حول «البيرتي» وفن العمارة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بيان الكتب: «البيرتي» المقصود في عنوان هذا الكتاب هو «ليون باتيستا البيرتي»، احد اهم المهندسين المعماريين الايطاليين في عصر النهضة.. ولكن ايضاً، وهذا ما يركز عليه مؤلف هذا الكتاب كثيراً، احد الوجوه المعروفة في عصره بنزعته الانسانية العميقة. ولد البيرتي في مدينة جنوة عام 1404.. وكان ينتمي الى اسرة عريقة تعود اصولها الى مدينة فلورنسة التي كانت قد اضطرت إلى مغادرتها للاقامة في جنوة.. حيث تلقى الطفل «ليون باتيستا» تعليمه الابتدائي وينتقل بعدها لاتمامه في البندقية ثم ليتابع تعليمه العالي في مادة الحقوق بمدينة «بولونيا» الواقعة في شمال ايطاليا. ويقدم «روبرت تافرنور» مؤلف هذا الكتاب، البيرتي على انه كان اهم الشخصيات الانسانية في عصر النهضة الايطالي... وبالتالي كان من العبث الكبير ان يعتبر نظام موسوليني الفاشي هذه الشخصية بمثابة احد مرجعياته التاريخية الهامة. ويشير المؤلف بهذا الصدد الى كتابين كان المؤلف الايطالي «كورادو ريتشي» قد قدمهما في فترة موسوليني حول سيرة حياة البيرتي الذي اصبح اعتباراً من عام 1932 احد معالم «متحف روما الجديد». كان «البيرتي» كما تبدو صورته في هذا الكتاب متعدد المواهب والاهتمامات اذ اولى انتباهه للعلوم الفيزيائية والرياضيات وايضاً للعلوم الانسانية والاخلاق والادب... وقد وجد من خلال هذه المشارب كلها سبلاً من اجل الوصول الى «نقطة توازن» في ميدان اهتمامه الرئيسي «فن العمارة» حيث لاتزال العديد من آثار عصر النهضة تشهد على ذلك وخاصة تحديث واجهة البناء التي تتمثل في «سانتا ماريا نوفيلا» في فلورنسة. كان البيرتي قد نال شهادة الدكتوراه في الحقوق عام 1428 من جامعة بولونيا ليعمل بعد ذلك لفترة من الزمن في مقر الفاتيكان بروما.. لكنه انكب في الوقت نفسه على الكتابة ذات الطابع الادبي والاجتماعي اذ قدم كتاباً تحت عنوان «حول الاسرة» ركز فيه على ضرورة ايجاد نوع من «التوازن» ومن «الاعتدال» وهذا ما بحث عنه ايضاً في تصاميمه المعمارية.. وقد كان «البيرتي» من اوائل الذين دعوا الى ضرورة الاهتمام باللغة «العامية» وهكذا قدم عام 1441 كتاباً في «قواعد اللغة الايطالية» تجدر الاشارة الى ان هذا الكتاب، وفيما هو ابعد من الاهتمام بسيرة حياة ليون باتيستا البيرتي، يقدم دراسة لفترة عصر النهضة في ايطاليا، ولحالة الانشقاقات التي كانت تعرفها الكنيسة الكاثوليكية آنذاك، لاسيما وان «البيرتي» كان مقرباً في فترة من الزمن للمركز البابوي وخاصة انه انتقل للعيش في الفاتيكان عام 1433 في ظل البابا «اوجين الرابع» الذي اضطر في العام التالي للتخلي عن البابوية لينتقل «البيرتي» الى فلورنسة. ويعتبر المؤلف بان سنوات فلورنسة 1434-1443 هي الفترة التي شهدت تكون «الهوية الحقيقية لالبيرتي». توفى البيرتي في روما عام 1472 المدينة التي «تبنته في آخر حياته»

Email