العمل انني في موقعي ومكاني كممثل. ـ اخيرا ما هو الدور الذي تطمح الى تجسيده؟ ـ دور له علاقة بالغيبيات وداخله غير ظاهرة.. دور ممثل بارع في الحياة لأن تجسيد شخصية ممثل في الحياة شيء صعب للغاية على الممثل وله تفاصيله المركبة والخاصة. دمشق ـ رنا يوسف

Email