عيد الحب من مظاهر العولمة والتغريب

ت + ت - الحجم الطبيعي

عيد الحب.. لم يكن أحد يهتم به في اغلب بلاد العرب الا كخبر يتحدث عما يحدث في الغرب من مظاهر الاحتفال وخاصة في الولايات المتحدة. لكن الصورة تغيرت تماما هذا العام وشهدت مصر وكثير من البلدان العربية احتفالات واسعة النطاق دخلت بهذا العيد الى كل بيت تقريبا سواء بالاحتفال به بالفعل أو عبر شاشات التلفزيون. وتعددت مظاهر الاحتفال بعيد الحب الذي يحل يوم 14 فبراير من كل عام من تقديم وردة وشراء الهدايا الى الدعوة على العشاء خارج المنزل. يقول بعض سكان القاهرة انهم لم يجدوا مكانا في المحال العامة التي اكتظت بالمحتفلين الاربعاء الماضي. وحتى في الاراضي الفلسطينية التي تغلي بانتفاضة على الاحتلال الاسرائيلي منذ اكثر من اربعة اشهر يقول تجار ان المتسوقين اشتروا كل ما في متاجرهم في اطار الاحتفال بهذا العيد. لماذا هذا التحول المفاجيء وما مغزاه.. علماء الاجتماع يرون في الامر ميلا الى التغريب واستسلاما لظاهرة العولمة. قال احمد المجدوب مستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في القاهرة (وسائل الاتصال بين الحضارات القديمة كانت معدومة تقريبا لكن الان يتم الاتصال في لحظة). ويقول المجدوب ان تقليد العادات الغربية امر غير مستغرب في ظل الهيمنة الحضارية للغرب على العالم. ويضيف (محاكاة الحضارة الغربية التي تمثلها الولايات المتحدة الان امر طبيعي فالمجتمعات الفقيرة الضعيفة تميل الى محاكاة المجتمعات الثرية القوية). ورغم ان علماء الاجتماع يقولون ان الشباب هم الاكثر تاثرا بظاهرة العولمة فان الاحتفال بعيد الحب لا يقتصر عليهم وانما تعداهم الى الكبار الذين نظموا حفلات خاصة في منازلهم لهذا الغرض. ولكن المجدوب يقول ان احتفال شريحة معينة من المجتمع بعيد الحب في يوم معين مجرد دليل على تراجع مشاعر الحب الحقيقي في زمن المادية الحالي. ويضيف (من يقلد هذه التقاليع الغربية هم من يملكون الثروة.. ولكن اثرياء اليوم في مصر ليسوا هم الطبقة الغنية القديمة ولا يتمتعون بنفس ثقافتهم كما ان زمن الرومانسية انقضى والمجتمع يعاني من ظاهرة العنف واصبحت الشعوب تتحين اي فرصة لتحيي هذه الرومانسية فهناك دافع حقيقي للناس للعودة الى الحب ولكن هيهات هيهات... نحن في عصر المادة وليس عصر الحب). رويترز

Email