«الانترفيرون» علاج ناجع لفيروس الالتهاب الكبدي «سي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بيان 2: شهدت مناقشات المؤتمر العلمي المشترك بين الجمعية المصرية لدراسة أمراض الجهاز الهضمي والكبد بالقصر العيني الذي عقد في القاهرة مؤخرا الجديد في تشخيص وعلاج أمراض الجهاز الهضمي والكبد وأحدث ماتوصل له العلم في مجال تطوير المناظير والأدوات المساعدة لها. وعن الجديد في علاج دوالي المريء يقول الدكتور محمد على مدور أستاذ طب المناطق الحارة والكبد بعين شمس: دوالي المريء احد مضاعفات أمراض الكبد وحاليا يمكن علاجها بربط الدوالي بواسطة المنظار الضوئي خاصة الربط بالسلك الذي يجعل مجال الرؤية أكثر وضوحا اثناء اجراء الجراحة. مع اعطاء المريض مثبطات بيتا التي تخفض الضغط في الدورة البابية وتمنع نزيف دوالي المريء في بعض الحالات. وينصح د.مدور هؤلاء المرضى بالابتعاد عن تناول الاسبرين على معدة خاوية حيث يسبب هذا حوالي 55% من حالات نزيف دوالي المريء. والحرص دائما على عدم الوصول الى حد الشبع عند تناول الطعام والبعد عن الأطعمة الدسمة والحمضية مثل الليمون الذي قد يستخدم بكثرة في الوقاية من نزلات البرد والانفلونز! ويشير الى أن الابحاث الاخيرة اثبتت امكانية التنبؤ بحدوث النزيف قبل مشاهدة الدماء سواء عن طريق الفم أو الشرج حيث لوحظ أن 70% من مرضى النزيف يعانون الاما بأعلى البطن قبل حدوث النزيف بيومين، كما ان ارتفاع درجة الحرارة يسبق النزيف في 32% من حالات عسر الهضم والشعور بالرغبة في القئ. ويؤكد أن المدخنين هم أكثر عرضة لانفجار دوالي المريء ثلاثة أضعاف غير المدخنين. وخلال مناقشات المؤتمر رأس الدكتور طاهر حسن الزناتي أستاذ الأمراض الباطنية والكبد بطب القاهرة جلسة ناقشت مدى فاعلية الأدوية الجديدة التي ظهرت لعلاج فيروس «سي» وعن الأدوية الجديدة والحديثة يقول الدكتور طاهر الزناتي توجد بالفعل علاجات حديثة لعلاج مرضى فيروس «سي» ولكن المهم في فعاليتها اختيار المريض المناسب لنوع العلاج المناسب لهم وحسب نوع ونشاط الفيروس المصاب به وهذه الأنظمة والبرامج تزيد من فرص الشفاء. ويقول ان النتائج المبدئية أكدت نجاح عقار الانترفيرون المحمل «الممتد المفعول» ووصلت نسبة الشفاء من 40% - 70% وهو يعطى كحقنة واحدة في الأسبوع خلال 6 أشهر هي مدة البرنامج العلاجي ويعمل الدواء الجديد على منع وجود طفرات لا يؤثر فيها العلاج حيث تحافظ الحقنة الأسبوعية على تركيز الدواء في الدم لمدة أطول فتنحسر فرصة نمو الفيروس وذلك عكس النظام الدوائي القديم بالانترفيرون العادي الذي كان يتم اعطاؤه للمرضى بواقع 3 حقن أسبوعيا ممايعطي الفرصة للفيروس ان تزيد نسبته في الدم ويتكاثر في الايام التي لا يتناول فيها المريض الدواء. ويشير انه برغم من فاعلية الدواء الجديد الا أن له بعض الاثار الجانبية التي تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالارهاق وآلام المفاصل بالاضافة الى تكسير في كرات الدم الحمراء والبيضاء وتزول هذه الاعراض بتوقف العلاج. ويأمل د.طاهر حسن الزناتي في أن تنجح الابحاث الجارية حاليا لانتاج اللقاحات الواقية من الفيروس. ويقوم العلماء المصريون في مجال الهندسة الوراثية حاليا باختبار تقنيات جديدة وحديثة في مجال انتاج اللقاحات الواقية ويتم بجدية اختبارها في المركز القومي للبحوث المصري بهدف ايقاف نشاط فيروس الالتهاب الكبدي سي. بالاضافة الى الابحاث العالمية للوصول لهذا الهدف تسمى «انتي سنس» والتي تعتمد على مهاجمة نقطة معينة في الجينوم الفيروسي لتمنع اتصاله بالخلايا الكبدية وتكاثره فيها. وعن ارتباط الكبد بمرض السكر والذي يزداد تأثر المريض به خاصة عندما يكون مصابا بالفيروس «سي» أو بالسمنة المفرطة. يقول الدكتور طاهر حسن أن السكر يؤدي لتدهن الكبد ولذلك ينصح هؤلاء المرضى بالبعد عن الوجبات الدهنية السريعة وتناول وجبات متوازنة مع ممارسة نوع من الأنشطة الرياضية خاصة المشي. دور الوقاية وعن دور الوقاية في الاصابة بالفيروسات يقول ان الكبد من الاعضاء التي لا تشكو حيث لا يبدي أي علامات مرضية حتى يكتشف المريض اصابته مصادفة من خلال تحليل الانزيمات وبصفة عامة فإن مشاكل الكبد الخطيرة الناتجة عن الاصابة بالفيروسات لا تحدث الا بعد مرور أكثر من 20 عاما من العدوى ولذلك لا يجب أن يفزع الفرد عندما يعلم باصابته بفيروس سي. والمعروف أن 20% من هؤلاء يشفون تماما بصورة تلقائية وحوالي 70% من النسبة الباقية لا يصابون بأي تليف أو أورام ولكنهم فقط يعانون من ارتفاع في مستوى الانزيمات. والوقاية من الفيروسات وخاصة سي ترتبط بالوعي الصحي لدى الاسرة والمجتمع بداية من غسل الأطعمة جيدا والتأكد من نظافة المشروبات واستخدام الحقن ذات الاستعمال الواحد والجديد هو وجود اجيال جديدة من الحقن تتلف بمجرد استخدامها مع التأكد من حصول كل أفراد الاسرة على الطعوم المختلفة. كما ان هناك دورا مهما لتلوث الغذاء بالمبيدات وتلوث الهواء بعوادم السيارات والمصانع في اصابة الكبد بالتليف والأورام حيث من المفترض أن تحمل كرات الدم الحمراء الاوكسجين اللازم لحرق الغذاء وانتاج الطاقة اللازمة للجسم، ويحدث في حالة تلوث الهواء أن تتحد أكاسيد الكربون بهيموجلوبين الدم الحامل للاوكسجين وتقوم بتعطيله عن القيام بوظيفته مما يحفز نخاع العظام لانتاج قدر أكبر من كرات الدم الحمراء بمعدلات اضافية تصل الى 40% وبالتالي تزداد كثافة الدم ولزوجته الى درجة تهدد باغلاق الأوعية الدموية الصغيرة ممايؤدي الى ارتفاع الضغط وتكوين جلطات والتهابات وانسدادات في الأوعية الدموية ويؤثر سلبا على الكبد بالحد من كميات الدم الواصلة اليه ونفس هذا التأثير يحدثه التدخين. وخلال ورشة العمل التي عقدت على هامش المؤتمر عرض الدكتور سراج زكريا رئيس وحدة المناظير بالقصر العيني أحدث ماتوصل له العلم في مجال المناظير الضوئية والادوات المساعدة لها بشقيها التشخيصي والعلاجي. وأوضح دورها في تشخيص اسباب الاسهال المزمن عن طريق منظار الامعاء الدقيقة واستخدام الكلبسات لايقاف النزيف بعد استئصال الزوائد بالمنظار لأول مرة في مصر. وتتميز هذه العملية بانخفاض نسبة ارتجاع النزيف منها. وانعدام تأثيرها الضار على الانسجة كما أن تأثيره سطحي ويغطي مساحة كبيرة لأنه لا يحتاج لتلامس من الجهاز وجدار المعدة. كما أوضح أيضا دور الاجيال الجديدة من المناظير في تفتيت الحصوات الكبيرة التي لا يمكن استخدامها من القنوات المرئية كما تم استخدم المنظار أيضا في استئصال الأورام الحميدة من القناة المرارية بدون جراحة ممايساعد المريض على مغادرة المستشفى في اليوم نفسه وهناك ايضا المنظار ذات الحلقات المطاطية الذي يعالج البواسير ودوالي المستقيم في جلسة واحدة وبنسب عالية من النجاح.

Email