المشاركون يشيدون بعالمية التنظيم في المعرض ، كتب الجناح الاجنبي تعاني من تجاوزات قانون حماية الملكية الفكرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

جناح الكتاب الاجنبي من الاجنحة الرئيسية التي تلقى اقبالا كثيفا في معرض الشارقة الدولي للكتاب, ولكن هل يحمل هذا الجناح القيمة الفكرية والمعرفية التي يتطلع لها القارىء العربي للتعرف على ثقافة الآخر, (البيان) جابت اروقة جناح الكتاب الاجنبي ورصدت الآراء التالية. اشار (ب.أم. عبدالجبار) من دار الحكمة ــ دبي ــ ان نسبة القارىء العربي الذي يقبل على الجناح الاجنبي تصل الى خمسة بالمئة من مجمل الزوار لهذا الجناح والباقي هم خليط من الجاليات الاخرى وأوضح ان العناوين التي تستقطب زوار جناحه هي التعليمية والمختصة بعلوم الكمبيوتر وكذلك المراجع وأضاف ان هذه السنة العاشرة التي تشارك داره في معرض الشارقة الدولي للكتاب, والاقبال في دورة هذا العام جيد كمثيله في الاعوام السابقة. وتحدث (نديم انصاري) من دار التحفيز للنشر ــ الامارات ــ بداية عن هوية زوار جناحه اذ ان معظمهم من العرب اضافة الى نسبة لا بأس بها من الجاليات الآسيوية والغربية, وتتمحور معظم اهتماماتهم على كتب الاطفال, ويفضل معظم الزبائن العرب الحصول على النسخ الانجليزية من هذه الكتب لاطفالهم رغم توفر ترجمات بالعربية في جناحه من هذه الكتب, وتشهد اصدارات الدار من الكتب المتخصصة بتاريخ دولة الامارات اقبالا شديدا من القارىء العربي, وذلك لشغفهم بتاريخهم الخاص, وخصوصية المادة المقدمة في هذه الاصدارات التي يتعذر الحصول عليها من مصادر اخرى, والطريف في الامر, ان العديد من رواد جناحه يقبلون على اقتناء هذه الكتب التاريخية التي تحتوي على صور تراثية تعود لاكثر من خمسين عاما, عندما يجدون صورا لاقربائهم وأجدادهم فيها. وحول الطبيعة التجارية للكتب المعروضة في الجناح الاجنبي, يقول نديم: من يدعي ان سوق الكتاب قائم على الخدمة الانسانية البحتة فهو (كاذب), سوق الكتاب قائم على اسس تجارية, والناشر يتوخى دائما تحقيق الربحية لكن هذه الصيغة لا تنفي خلو الكتب من القيمة الفكرية المطلوبة من قبل القارىء وإلا ما كان اقباله على شراء هذه المؤلفات. وعن اثر حركة الترجمة من الانجليزية الى العربية على رواج النسخة الاصلية من الكتاب, قال: ان هذه التجربة قد باءت بالفشل, حيث عكفت الدار على ترجمة العديد من العناوين الى العربية, لكنها لم تجد اقبالا من قبل القارىء العربي, واستشهد بذلك بكتاب تراثي عن الصيد بالصقور, الذي لم تحظ ترجمته العربية بالاقبال. والملاحظ ان القارىء العربي يفضل اقتناء النسخة الانجليزية اذا كان متمكنا منها. ومن واقع مشاركة داره للسنة الحادية عشرة على التوالي في معرض الشارقة الدولي للكتاب, اكد (انصاري) ان المعرض يزدهر عاما بعد عام وهناك استقطاب لدور نشر عالمية مهمة, وتوافد كبير من قبل زوار من خارج الدولة جاءوا تحديدا لزيارة المعرض. وتحدث (فيكتور باكورسا) من شبكة الاعلام والتسويق العالمية ان رواد الجناح الاجنبي من مختلف الجاليات, لكن القارىء العربي يمثل النسبة الاعلى من هؤلاء الزوار, وأشار ان الاقبال الشديد يتركز على كتب الطهي, وتحديدا من قبل السيدات, وهذه المرة الاولى التي تشارك مؤسسته المعنية بالنشر والاعلام في معرض الشارقة الدولي للكتاب, كونها قد دخلت سوق الدولة منذ اربعة شهور فقط, ومن خلال تواجد مؤسسته في عواصم عالمية مركزية في عالم النشر والكتاب كواشنطن ولندن وجينيفا والقاهرة وبيروت وليماسول (قبرص), فإن مقارنة تنظيم وأداء معرض الشارقة الدولي للكتاب بهذه المراكز الحضارية فاق التوقيع, ولمست ادارة مؤسسته الشوط الكبير الذي قطعته ادارة المعرض في تفعيل سوق الكتاب بالمنطقة عموما. وتحدث محمود الخالدي من (مكتبة عصام) ــ أبوظبي ــ بأن اقبال الجمهور يتمحور حول كتب الاطفال بالانجليزية ومن ثم الادب الكلاسيكي والمراجع والقواميس اللغوية. وبأن رواد الجناح الاجنبي معنيون بالنوعية الانتاجية للكتاب, من ورق مصقول وأغلفة الكتب الى جانب القيمة الفكرية والادبية للكتاب, واشار (الخالدي) الى ازمة حقوق الطبع التي يعاني منها قطاع الكتب الاجنبية, حيث ان هنالك العديد من دور النشر العالمية التي تقدم امتيازات لدول فقيرة لطباعة كتب اكاديمية ومرجعية, لتقديمها بأسعار زهيدة, كونها تستخدم خامات ورقية رخيصة, وهناك العديد من هذه النسخ تسرب الى داخل الدولة, وتحدث تفاوتا كبيرا بين اسعار النسخ المستوردة من المصادر الاصيلة, وطالب (الخالدي) السلطات المعنية بأخذ الاجراءات اللازمة, كون ان دولة الامارات تتمتع بحصانة حقوق النشر, وحول اثر حركة الترجمة الى العربية. في تراجع مبيعات الكتب الاجنبية, اكد (الخالدي) ان القارىء العربي المؤلف بلغته الأم, وأضاف ان المترجم الذي يقدم هذه الاعمال, مهما وصل الى درجة عالية من الدقة والحرفية, فإنه لن يستطيع نقل الفكرة بصورة جلية كالمؤلف الاصلي. وفي اشارة الى طبيعة زوار الجناح الاجنبي قال (فيروس خان) من (مركز الكتاب) ــ الشارقة ــ ان معظمهم من العرب والجاليات الآسيوية وتتركز اهتماماتهم على كتب التعلم الذاتي, اضافة الى المؤلفات الاسلامية الانجليزية والمترجمة الى الانجليزية, مؤكدا (ان الكتب الانجليزية التي نقلت الى العربية, قد شهدت نسخها الاصلية تراجعا في المبيعات وعن الحركة التي يشهدها معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام اوضح ان مركزهم قد حقق مبيعات جيدة خلال الايام الاولى من المعرض, ويعود ذلك الى التنظيم والترويج الاعلامي المصاحب لفعاليات المعرض الذي يؤثر ايجابا على تقدم مستوى المعرض عاما بعد عام. وأوضح (داود سالاباي) من مكتبة المتنبي ــ دبي ــ ان الاقبال الاكبر على الجناح الاجنبي هو من القطاع الطلابي الذين ينتهزون فرصة تنظيم المعرض للتزود بالمراجع الاكاديمية, واضافة الى القطاع الطلابي, فإن رواد الجناح من مختلف الجاليات الاجنبية الذين يجدون ضالتهم المعرفية في المعرض وتحديدا فيما يتعلق بالكتب الطبية وكتب تكنولوجيا المعلومات وعلوم الكمبيوتر, وحول القيمة المعرفية للكتب المعروضة في الجناح الاجنبي وتقييم البعض بأن معظم المعروضات هي كتب تجارية, قال: سالاباي) بأن معظم الكتب مستوردة من الولايات المتحدة وبريطانيا وتمتاز بنوعيات جيدة جدا من الورق, وهي معروضة بأسعار معقولة نسبة لأسعارها في دول المنشأ, لكن هذه السمة لا تنفي ان جودة المصنعية توازي جودة المادة المقدمة في الكتاب, فالرواد يبحثون على الكتاب الجيد قبل الورق الجيد مضيفا ان حركة الترجمة خلال تجربتهم في معرض الكتاب وسوق الكتاب بالمنطقة لم تؤثر على مبيعات الكتب الاجنبية اطلاقا واستشهد بكتب علوم الكمبيوتر التي يفضل دائما القارىء العربي الحصول عليها باللغة الانجليزية. وقال (في. في جيان) من (مشاريع المجرودي) المتخصصة بتوزيع الكتب الاجنبية في الدولة ان نسبة الزوار العرب تصل الى ثلاثين بالمئة من مجمل زوار الجناح, مشيرا ان اقبال الجمهور على الكتب الادبية الكلاسيكية كبير نظرا لاسعارها الزهيدة مقارنة بالكتب الاخرى اضافة الى كتب الاطفال. وعن الصبغة التجارية التي تتصف بها الكتب المعروضة في الجناح الاجنبي, اوضح (جايان) ان نوعية الكتاب المطبوع في مصر ومنطقة الشرق الاوسط عموما الذي اعتاد عليها القارىء, لا تقارن بالجودة المصنعية للكتب التي تستورد من الغرب, وهذا هو الفارق الذي يلمسه رواد المعرض بين الجناح الاجنبي والاجنحة الاخرى, لكن تبقى القيمة الحقيقية للكتاب مرهونة بتقييم القارىء وبعد قراءة محتواه. وحول تفضيل القارىء العربي للنسخة الانجليزية حتى إن توفرت الترجمة العربية اكد (مان موهان) من شركة (نيوبوك انترناشيونال) انه من خلال تجربتهم في معرض الشارقة الدولي للكتاب, فإن القارىء العربي يفضل عادة النسخة المكتوبة باللغة الأم, واشار الى ان معظم الكتب المعروضة في الجناح الاجنبي تقع تحت تصنيف الكتب التجارية كون ان العارضين في هذا الجناح هي شركات توزيع تجارية وليست دور نشر ذات اتجاه ملتزم بأسس نشر معينة مؤكدا ان المعروضات تمتاز بأنها كتب تعليمية يقبل عليها طلاب المدارس, وعقب بأن سوق الكتاب الاجنبي تشهد تنافسا شديدا, وتحديدا لكون بعض المنافسين لا يلتزمون بحقوق النشر وهذا ما نلاحظه في جناح احد العارضين الذي يقدم احد المؤلفات التي تمتلك شركته حق توزيعها في المنطقة وهو عازم على تقديم شكوى خطية لادارة المعرض, التي تتجاوب بدورها بشكل حازم وسريع نحو هذه التجاوزات, وحول تنظيم معرض الشارقة الدولي للكتاب قال (مومان) انه سبق وأن شارك في عدة معارض عالمية واقليمية من ضمنها معرض فرانكفورت الدولي للكتاب, ورغم ان معرض فرانكفورت يفوق بمستواه التنظيمي معرض الشارقة الا ان هذه الفوارق اخذة بالتقلص والمعرض في طريقه لكي يتبوأ مكانة عالمية مرموقة نتيجة للجهود التراكمية الحثيثة التي تبذلها ادارة المعرض. ومن المشاركات البكر في الجناح الاجنبي (دار النخلة للصحافة) ومقرها مصر, وهي من دور النشر العربية المعنية بتقديم مطبوعات ومؤلفات باللغة الانجليزية وتحدث (محمد جبرالله) مالك الدار حول اهتمامات رواد المعرض المنصبة على الكتب الدينية وان هنالك نسبة كبيرة من الناشرين المتخصصين بالكتب الدينية, واشار الى ان الكتب الادبية غير متوفرة بالزخم المطلوب, ومشيرا الى معروضات جناحه من الاعمال التشكيلية لمس (جبر الله) ان الجمهور لا يلتفت الى هذه النوعية من المعروضات, وعن تجربته كناشر مقيم في القاهرة ومتخصص بالمطبوعات الانجليزية, افاد (جبر الله) ان داره تقدم مطبوعات تعنى بالسياحة والآثار وهي مطبوعات خدمية للسياح, وهناك خط اكاديمي تتبناه الدار, وتتركز موضوعاته بالحقل العلمي, كعلم النبات والجيولوجيا اضافة الى الخط الادبي حيث قدمت الدار ترجمات لادباء مصريين من ابرزهم (طه حسين) وعن دور الناشر العربي المختص في المطبوعات الانجليزية والاجنبية في تقديم الفكر العربي للقارىء العربي نوه (جبر الله) بأن عدد الناشرين باللغة الانجليزية في القاهرة محدود جدا, وهم لا يلقون الدعم المطلوب لتفعيل دورهم الثقافي والحضاري, وبالتالي فإن الناشر يتوجه الى القطاع السياحي الذي يلقي اقبالا في مصر, اما تطلعات الناشرين بتقديم موضوعات اخرى بلغات اجنبية فهي محفوفة دائما بالخسارة المادية التي تحد من دور الناشر وفي اشارة الى الحملة الاعلامية التي تصاحب معرض القاهرة الدولي للكتاب تطرق (جبر الله) الى ضعف الحملة الاعلامية المصاحبة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب. وتحدث (سومارجن) من شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ــ ابوظبي ــ عن مشكلة حقوق النشر التي يعاني منها العارضون في الجناح الاجنبي, حيث ان هناك بعض العارضين يحصلون على نسخ غير اصلية لبعض المؤلفات من الهند تحديدا, وتسود سوق الكتاب الاجنبي مناقسة حادة تعود بالفائدة على القارىء الذي يحصل على اسعار مناسبة, واشار ان القارىء العربي يفضل عموما الحصول على النسخ المترجمة الى العربية كونها لغتهم الام لكن البعض يصر في الحصول على النسخة الاصلية, واضاف (رجن) ان الاقبال على المعرض من خلال الايام الاولى ليس كمثيله في العام الماضي ويترقب ان يشهد ازديادا في الايام المقبلة.

Email