الفستق الحلبي.. شجرة سوريا الذهبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بيان 2: تعتبر شجرة الفستق الحلبي من اقدم الاشجار المعروفة وقد ذكرها العلماء الذين واكبوا الاسكندر الاكبر في فتوحاته لبلاد الشرق كما ذكرها الامبراطور الروماني جالينيوس في مؤلفاته. ونقلها حاكم سوريا الروماني. ادخلها العرب إلى حقلية عام 827 للميلاد وتم ادخالها إلى الولايات المتحدة الأمريكية من قبل مكتب التجارب عام 1853 حيث انتشرت زراعتها في كاليفورنيا. اما عن منشأ شجرة الفستق الحلبي فيتفق جميع العلماء ان سوريا والمناطق الجنوبية الشرقية من آسيا الصغرى هي الموطن الاصلي لهذه الشجرة ويشهد على ذلك وجود اشجار قديمة جداً بالحالة الطبيعية في قرية عين التينة قرب دمشق وكذلك وجود اشجار معمرة في بساتين حلب القديمة «النيرب» ووجود اصول الفستق المختلفة «البطم الاطلسي والفلسطيني والتربنتيني» في مختلف ارجاء سوريا بالحالة الطبيعية. تقول الاسطورة الفارسية ان شجرة الفستق كانت تزرع تيمناً بالخير والفأل الحسن وقد تغنى بها الشعراء فشبهوا ثغور الحسان بثمارها p.vera يقال انه عند غروب الشمس يسمع صوت تشقق حبة الفستق برتم موسيقي جميل. المهندس الزراعي عبدالرزاق دقسي من مركز البحوث العلمية الزراعية بحلب تحدث عن الشجرة الذهبية قائلاً تعتبر حلب من اشهر مناطق زراعة الفستق في العالم فهي تنتج اشهر الاصناف واجودها واغلاها ثمناً «صنف العاشوري» ومنها انتقل إلى محافظات حماه وادلب وغيرها داخل سوريا كما نقل إلى بلدان عديدة منها قبرص والولايات الأمريكية حيث سمي فيها Red Aleppo كذلك يجود المناح الملائم لزراعة هذه الشجرة من حيث كمية الامطار السنوية اللازمة وتوزيعها حيث يبلغ المعدل المطري في حلب حوالي 325مم وهو يتوزع على فصول الشتاء والربيع والخريف اما الصيف فهو جاف وحار وهذا يساعد على نضج الثمار وامتلائها وتلونها وتشققها. وتعتبر التربة في هذه المنطقة ملائمة لزراعة شجرة الفستق فهي تربة مفككة ذات اصل كلسي. وتزدهر في حلب تجارة الفستق وصناعة الحلويات المختلفة التي تحتوي بشكل أساسي على ثمار الفستق الحلبي ولهذه الأسباب مجتمعة عرف الفستق باسم الفستق الحلبي وذاعت تسميته هذه في مختلف الأرجاء. الأهمية الاقتصادية والغذائية: تشهد شجرة الفستق الحلبي تطوراً كبيراً في سوريا ضمن النهضة الزراعية الشاملة حيث تأتي في المرتبة الرابعة عالمياً في الانتاج بعد ايران وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، فقد وصلت المساحة المزروعة حسب احصائيات وزارة الزراعة لعام 1997 إلى 58.691 ألف هكتار وعدد الاشجار إلى 9.547 ملايين شجرة وتطور الانتاج إلى 29.428 ألف طن ويظهر الميزان السلعي لهذا المحصول الاقتصادي المهم تطوراً في حجم التصدير حيث وصل عام 1997 إلى 12 الف طن وتوقف الاستيراد لهذه المادة وهذا يعكس الطلب المتزايد على الثمار عالمياً نظراً لأهميتها الاقتصادية وقيمتها الغذائية الجيدة كمصدر للطاقة والبروتين والاملاح المعدنية حيث يمكن لـ 100 جرام ثمار فستق ان تقدم انتاجاً حرورياً بمعدل 590 كيلو كالوري. وتحتوي لوزات الفستق على التركيب التالي: مواد بروتينية 24.4%، دهون 62.5%، سكريات 3.5%، رماد «Ca, Fe, P» 2.4%، ألياف 1.3%، ماء 5.9%. الوصف النباتي: الاسم العلمي للفستق الحلبي Pistacia Vera في العائلة البطمية ورتبة Terebinthales وهي شجرة متساقطة الأوراق يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار، ثنائية المسكن وحيدة الجنس أي ان الأزهار المؤقتة توجد على أشجار على شكل نورات عنقودية والأزهار المذكرة توجد على اشجار ثانية على شكل نورات مخروطية، ساق الشجرة راتنجي رمادي ضارب إلى السمرة والخشب متجانس قاس ثقيل يمكن صقله بشكل جميل وهو خشب جيد للحرق، للشجرة جهاز جذري وتدي قوي جداً يمكن ان يصل عمقه في التربة حتى 7 أمتار وتمتد جذوره إلى مسافات بعيدة فقد وجد ان نبتة طولها 20 سم تحوي على جذر متوسط طوله 8.5 أمتار. تزرع هذه الشجرة بين خطي عرض 30 ـ 45 شمال خط الاستواء وتعتبر البيئات المشابهة لبيئة حلب هي المناسبة حيث تتراوح ساعات البرودة من 900 ـ 1200 ساعة تحت درجة 7م وكمية الامطار من 300 ـ 400 ملم على الرغم من ان شجرة الفستق من الاشجار القليلة التي تتحمل الجفاف وتقنع بكمية زهيدة من الامطار «اقل من 200مم» ولكنها تتأثر انتاجياً. لا تتحمل شجرة الفستق رطوبة التربة العالية وهي تؤثر في حال زيادتها على صحة الشجرة وتؤدي إلى انتشار الأمراض الفطرية على المجموع الجذري والورقي وظهور التصمغ مكان الجروح كما تؤدي الرطوبة العالية في التربة إلى تأخير طور الدخول في مرحلة الاثمار وكذلك تعطي ثماراً فارغة اذا اثمرت، تتحمل شجرة الفستق ارتفاع درجات الحرارة أعلى من 45 م. وذلك بسبب أوراقها الشمعية وقشرتها الخارجية السميكة وجذورها الوتدية التي تتغلغل إلى اعماق كبيرة في التربة. وتتحمل شجرة الفستق انخفاض درجات الحرارة اكثر من 10 تحت الصفر دون ان تتأثر ويرجع ذلك إلى كونها من النباتات المتساقطة الأوراق حيث تتوقف العصارة في ايام الشتاء كما ان القشرة الخارجية للساق سميكة ومقاومة للبرد وتهرب شجرة الفستق من اضرار الصقيع الربيعي باعتبار ان موعد تفتح الأزهار يبدأ من 10 ـ 12 بعلياً وتعيش الشجرة وتثمر حتى اكثر من 300 سنة، يبدأ النمو السنوي بانتفاخ البراعم في اواخر مارس وتتفتح الأزهار من 10 ـ 20 ابريل وعادة تبدأ الأزهار المذكرة بالتفتح قبل المؤقتة بـ 3 ـ 5 ايام وتمتد فترة الازهار 15 يوماً يلي ذلك ظهور الأوراق، يتم التأبير والالقاح بواسطة الرياح التي تنقل حبوب الطلع من الاشجار المذكرة الى المؤنثة وهذا يتطلب طقساً مناسباً لنجاح الالقلح والا نتجت ثمار فارغة لا تحوي اجنة اما لفشل التلقيح بسبب رداءة الطقس أو لعدم توفر اشجار مذكرة كافية أو عدم توافق فترة الأزهار للاشجار المذكرة مع المؤنثة أو لحدوث تلقيح ثم اجهاض للجنين بعدها لأسباب فيزيولوجية. يحدث النضج بعد 5 ـ 7 أشهر من الأزهار وعادة تقطف ثمار الفستق في شهر سبتمبر حتى نوفمبر ويلاحظ ان الاصناف الجيدة تتشقق ثمارها عند النضج. يصل انتاج الشجرة من 25 ـ 50 كغ في طور الاثمار ويمكن ان يصل في الزراعة المروية مع العناية إلى 100 كغ سنويا. تهتم وزارة الزراعة في سوريا بانتاج غراس فستق حلبي بذرية ومطعمة لتلبية حاجة المزارعين والمساهمة في نشر هذه الشجرة بتشجيع المزارعين على زراعتها بتقديم مساعدات وقروض عبر مشاريع التنمية مثل مشروع التشجير المثمر والحزام الاخضر ومشروع الشهيد علي العلي وجبل الحص وغيرها. تنتخب بذور الصنف العاشوري الجيدة من حيث التجفيف والحفظ والخالية من الامراض ويتم تنضيدها في الرمل في صناديق خشبية عمقها 10 سم وتتابع عمليات الترطيب اعتباراً من يناير ولمدة شهر ثم تبدأ الزراعة في المشتل اعتباراً من فبراير وحتى منتصف مارس على اثلام على عمق 2 ـ 3 سم وبتباعد 10 ـ 12 سم بين البذور، وتروى خفيفة ومتقاربة وتوالى العناية بالبادرات بعد انبات البذور بالتعشيب والعزق وعندما تصبح غراساً تعطى الاسمدة الارضية والورقية مع عمليات المكافحة للامراض والافات. ويجرى في نهاية الموسم قلع جزء من الغراس البذرية وبيعها للمزارعين حيث تطعم في الارض الدائمة اما الباقي فيجري التطعيم عليها في المشتل ويكون قطرها اكبر من 6 ملم وعلى ارتفاع 10 ـ 15 سم من الارض بطريقة العين على شكل حرف T مع الربط بخيط قطني او بلاستيكي وذلك في بداية يونيو وحتى نهاية يوليو وتؤخذ المطاعيم من اشجار امهات معروفة الصنف وذات براعم ناضجة. كما تنتج وزارة الزراعة غراس فستق في اكياس بولي ايتلين ذات قطر 20 سم وعمق 40سم وتباع اما بذرية في السنة الأولى أو مطعمة في السنة الثانية. ويراعى فيها ما يلي: ـ نقب التربة وكسر الطبقات الصخرية على عمق متر واحد لزيادة السعة المائية الحلقية وتسهيل نمو المجموع الجذري وتتم العملية في الصيف لتهوية التربة وتشميسها وتشجيع العمليات الحيوية والتحولات الكيميائية عند هطول الأمطار. ـ التسميد العضوي ويتم بمعدل 10 كيلوجرامات لكل جوره توضع في أسفل الجورة. ـ التسميد الكيماوي ويضاف قبل الزراعة بمعدل كيلو جرام سوبر فوسفات وكيلو جرام سلفات البوتاس لكل جوره حيث تخلط مع التربة. ـ أبعاد الجورة 1 * 1 * 1 متر، وأبعاد الزراعة في الحالة المروية 8 * 8 أمتار، أما في الحالة البعلية 10 * 10 أمتار أو 12 * 12 متراً حسب كمية الهطول المطري. ـ يتم توزيع الأشجار المذكرة في الجهة التي تهب منها الرياح في فترة الألقاح (الجهة الغربية في حلب) وبمعدل شجرة مذكرة لكل 10 ـ 12 شجرة مؤنثة ويراعى التوافق في موعد تفتح الأزهار المذكرة مع المؤنثة ويفضل التنوع في الأصناف. ـ التقليم: شجرة الفستق الحلبي تحب الشمس والتهوية ويحسن عدم القسوة في التقليم وانما يتم التقليم بشكل خفيف لتنظيم النمو ومنع التشابه والتزاحم بين الأغصان. ـ التسميد العضوي ويتم كل 3 سنوات وبمعدل 20 ـ 30 طناً/ هكتار، أما الكيماوي فيتوقف على طبيعة التربة وخواصها الخصوبية وعمر الأشجار وقوة النمو وكمية هطول المطر ويفضل اضافة 1.5 ـ 2 كيلوجرام يوريا 2 ـ 3 سوبر فوسفات 1 ـ 2 سلفات البوتاس للشجرة الواحدة في طور الاثمار في ظروف حلب عند المعدل المطري يقارب 300 ملليمتر، وذلك مع الفلاحة الخريفية. ـ الفلاحات: ويفضل اجراء 4 ـ 5 فلاحات سنوياً بالكالتيفاتور وتكون متعامدة للاقلال من التبخر وكسر الأنابيب الشعرية في التربة وتوفير الرطوبة للأشجار. ـ الري: بالرغم من تحمل هذه الشجرة للجفاف في ظروف معدلات الأمطار أقل من 400 ملليمتر يفضل الري الداعم أو التكميلي وبمعدل 3 ـ 4 ريات وتفضل المواعيد التالية رية قبل الازهار بمدة 2 ـ 3 أسابيع وريه بعد العقد وثالثة عند اكتمال النضج. ـ العزيق ويجري في الربيع تحت ظل الشجرة للقضاء على الأعشاب وتهوية التربة. أصناف الفستق الحلبي: ـ العاشوري وهو أشهر الأصناف ثماره متطاولة حمراء زاهية تتشقق القشرة الخشبية للثمرة وهو صنف باكوري ويشكل 80% من أشجار فستق حلب. ـ الباتوري: ثمرته عريضة وأكبر من العاشوري لونها رمادي محمر وأقل بتشققها من العاشوري. ـ العليمي: ثمرته ضخمة حمراء منقطة بالبياض لا تتشقق النواة. ـ ناب الجمل: ثماره متطاولة كبيرة بيضاء ضاربة للحمرة. ـ البياضي: ثمرة بيضاء وحجمها متوسط وغير مشققة. وهناك أصناف أقل أهمية مثل الجلب، البندقي، المراوحي، اللازوري، العنتابي وغيرها. الآفات الزراعية: وأهمها: حشرة بسيلا الفستق الحلبي، الجاسيد، ثاقبة البراعم، الأجرلس، من تدرن الأوراق، ثاقبة الثمار، الكابنودس. وأهم الأمراض: تبقع الأوراق السبتوري، تعفن الثمار، الذبول الفرتيسليومي. وقد أجرى مركز البحوث العلمية الزراعية بحلب أبحاثاً على بعض هذه الآفات وتوصل الى برنامج للمكافحة المتكاملة يتضمن استخدام أعداد حيوية مسجل باسمه ومنع للمكافحة الكيميائية العشوائية للمبيدات التقليدية واستخدام مانعات الانسلاخ ضمن برنامج المكافحة المتكاملة.

Email