رسالة للآباء والامهات، أسرار البنات... صرخة قبل الأوان
التعامل مع فئة المراهقين في غاية الخطورة سواء من البنين أو البنات ولابد ان يكون هناك حذر في التعامل معهم، حتى لا تكون هناك ثغرات يستغلها المراهقون في سلوكياتهم الحياتية، ونحرص على الا يكون هناك أخطاء في التعامل معهم حتى لا يخطأ هم الاخرون، فأخطاء البنات تقع عند غياب رقابة الاهل وهذه الاخطاء تنمو عن علاقات مشبوهة بين المراهقين من الجنسين وتنتج عن هذه العلاقة ولادة طفل من سفاح.. فماذا تفعل الاسرة تجاه هذه الفتاة، هذا ما تدور حوله احداث الفيلم العربي الجديد «اسرار البنات» الذي احدث زوبعة كبيرة في القاهرة منذ اول يوم عرضه في دور السينما المصرية، كما يعرض حاليا في مجمعات الماسة بالدولة للاسبوع الثاني على التوالي بنجاح ساحق للذين تجاوز الـ 15 من عمرهم. فيلم «اسرار البنات» قصة الكاتبة عزة شلبي واخراج مجدي أحمد علي، وبطولة دلال عبدالعزيز، سوسن بدر، عزت ابو عوف وشوقي شامخ ولاول مرة على الشاشة الكبيرة الوجهان الجديدان مايا شيحة وشريف رمزي نجل المنتج المعروف محمد حسن رمزي، بالاضافة الى النجمة الصاعدة نور قدري. يستعرض فيلم «اسرار البنات» على مدى 95 دقيقة محنة فتاة مصرية تدعى ياسمين «مايا شيحة» والتي لم تتجاوز السادسة عشرة من العمر تتورط في علاقة غير مشروعة مع جارها شادي «شريف رمزي» وذلك في غياب رقابة الاهل، وتكون نتيجة هذه العلاقة ان تكتشف هذه المراهقة الصغيرة انها ستكون اما بعد عدة شهور، وحاولت هذه المراهقة مرارا ان تتخلص من هذه الكارثة، ولكنها لم تفلح في ذلك مما ادى الى ولادة طفلة ناقصة النمو. يعكس الفيلم هذه المشكلة على اسرة الفتاة والمحاولات الكثيرة التي تبذلها لتطويق هذه الفضيحة، حتي ولو عن طريق زواج شكلي لاضفاء المشروعية على هذه العلاقة التي وقعت كالصاعقة على رؤوس المحيطين الفتاة من بينهم الاب والام والخالة وزوجها مما ادت هذه الكارثة الى رقود الام الصغيرة طريحة الفراش لما مرت به من ازمات في حياتها، الى ان تموت الرضيعة ابنة السبعة اشهر، فينتفي الغرض من الزواج، وتبدأ الام الصغيرة العودة الى حياتها مرة اخرى مصحوبة بذكريات مريرة ومؤلمة، ولكنها فقدت ما كان لها من براءة. فيلم «اسرار البنات» هو الاول للكاتبة عزة شلبي حيث قدمت خلال الفيلم نوعين من الاسر، الاولى تتكون من ياسمين «مايا شيحة»، ووالدها «عزت ابو عوف» ووالدتها «دلال عبدالعزيز»، بينما الاسرة الثانية فهي اسرة خالة ياسمين والتي تتكون من خالتها «سوسن بدر» وزوج خالتها «شوقي شامخ» وابنتهما «نور قدري وقد ظهرت هاتان الاسرتان كل واحدة نقيض الاخرى، فالاسرة الاولى متمسكة بالدين من خلال الام المحجبة، بينما ظهرت الاسرة الثانية اكثر تحررا في التعامل مع ابنتها. كما استطاع مخرج الفيلم مجدي احمد على ان يجسد محنة بطلته «ياسمين» مايا شيحة في اول ظهور لها على الشاشة وان يظهر الثمن الباهظ التي تدفعه اي فتاة تستسلم لاهوائها وتسير في طريق الشيطان، وهذا الثمن تدفعه من كرامتها وشرفها وسمعتها، حيث عبرت عنه مايا شيحة بكل دقة من خلال العديد من المشاهد المأساوية والقسوة التي اظهرتها على وجهها وخاصة في مشهد الولادة، ومشهد الصلاة ودموع الندم التي تزرفها عيناها وسقوطها على الارض غارقة في البكاء، ومن خلال هذه المشاهد طرقت مايا شيحة ابواب النجومية مبكرا وبقوة. لعبت الموسيقى التصويرية في الفيلم دورا هاما في التعبير عن احداثه سواء كانت الاحداث الحزينة او الاحداث المفرحة، كما استطاع المخرج مجدي احمد علي ان يزج بثلاث اغنيات للمطرب الراحل «محمد فوزي» كخلفية للاحداث منذ بداية الفيلم. فيلم «اسرار البنات» هو صرخة منطقية لكيفية حماية ابنائنا في هذه المرحلة العمرية الخطرة من السقوط، وكيفية التصدي بثبات لهذا التيار العاتي من الانحلال والاباحية الذي يسود العالم باكمله دون التحصن بالدين الاسلامي لما يشمله من قيم واخلاق وكبح جماح النفس وترويض غرائزها. فهمي عبدالعزيز
