من الواقع ، افريقيا وحظها الأسود

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما سئل رئيس اتحاد كرة القدم في زيمبابوي ورئيس فريق دينامو هراري السيد جولدفري جاباجابا عن الاسباب التي حالت دون حصول جمهورية جنوب افريقيا على شرف استضافة مباريات كأس العالم لكرة القدم في عام 2006 خلال عملية التصويت التي جرت في بداية الشهر الجاري. في مدينة زيورخ السويسرية, اجاب بقوله: انها سياسة قذرة, وانه ينصح جميع الدول الافريقية التي ستشارك في هذه البطولة بمقاطعة كافة المباريات الى ان تغير بعض الدول الاوروبية من نظرتها الى القارة الافريقية على انها قارة متخلفة وعديمة الامن والتنظيم. لكن الاقدار شاءت بعد يومين فقط من تصريحات جاباجابا ان يلقى اثنا عشر شخصا مصرعهم (من بينهم ثلاثة اطفال) في ستاد او ملعب هراري الدولي. الامر الذي حدا بنائب رئىس اتحاد كرة القدم في زيمبابوي الى القول: اننا سندفع ثمنا باهظا مقابل خسارة الفريق الوطني الزيمبابوي امام فريق جنوب افريقيا, حيث ادت هذه الخسارة الى مصرع اولئك الاشخاص. اذ انه وبعد ان سجل فريق جنوب افريقيا الهدف الثاني في مرمى فريق زيمبابوي, بدأ المتفرجون بالقاء الزجاجات الفارغة على حارس مرمى جنوب افريقيا وباقي اللاعبين من فريقه, مما ادى الى قيام قوات الشرطة بشكل يزيد عن الحد باطلاق القنابل الغازية والمسيلة للدموع على الجمهور الذي بدوره حاول الهرب والخروج من الملعب بسرعة غير منظمة, حيث تسببت هذه الفوضى بسقوط بعض الاشخاص على الارض ومرور مئات الاشخاص فوق اجسادهم. وتشير في هذا السياق الاحصاءات الرسمية الدولية الى ان حوالي (1545) شخصا لقوا مصرعهم في مباريات كرة القدم منذ الحرب العالمية الثانية ومنهم (885) شخصا في العشرين عاما الماضية. ولا تعتبر دول العالم الثالث هي الوحيدة مسرحا لوقوع هذا العدد الكبير من القتلى, بل هناك ايضا توجد دول اوروبية شهدت مثل هذه الحالات. ففي روسيا مثلا لقي (340) شخصا مصرعهم في ملاعب كرة القدم في عام 1982 وفي ليفربول (95) شخصا في عام 1989, وفي بروكسيل (39) شخصا في عام 1985, ولهذا فإن ما حدث في زيمبابوي ليس حدثا مقتصرا على الدول الافريقية, بل انه ظاهرة منتشرة في كل مكان. لكن المشكلة تكمن في الحظ الاسود للقارة الافريقية التي ما فتئت تقدم احتجاجها على قرار الفيفا وانحياز ممثل نيوزيلندا لصالح المانيا التي ستستضيف مباريات كأس العالم لعام 2006, حتى وقعت كارثة ملعب هراري. محمد خليفة

Email