صناعة النسيج في خدمة الطب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت المنتجات الطبية التي يدخل في صناعتها النسيج تنتشر في عام 2001. وهي تشكل، مثلها مثل الادوية، وسيلة للوقاية وايضاً وسيلة لعلاج وشفاء المرضى. وتتضافر جهود كل من رجال الصناعة والعلماء والاطباء من اجل تطوير التكنولوجيا الحديثة التي تساعد على تحسين التوافق الحيوي الذي يسمح بزراعة الاعضاء، وتعالج العقم، وتقاوم الارتشاح اثناء العمليات الجراحية، وتحافظ على جودة الاجهزة الطبية.يمكن ان تصاب الشرايين بمرضين: اولاً ضيق الشريان الذي يؤدي الى انسداد بالكامل، وثانياً تمدد الشريان الذي يؤدي الى انفجاره او تمزقه. وفي هاتين الحالتين يمكن تغيير الشريان بأوردة دموية تؤخذ من جسم المريض ذاته. ولكن كلما كان الشريان عريضاً (مثل الابهر) كلما قلت الشرايين والاوردة السليمة في جسم الانسان والتي يمكن اخذها لوضعها محل الشرايين والاوردة المصابة. لذا يتم اللجوء الى جراحات زرع اوعية من نسيج مصنوع من مادة مرنة خاملة لا تحدث حساسية ولا يلفظها الجسم وتتوافر فيها ثلاث ضروريات: عدم التجلط، عدم السماح بالتسرب، ومقاومة الانفجار. وتعتبر خيوط البولييستر (الداكرون)، والبوليتترا فلورو ايثيلين من اكثر المواد المستخدمة في عمليات زرع الاوعية النسيجية.تقوم شركة كارديال بانتاج مواد نسيجية تحصل عليها بواسطة تقنيتين متكاملتين هما تقنية حبك خيوط النسيج (التريكو)، وتقنية النسج الدائري. وفي الواقع، ان تقنية النسج تزيد من مستوى الاستقرار البعدي للنسيج الحيوي المزروع، ويتم صنع النسيج «المخملي» بطريقة تسمح بتقليل عدد مرات التشابك اثناء عملية الزرع مما يجعلها تتم بطريقة مرنة وافضل وتسهل ايضاً الخياطة. كما ان تقنية حبك خيوط النسيج (التريكو) تتدارك عيوب النسيج مثل التنسيل، والتصاق الاوعية الدموية، وعدم المرونة. ان تقنية (التريكو) المستخدمة في عمليات الزرع الجراحية سوف تؤدي الى الحصول على مادة متماسكة لا تتفكك، ذات استقرار متزايد يقاوم التمدد. وهذه المجموعة من النسيج المحبوك التي تنتجها الشركة مغطاه بمادة الكولاجين كما انها مقاومة للارتشاح. ويوصي باستخدامها في زرع اوعية قطرها يتراوح بين 10 و 12 مم، كما يوصى باستخدام مجموعة ووفكس للاوعية التي يزيد قطرها على 24 مم. تقوية جدار البطن في العمليات الجراحية التي تجرى لتقوية الجدار الداخلي للبطن يستخدم اما مجرد نسيج او نسيج محبوك (التريكو) يمتصه الجسم (يدخل في تكوينه الاساسي حامض البولي لبنيك، وحامض البولي جليكولي)، او لا يمتصه الجسم (مثل البولي بروبيلين، والبولياميد، والبولييستر) وذلك لعلاج الفتق، او نتوء البطن من جراء حادث مثلاً. وبالاضافة للجودة الالية لهذه العمليات فعليها ان تقدم قدرات بيولوجية، خاملة بالطبع، لتفادي الالتهابات، ولمقاومة الاصابة بالعدوى، ولا تسبب السرطان. وتسمح مسامية النسيج بمرور سائل يفرزه بلازما الدم خارج الاوعية. ان امكانية مط النسيج في الاتجاهين تسمح بتوزيع الضغوط خارج خط الخياطة. ومن المخاطر التي يجب تفاديها في عمليات الزرع الجداري التصاق الامعاء على النسيج المزروع مما يعرض المريض لحدوث انغلاق للأمعاء او خراريج او قرح. ومن ناحية اخرى فان هذه العمليات تستجيب لهدفين متناقضين عندما يتعلق الامر بنتوء البطن او حدوث شج بها، الا وهما الالتصاق بالجدار بصورة قوية وعدم الالتصاق من جهة الامعاء. لقد قامت شركتان فرنسيتان حديثتان بتفادي هاتين العقبتين. قامت شركة SOFRADIM التي انشئت في عام 1991 ببناء مبنى جديد لها على مساحة 4000 متر مربع في تريفو بالقرب من مدينة ليون. وتم تخصيص 400 متر مربع لمعمل البحوث والتنمية (الذي يشكل 12% من رأس المال) ويعمل به حوالي عشر من المتخصصين في علم الاحياء، والمتخصصين في تحويل المواد البلاستيكية، والمهندسين المتخصصين في الميكانيكا والنسيج والطب الحيوي. كما خصصت 1200 متر مربع لانشاء قاعات فائقة النظافة ومحكمة الغلق لا يدخلها اتربة او ميكروبات لانتاج بعض الصناعات (والتي يطلق عليها «القاعات البيضاء»)، و200 متر مربع لعملية حبك خيوط النسيج. ويتم التحكم في كل عمليات الصناعة داخلياً بدءاً من تشكيل المواد الاولية ومروراً بمراحل حبك النسيج والصنع والتشكيل والتنظيف والتنقية وانتهاء بالمرحلة الاخيرة اي الخروج النهائي للمنتج. ونتيجة لذلك قامت الشركة بانتاج مجموعة متكاملة ومبتكرة تصل الى اكثر من 80 منتجاً تستخدم في عمليات الزرع الجداري. ان هذه المنتجات من الانسجة الحية، المصنوعة من البولييستر المضاف له طبقة بيولوجية تحسن من امتصاص الماء والتوافق الحيوي مع بقية الاعضاء، تتميز باندماجها الكامل في الجسم. وهكذا فان المنتج بارتيكس الجديد يحد بصورة كبيرة من نسبة التصاق الاعضاء بالنسيج المزروع. وهو الوحيد في العالم الذي له واجهة تمتص المياه لتقليل مخاطر الالتصاق بالامعاء وواجهة اخرى مسامية ثلاثية الابعاد لدمجه بسرعة في جدار البطن. وظائف حية طرحت شركة اسبايد الطبية في الاسواق اخف شبكة لتقوية جدار البطن (43 جراماً/ المتر المربع مقابل 80 جراماً/ المتر المربع لبقية الانسجة الجدارية). قامت هذه الشركة مؤخراً بانتاج جيل جديد من الانسجة الحية القابلة للزرع، وهي انسجة مرخصة تتميز عن غيرها بأنها تستخدم البروبيلين غير المنسوج وغير المحبوك وغير الماص المدعم باستخدام تقنية الثني الحراري. وتسمح اجزاؤه المثقبة بثقوب صغيرة جداً بتحديد اماكن غرز التثبيت في حين ان اجزاءه الضعيفة الكثافة تشجع النسيج على ثبوته في مكانه. استخدام خارجي ان الاستخدام التقليدي للانسجة الطبية لا يزال هو السائد في الضغط على الاوردة (كدوالي السيقان والتهاب الاوردة) وفي الحفاظ على وضع معين (مثل حزام البطن) وفي علاج التهاب المفاصل (كاستخدام واقية للركبة او واقية للكوع). ويهدف استخدام انسجة في تقييد الحركة الى احداث ضغط خارجي منضبط على الجسم في حالة اضطراب الدورة الدموية او عند وجود مشاكل في المفاصل او العضلات. ويكون النسيج المستخدم على شجل رباط، او شراب، او واقية للركبة، مصنوع من مواد مطاطية محبوكة (تريكو) او منسوجة. ان الحفاظ على مطاطية الخيط تتم باضافة مادة عازلة الى مادة مطاطية تسوق تحت اسم ليرا او الى المطاط الطبيعي. وتتمركز خمس شركات فرنسية رائدة في اوروبا في انتاج اللوازم الطبية التي تستخدم على الجسم من الخارج في منطقة سان ايتيان. ابتكارات حديثة يقدم معمل جيبراد ابتكارات جيدة التصميم ترتبط بتفوق مهنة النسج. وهكذا فان واقيات الركبة لعلاج الرضفة واربطة عظام الركبة ليس بها اي خياطات على مستوى ثني الركبة مما يزيد من راحة المريض. وبالنسبة لاحزمة الفقرات القطنية يوجد بها رباط على شكل V او زاويتين لتركيز قوة الاستناد. وهناك ابتكار في اسلوب الحبك يسمح بتوحيد طول الشرابات والكولونات الطبية وهي تناسب كل اشكال الجسم. وبفضل هذه التقنية فان نسيج هذه الشرابات والكولونات والشرابات القصيرة يمتد طولياً وعرضياً مما يسمح بتقليل انتاج مقاسات متعددة. ايقاف النزيف يمكن اللجوء الى الضغط على مكان نزيف الدم لايقافه وذلك في الحالات العاجلة. لقد تخصصت احدى الشركات في صناعة وتسويق الاربطة الضاغطة ووسائد وقف النزيف في الاسعافات الاولية. لقد تم تصميم وسادة وقف النزيف لتحل محل الضغط اليدوي التي يلجأ اليها شخص ما لانقاذ المريض النازف. ويقول مدير تسويق الشركة ان هذه الوسادة الضاغطة تقوم بالضغط على الجرح لايقاف النزيف وبذلك يستطيع المنقذ ان يتفرغ لاعمال اخرى كاستدعاء الطبيب او الاسعاف. وهذه الوسادة الجيدة التصميم ليست غالية الثمن وتتكون من ضمادة مطاطية لها حافة ملتوية يوجد بداخلها قطعة مربعة من الفوم ووسادة صغيرة مضغوطة لاصقة يمتصان الدم. توضع الحافة التي بداخلها الفوم والوسادة الصغيرة على الجرح ثم تلف الضمادة على العضو مع الضغط قليلاً على الجرح. وتثبت الضمادة المطاطية بنفس اسلوب ضمادات فيلكروز. أنسجة مانعة للرطوبة تحظى اقسام العمليات الجراحية في المستشفيات بعناية كل المهتمين بهذا المجال. ان تعقيم الانسجة المستخدمة داخل هذه الاقسام يجب ان يكون غاية في الدقة. وفي الواقع ان المواد التي تحوي على ألياف مثل الفوط المعقمة وملابس الجراحين يمكن ان تكون بيئة صالحة للجراثيم تساعد على انتقالها الى المرضى. لذا قامت شركة يوروبروتيكت بتطوير طرق الصناعة لتلبي توقعات الاطباء الجراحين للحصول على رداء راشح دون اعادة امتصاص الجزيئات. ويقول مدير التصوير في الشركة جون اوليفيه دي جردان ان الشركة تستخدم قماشاً من البولييستر غير نافذ، مصنوع من خيوط رقيقة جداً متصلة ومن خيوط الكربون على شكل شبكة ذات خطوط افقية وعمودية متساوية الابعاد مقاسها 5 مم x 5 مم، في انتاج ملابس الاطباء الطبية والفوط المعقمة. ان هذا القماش يتمتع بخصائص مقاومة المياه (يقاوم ضغط المياه حتى 700مم)، ومقاومة الجراثيم (يسمح بمرور الجراثيم الموجودة في السوائل بنسبة تقل عن 013% ولا يسمح بمرورها اذا كانت موجودة في الهواء)، ومقاومة الكهرباء السكونية (شبكة خيوط الكربون تزيل الكهرباء السكونية). كما ان العناية بهذا القماش سهلة للغاية فهو يغسل في مياه ساخنة حرارتها 60 درجة ويشطف جيداً ويعقم في جهاز التعقيم بواسطة البخار المحمي والضغط. ويتحمل الغسيل 60 مرة. وبما ان الملابس التي يرتديها الجراحون لا يجب ان تعوق حركتهم، تقوم الشركة باستخدام تقنية انتيرا في معالجة اقمشة البولييستر المستخدمة في المجال الطبي. وتعتمد هذه التقنية الكيميائية على ادخال جزيئات تمتص المياه في الاقمشة الصناعية مما يحمي باستمرار الملابس لانها تتخلص سريعاً من الرطوبة الناجمة عن العرق كما انها تضفي على القماش ملمساً ناعماً.

Email