الشعر يختطف ألق مهرجان جرش 2000، المتنبي وعبدالرحمن الداخل على أثواب الجميلات

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أجواء حارة تجاوزت فيها الحرارة معدلها السنوي في مثل هذا الوقت بسبع درجات جاء مهرجان جرش 2000 مستقطبا جمهوره العريض الذي بدا مهتما بالفعاليات أكثر من التفاته إلى أمر الحرارة. وعاد الشعر إلى مجده وألقه بل وتمكن من خطف الأضواء من نجوم الغناء الذين غالبا ما يتفوقون في اجتذاب الجمهور. إلا ان الشعر وجد دربه عبر أكثر من وسيلة. الشعراء العرب والأردنيون المشاركون تمكنوا من اثارة اهتمام الجمهور ونوعوا في أشكال القصيد وان مال معظمه إلى شعر التفعيلة وشعر النثر مما يؤشر على ان هذا النوع من الشعر بدأ يجد له رسوخا لدى المستمع العربي. وتألق مجموعة من الشعراء على منبر منتدى شومان في عمان بينما كانت الفعاليات الفنية تجري في أرجاء مدينة جرش الأثرية في أكثر من مسرح وساحة في عمان وقف فرسان القصيدة: حيدر محمود وحبيب الزيودي وأحمد دحبور والمتوكل طه وأحمد الشهاوي وعبدالله رضوان وسعدالدين شاهين وكاظم جهاد وخيري منصور يزينون مساء عمان بالشعر, في حين ان الحضور الجميل كان من نصيب الشاعرات العربيات اللواتي تميزن وتمكن من المنافسة بجدارة في ساحة الشعر العربي. تألقت في أمسيات عمان: ميسون القاسمي وجميلة الماجري وروضة الحاج وزليخة أبو ريشة بحيث كان انتشار الشعر يمثل الخارطة العربية على أوسع انتشار من الامارات والأردن مرورا بالسودان وذهابا إلى تونس. وعبر الأغنية تسلل الشعر الراقي لتشهد مساءات جرش أكثر الليالي نجاحا مع فرقة الفحيص التي عادت إلى الظهور بعد اختفاء دام سنوات خمس, ولكنها تعود حاملة القصيدة العربية الأصيلة إلى جانب الأغنية الشعبية الأردنية. ولا يكتفي الشعر بالأغنية وسيلة للوصول إلى الناس ولكنه يتسلل إلى عالم الأزياء على يد مصممة الأزياء هناء صادق التي قدمت ليلة فريدة بعنوان (الليل العباسي) ارتدت فيه العارضات الجميلات أزياء معاصرة مطعمة بالخطوط التراثية الأصيلة ومطرزة بالخط العربي بصورة تشكيلية جديدة. تحركت العارضات في أجواء حالمة بين المشربيات والشناشيل وعلى أنغام الجوزة والدنبق والسنطور ورجع القصائد العربية التي طرزت على أثوابهن, وحملت قصائد للمتنبي وعبدالرحمن الداخل وعلي بن الجهم وعليا اخت الرشيد وولادة بنت المستكفي. وعندما يترجل الشعراء العرب عن منابر جرش 2000 ستكون الساحة مفتوحة لفدوى طوقان وحدها كي تتقدم كتجربة وتاريخ وحضور لا يستهان به وذلك عبر الندوة النقدية التي ستلي الأمسيات الشعرية. الأردن ـ سميحة خريس

Email