جريمة تهز ايطاليا وتحير الرأي العام, القاتل من أهل الدار والحملة تطال الأجانب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ارغم التحقيق مع مراهقة ايطالية يشتبه في انها قتلت والدتها وشقيقها الاصغر بعض الصحف الايطالية وقسما من الطبقة السياسية أمس الأول على مراجعة موقفها بعد ان وجهت على مدى يومين اصابع الاتهام في الجريمة الى (اجانب). وتصدرت جريمة قتل سوزي كاسيني وابنها جيانلوكا التي ارتكبت الاربعاء الماضي في نوفي ليجوري (شمال غرب), ونسبت في البدء الى (لصوص اجانب) و(عصابة من السلافيين), الصفحات الاولى لمدة يومين ودفعت قسما من اليمين الى تجديد خطابه المعادي للمهاجرين. وادى الحدث الى شن حزبي التحالف القومي (فاشية جديدة) وحركة رابطة الشمال المعادية للاجانب, الحليفين الرئيسيين لزعيم المعارضة اليمينية سيلفيو برلوسكوني, حملة جديدة ضد المهاجرين غير الشرعيين وعدم الاستقرار. الا ان سير الامور انعكس فجأة مساء الجمعة عندما اخضعت ايريكا ( 16 عاما) الابنة البكر للاستجواب بتهمة القتل المتعمد مع صديقها مورو (17 عاما), واكتشفت الصحف ان (المجرمين من اهل البيت). وكانت ايريكا خرجت حافية القدمين عند الساعة 21,00 من مساء الاربعاء من منزلها وهي تصرخ مستغيثة. وفي الداخل, عثر رجال الشرطة على والدتها سوزي (45 عاما) مضرجة بالدماء على درجات السلم وابنها جيانلوكا ( 12 عاما) في مغطس الحمام وقد اردي بأكثر من خمسين طعنة. وتوجه التحقيق في البدء نحو فرضية سرقة لم تسر كما كان مخططا لها. وروت ايريكا, الشاهد الوحيد اذ كان والدها غائبا, انها سمعت شقيقها يصيح طلبا للنجدة ووالدتها تطلب منها الهرب. واضافت انها وجدت نفسها امام رجلين غريبين وتمكنت من الفرار جريا من المنزل. كما تعرفت في وقت لاحق على صورة لاحد المعتدين المفترضين وهو الباني يعيش في المنطقة. الا ان الشكوك سرعان ما حامت حول ايريكا ومورو بسبب تناقضات عدة في روايتها بالاضافة الى تقديم الالباني لدليل قوي حول مكان وجوده وقيام الشرطة بتسجيل مخابرة هاتفية بين ايريكا وصديقها. واعلن وزير العدل بييرو فاسينو أمس (اعتقد انه يتعين على البعض تقديم اعتذارات الى المهاجرين). وكان رئيس الحكومة دجوليانو اماتو, الذي كان للمأساة وقع (الصدمة) عليه, حذر امس من (تذكية الاحقاد والمشاعر العدائية). من جهته, اقر بيارفرديناندو كاسيني العضو في تحالف بيت الحريات اليميني (لقد كان علينا ان نكون اكثر حذرا), معربا عن اسفه لمواقف بعض (اصدقائه). وقامت رابطة الشمال التي دعت الى تجمع ضد الهجرة وعدم الاستقرار في نوفي ليجوري الى الغاء التظاهرة في نهاية الامر. كما كتبت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) (لقد وجهنا كل املنا نحو ان يكون مرتكبو المجزرة من الاجانب الا اننا اكتشفنا ان الوحش موجود بين اهلنا في منازلنا ومجتمعنا), في حين تساءلت صحيفة (لا ستامبا) حول (زلات) وسائل الاعلام. الا ان الصحف اثارت بشكل خاص تساؤلات حول الضيق الذي يعاني منه الشباب في ايطاليا مشيرة الى العديد من الحوادث الدامية التي وقعت خلال الاشهر الماضية وتورط فيها (مراهقون مستقرون ولا يعانون من اي مشاكل ظاهريا). وتساءلت (لا ريبوبليكا) (هل من الممكن ان تكون هذه الشابة الهادئة ذات الوجه الناعم ارتكبت جريمة كهذه؟), مذكرة بان عائلة كاسيني كانت تشكل (رمزا للعائلة المثالية التي لا تعاني من المشاكل). أ.ف.ب

Email