يوم الكرامة فيلم يحكي اغراق المدمرة إيلات

ت + ت - الحجم الطبيعي

بيان 2: فجأة وقبل بدء تصوير فيلم «يوم الكرامة» اعتذر الفنان هشام عبدالحميد عن عدم الاستمرار في بطولة العمل لتداخل مواعيد تصويره مع أعمال أخرى فنية كان قد ارتبط بها من قبل في السينما والتلفزيون! وامام هذا الموقف قرر المخرج علي عبدالخالق اسناد دور هشام عبدالحميد الى النجم الشاب ياسر جلال في أول بطولة سينمائية مطلقة. ويقول المخرج علي عبد الخالق أن الفيلم «يوم الكرامة» عمل سينمائي عسكري يصور كيفية نجاح قوات البحرية المصرية في «21» أكتوبر عام 1967 في تدمير المدمرة الاسرائيلية «إيلات» التي جاءت تتحرش بالقوات المصرية على حدود المياه الاقليمية وهو اليوم الذي عرف «بيوم الكرامة» وتقرر اعتباره عيدا للقوات البحرية المصرية وقد استغرق التحضير للفيلم عاما كاملا وكتبه جمال الدين حسين ويقوم بانتاجه قطاع الانتاج باتحاد الاذاعة والتلفزيون المصري ممثلا لوزارة الاعلام بالاشتراك مع وزارة الدفاع في تمويل هذا العمل السينمائي الضخم الذي تتجاوزت تكاليفه 5 ملايين جنيه مصري. ياسر بدلا من هشام ـ سألت المخرج علي عبدالخالق عن سر انسحاب هشام عبدالحميد من بطولة فيلم «يوم الكرامة» بعد أن تم اختياره اثناء التحضير للعمل؟ ـ الفيلم تتطلب أحداثه التفرغ التام لجميع نجومه ولا يمكن أن يجمع أي ممثل في هذا العمل وعمل اخر لعدة اسباب من بينهما أن التصوير يتم داخل وحدات القوات البحرية وقواعدها في الاسكندرية وبورسعيد ووجودنا داخل تلك الأماكن يجعلنا خاضعين لنظام ضبط وربط شديدين لاننا نجسد قصة عسكرية حقيقية وليس مجرد تقديم عمل روائي عاطفي ورومانسي أو اجتماعي فمثلا نجوم الفيلم دخلوا معسكرا مغلقا لاداء التدريبات العسكرية وتحولوا الى مجندين عسكريين وهذا الالتزام والانضباط القوي يتطلب ان يكون الممثل متفرغاً تماما لاداء مهمته وهو الشيء الذي وجده هشام عبدالحميد يتعارض مع ارتباطاته الأخرى حيث يصور عملا سينمائيا لم ينته تصويره ولديه ارتباط أخر بمسلسل عن قصة حياة الأديب الراحل يوسف السباعي بجانب أعمال أخرى كثيرة وامام ذلك اتخذت مع مدحت زكي رئيس قطاع الانتاج قرارا باسناد دوره للنجم ياسر جلال مع محمد رياض وأحمد عزالدين وخالد أبوالنجا وفكري أباظة ومحمود قابيل وسمية الخشاب وروجينا وأشرف زكي ومحمد أبوداوود وأحمد السعدني ومجموعة أخرى من الوجوه الجديدة. ـ ماذا يرصد الفيلم وماهي تفاصيل أحداثه الدقيقة التي أحدثت دويا عالميا هائلا في ذلك الوقت؟ ـ يرصد الفيلم فترة مهمة وحساسة للغاية من تاريخ مصر وهي الفترة التي أعقبت حرب يونيو 1967 وتحديدا تلك الأيام الممتدة من يوم خطاب التنحي للرئيس الراحل جمال عبدالناصر يوم 9 يونيو 1967 وحتى يوم السبت «12» أكتوبر من نفس العام فقد قامت مجموعة من الشباب منهم قائد سرب لنشات الصواريخ النقيب بحري «أحمد شاكر عبدالواحد» والذي يمثل دوره الفنان ياسر جلال والنقيب بحري لطفي السيد جاد الله قائد اللنش الثاني والذي يمثل دوره النجم الشاب أحمد عزالدين بإطلاق 4 صواريخ تجاه المدمرة «إيلات» وقد أدى اطلاق الصاروخ الثالث الى شطر المدمرة الى نصفين أما الصاروخ الرابع فقد أصاب مقدمة المدمرة وهي تهوى إلى قاع البحر. ويضيف المخرج علي عبدالخالق أن تدمير المدمرة «ايلات» يأتي كرد اعتبار للنقيب بحري «عوني جرجس عازر» والذي يمثل دوره الفنان محمد رياض والملازم أول «رجائي حتاتة» فقد اصطدم لنش عوني اثناء مروره الدوري في سواحل بورسعيد بالمدمرة «ايلات» فاستشهد وقام «رجائي حتاتة» رغم اصابة اللنش بالهجوم الانتحاري ضد المدمرة فاستشهد مع ثلاثين من أبطال البحرية.. ليصيب المدمرة بعطب شديد وتم سحبها الى ميناء «أشدود» الاسرائيلي واستغرق اصلاحها 45 يوما وعادت بعدها للدخول في المياه الاقليمية المصرية فقامت اللنشات المصرية باغراقها وقام الرئيس عبدالناصر في صباح اليوم التالي بتكرم البطل أحمد شاكر عبدالواحد وقرر أن يكون «21» أكتوبر عيدا للبحرية المصرية. البطل يتكلم وانتقل بحواري الى الفنان ياسر جلال بطل فيلم «يوم الكرامة» واسأله عن كيفية استعداده لاداء شخصية النقيب «أحمد شاكر عبدالواحد» فيقول: اعتذرت عن عدم بطولة فيلمين جديدين للسينما لأنني منذ فترة ابتعدت عن التلفزيون وتفرغت للسينما فقط وقطعت شوطا كبيرا في تحقيق النجومية كفتى أول وقد ضحيت بفلوس التلفزيون الكثيرة حتى لا «أحرق» نفسي سينمائيا وهو ماتحقق لي وعندما تم استدعائي لفيلم «يوم الكرامة» لم أتردد ولم أهتم بأن أكون البديل لهشام عبدالحميد وقلت هذا عمل سينمائي ضخم يحسب لأي فنان يشارك فيه ولو بدور صغير وأنا هنا بطل العملية العسكرية التي هزت الدنيا كلها في يوم «21» أكتوبر عام 1967 وقمت «بحلق» شعر رأسي وارتديت الملابس العسكرية ودخلت مركز التدريب العسكري مع زملائي داخل أحد القواعد البحرية بالاسكندرية وأخذت فرقة عسكرية تعلمت فيها وكيف أظهر بصورة البطل النقيب أحمد شاكر عبدالواحد ودرست تفاصيل المعركة البحرية التي أغرقت المدمرة الاسرائيلية «ايلات» والتقيت مع الابطال الذين خططوا وشاركوا في تحقيق هذا النصر وأذكر من بين هؤلاء اللواء بحري لطفي السيد جاد الله الذي شارك النقيب أحمد شاكر في ذلك الوقت في تنفيذ العملية. ويتدخل في الحوار مدحت زكي رئيس قطاع الانتاج ويقول: المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة وضع كافة امكانيات القوات البحرية هو والفريق «تامر» قائد القوات البحرية - لتنفيذ العمل الضخم وقدم لنا اللواء بحري علي محمود علي القائد الأسبق للقوات البحرية ورئيس شعبة التخطيط وقت المعركة واغراق المدمرة «ايلات» كل المعلومات اللازمة لخروج الفيلم الى النور على أعلى مستوى فني عال وليأتي بالفعل صورة طبق الأصل لما حدث منذ 35 عاما وأكبر دليل على ذلك اننا سنستعين بالمدمرة «الفاتح» وهي من طراز «2» - زد - انجليزية الصنع وهي من نفس طراز المدمرة «ايلات» الى جانب لنشات شعبية كالتي تم استخدامها في المعركة التي وقعت يوم 21 أكتوبر عام 1967. الفارق بين «يوم الكرامة» و«الطريق الى ايلات» ـ قد يتبادر الى الأذهان أن هناك تشابها بين «يوم الكرامة» وفيلم «الطريق الى ايلات» فما الفارق بين الفيلمين؟ ـ هناك اختلاف واضح بينهما فالطريق الى ايلات يتعرض لضرب ميناء ايلات وتفجير سفينتين وقام بالعملية الضفادع البشرية في عام 1969 وهي ثلاث عمليات حدثت في أقل من عام وكثفها فيلم «الطريق الى ايلات» اخراج انعام محمد علي في عملية واحدة.. أما فيلم «يوم الكرامة» فيتعرض لتدمير المدمرة «ايلات» على الحدود البحرية المصرية في بورسعيد بواسطة صواريخ سطح - سطح أطلقت من جانب سرب لنشات كان يقوده النقيب بحري أحمد شاكر والنقيب لطفي السيد جادالله وهي المرة الأولى التي يتم فيها اطلاق الصواريخ البحرية من اللنشات الصغيرة. العقيد شوشان وعلى رصيف القاعدة البحرية التي يصور داخل مياهها اللقطات الأولى لفيلم «يوم الكرامة» سألت الفنان محمود قابيل عن تفاصيل دوره فيقول: أمثل دور العقيد الاسرائيلي «شوشان» قائد المدمرة «ايلات» واتكلم باللغة العبرية التي أجيدها باعتباري كنت ضابطا سابقا في القوات المسلحة المصرية وهذا الدور اعتبره من أهم الأدوار التي مثلتها على مدى مشواري السينمائي الطويل حيث استعيد من خلاله ذكريات مرحلة مهمة من حياتي داخل صفوف القوات المسلحة المصرية اثناء أيام الحرب. 11 دقيقة جرافيك وأعود لأسأل المخرج علي عبدالخالق عن بقية الأدوار الرئيسية في فيلم «يوم الكرامة» فيقول: خالد أبوالنجا يمثل دور اللواء حسن حسني أحد الأبطال المعاونين في ذلك الوقت للنقيب أحمد شاكر عبدالواحد ويمثل فكري اباظة دور قائد القاعدة البحرية الذي اعطى موافقته على اتمام تنفيذ العملية واغراق المدمرة «ايلات» وتمثل سمية الخشاب دور زوجة النقيب بحري أحمد شاكر بينما تمثل روجينا دور خطيبة النقيب عوني جرجس عازر الذي يمثل دوره الفنان محمد رياض. ويختتم المخرج علي عبدالخالق حواره قائلا: الفيلم يتضمن جزء جرافيك يستغرق حوالي «11» دقيقة تتكلف في التصوير 290 ألف جنيه وتنفذها شركة مصرية بنفس أسلوب الشركة الأجنبية التي نفذت نفس الجرافيك في الفيلم العالمي «تايتانيك» ويدير التصوير د.سمير فرج الأستاذ بالمعهد العالي للسينما والمتخصص في مثل هذه النوعية الصعبة من الأفلام العسكرية.

Email