علاقته بالرقابة عجيبة ، الكاتب الدرامي أحمد هاتف: مسلسلاتي مقامات عراقية جديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعله اول كاتب عراقي نقل لغة الشارع العراقي الى الشاشة الصغيرة.. وهو الكاتب الذي حاكى واقعة الحب بشفافية واستثنائية تذكرنا بقصص حب اريك سيجال وماركيز. (احمد هاتف) الذي تملص من الصحافة بغتة ليحط في ديار (السيناريو) ولم يكتف بهذا بل ضم اليها تعلقه بكتابة الدراما ورغبته الساخنة في الاخراج.. قلنا له: * احمد هاتف, خرجت من مدينة الحلة الفيحاء طالبا فتيا لتغرق في فعالياتها الثقافية حد الاشباع, هل جعلت منك الصدفة كاتبا معروفا بعد ان انتشلتك من دور المتفرج والسامع والرائي؟ ـ انا اثق بنفسي وادرس خطواتي ولا اترك شيئا للمصادفة او الاحتمالات بل اطوعها للتخطيط. الكتابة كائن خبيث * كتابة السيناريو, الصحافة, الاذاعة, الاخراج, هل تخرج من هذا التعدد بشخصية جديدة اكثر شهرة, ام انك تتلذذ بالسباحة بين هذه الميادين.. الم يسبب لك ذلك تشتتا؟ ـ اقر انني لم استطع يوما مقاومة فعل الكتابة, لقد جئت الكتابة من باب الشعر, وما ان وصلت الى العتبة حتى سلمت اوراقي الشعرية الى القصة, فانقلبت من الشعر الى القصة وفجأة وجدت نفسي في الصحافة فتركت القصة والاذاعة وعملت فيها مؤلفا ومخرجا ومذيعا.. وكل شيء كنت احيانا ادخل الاستوديو واغلق علي الباب لاخرج وبيدي عددا من البرامج المكتملة والجاهزة للبث.. لكن كل هذا لم يصمد امام ذلك الحلم العجيب الذي يسمونه السيناريو وفعلا استطعت ذات يوم من عام 1987 ان اشعل فتيل هذا الحلم لينفجر بين رغباتي وليطوي جميع صفحاتي السابقة.. منه عبرت الى الاخراج.. ولست واثقا حتى هذه اللحظة من انني سأكون مؤلفا ومخرجا فقط انا اطمح لتعلم مهنة التصوير بعد ان تعلمت مهنة المونتاج وتصميم الانارة. اما اذا كان كل هذا يشكل تشتتا, لا ادري, عموما ما اجمله من تشتت. اخر من يرحل * اذا اقتضى الامر اختيار مجال واحد فقط والتفرغ له.. فماذا تختار؟ ـ اختار امرا واحدا هو ان لا اختار. * ساحة الابداع العراقية تكاد تخلو من الفرسان, بعضهم باع نفسه للسهولة والكسب السريع والبعض الاخر انزوى يائسا في مكامن مجهولة والبعض الاخر رحل فغادر العراق بظروفه الحالية.. ما الذي يبقيك حتى الان صامدا؟ ـ ربما سيهاجر كل شيء في العراق اذا استمر هكذا. غير ان اخر من سيرحل سيكون الفرات ودجلة وانا.. احلم ان اكون النهر الثالث. * المشاهد العراقي متعب بما فيه الكفاية, لماذا تصر على وخز جراحه بمسلسلات هي اشبه بالتفريغ العاطفي؟ ـ لا ادري اي بائس وضع في قلبي كل هذا الاسى.. مسلسلاتي مقامات عراقية جديدة.. احبها العراق كله وتابعوها حتى النهاية. * اعمالك مغرقة في المحلية, فكيف حققت هذا النجاح الذي نسمع به عربيا؟ وما شروط العمل الفني الذي يمكن كل العرب من مشاهدته؟ ـ المحلية لم تكن ابدا تهمة.. لقد كان ماركيز كولومبيا وايتماتوف قرجيزيا وامادو برازيليا ونيرودا تشيليا وعبدالباسط عبدالصمد مصريا. فلم لا اكون عراقيا!؟ صدقوني يوم لا اكون عراقيا بكل شيء لا يكون لوجودي معنى.. اما من هو الكاتب العربي وما شرطه.. انه لا يكتب تحت الشرط ولا ينام في دائرة الشرط ولا يسمع جواب الشرط ولا يفعل افعالا مشروطة. هو الكاتب بلا شرط. الأصدقاء الأعداء * اعمالك (الوصية, انفلونزا, الانهيار, غرباء, هستيريا, عشاق, الوحاش) خرجت في الغالب مرهقة من كثرة ما عمل الرقباء على تشذيبها, ما علاقتك الحقيقية بالرقباء؟ ـ علاقتي بالرقباء عجيبة فهم اصدقائي واعدائي.. يذبحونني على شاشة التلفزيون ويقبلونني في المقهى.. لقد اشتكاني ذات يوم احدهم اليّ وقال: لقد ابكيتني فلأول مرة احس نفسي مجرما.. لقد كنت ابكي وانا انظر لحذف مشاهد من مسلسل (عشاق). * هل تعتقد ان بامكانكم منافسة الدراما البرجوازية التي انطلقت مؤخرا من مصر وسوريا وانتم تعانون ضائقة انتاجية لا مثيل لها؟ ـ نعم نستطيع وسننافس, وهذه الاستعراضات لن تصمد طويلا فالبقاء دائما للكلمة المجروحة بصدقها.. نحن نعرض القلب ونفتش في خباياه, اما هؤلاء فيبحثون في محلات الانتيكات.. وذات يوم ستعرض معارض الاثاث عما يقدمونه. يعجبني أحمد هاتف * الدراما العربية متلونة من مكان لآخر فما الاسلوب الذي يثير اهتمامك واي الاسماء تحب مشاهدة اعمالها على الشاشة؟ ـ المعلم اسامة انور عكاشة شريطة ان يطوف في (درابين) صباه. والدكتور وليد سيف ومحمد فاضل ونجدت انزور والرائع الجريء مجدي ابو عميرة.. عراقيا هاشم خالد واحمد هاتف. * اعمالك تكاد تكون غير خاضعة لقوانين الدراما التي نعرفها وأحيانا يختلف فيها الشعري بالفنتازي بالواقعي.. لم ذلك؟ واين منطقك؟ ـ لقد تعلمت من اساتذتي في معهد الفنون الجميلة شيئا مهما.. وهو ان احفظ كل قوانين الدراما شريطة الا اطبق ايا منها وقد حفظت الدرس وقلبت الطاولة بيد محترفة فاحدثت اكبر فوضى في تاريخ الدراما العراقية وكانت النتيجة ان هوجمت بكل القنابل الكلاسيكية. * حين عرض مسلسلك الاخير (الوحاش) الذي انتظره الناس كثيرا, فوجئنا بتعرضه الى اعتى حملة تقطيع حتى ان اغلب المشاهدين لم يفهموا منه شيئا. ما كان رأيك به؟ ـ اجزم انه عمل خطير ولا مثيل له. * ما فائدة جهدك اذا ظل مقتصرا على من يفهم ما بين السطور؟ ـ لا يمكنني تزوير الواقع سعيا لارضاء بعض الاخلاقيين الذين يريدون للدراما ان تكون درسا تربويا لقد اخترت هذا الطريق ومن يريد ان يرميني بحجر فسأرميه بكل ما اوتيت من قوة وبكل ما يقع تحت يدي من حجارة. * دخولك عالم الاخراج في مسلسل (الوحاش) هل هو دليل على عدم ثقتك بالمخرجين؟ ـ لم يكن قرار ولوجي عالم الاخراج وليد نقمتي على المخرجين لكنه قرار قديم جدا, داعب مخيلتي منذ زمن ويقع في حيز استكمال ادواتي الفنية لتنفيذ عملي على نحو مبدع.. انا احترم كل من عملت معهم من المخرجين وأشكرهم على ما قدموه لي لكنني وبعد سفر المخرج هشام خالد ادركت حجم الكارثة التي ستحدث بنصوصي, هاشم مجنون مثلي اما البقية فهم عقلاء. * مشاريعك الجديدة؟ ـ انتهيت من كتابة الحلقة الاولى من مسلسل مطلوب مني عربيا وحتى اكمله لا يمكنني افشاء أسراره وسأنتظر ان يحط بينكم بكل غموضه وجنونه قريبا!! بغداد ـ عدوية الهلالي

Email