من الواقع ، الثرثرة في المساجد

ت + ت - الحجم الطبيعي

روى الامام أحمد في حديث كعب بن مالك, قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب أهله إن كان عنده, ولبس من أحسن ثيابه ثم خرج يأتي المسجد فيركع إن بدأ له ولم يؤذ أحداً, ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى) . لا يخلو حيّ من أحياء إمارات الدولة, إلا وفيه مسجد من بيوت الله, وذلك بفضل الاهتمام الكبير والحرص المتواصل وأعمال الخير التي يقوم بها قادة البلاد من بناء المساجد وإعمارها وترميمها وتأثيثها, وعلى المسلم أن يبذل قصارى جهده وما يستطيع من حرص في سبيل العناية بهذه المساجد التي أعدت لعبادة الله, للصلوات وقراءة القرآن والتسبيح والدعاء, ولا يخفى بأن فترة تواجد الانسان في المسجد هي فترة تجرد لله, بحيث تنسلخ فيه النفس من كل شيء ويخلص القلب من كل شاغل, لذا فيجب أن يستغل المسلم فيها كل دقيقة حرصا على كسب الاجر العظيم, وحسن الثواب. ورغم ذلك فإن الأمر لا يخلو من بعض المظاهر السلبية والسلوكيات غير اللائقة والتي لا تتناسب مع اجواء المسجد وحرمته, إذ يحدث أن البعض إذا جلسوا في المسجد يتجاذبون اطراف الحديث, والخطيب يخطب غير عابئين بما يقول, فيما انتحى آخر جانباً وراح في نوم عميق تاركاً أمره لمن يوقظه بعد انتهاء الخطبة, والآخرون لا يكفون عن الثرثرة والتحدث عن الاخرين سواء بمدح أو ذم, وبالطبع هذا لا يتناسب ابدا مع قدسية بيوت العبادة لله سبحانه وتعالى, ولا يعطي الثمار المرجوة من الخطب في المساجد في هداية المسلمين وتنويرهم وارشادهم لما هو خير لهم في دنياهم وآخرتهم. تحتاج المسألة إلى وقفة المسلم مع ذاته وتقييمه لسلوكه داخل وخارج بيوت الله فلكل مكان آدابه وتقاليده, ونسأل الله تعالى أن يجزي رئيس الدولة واخوانه الحكام على ما قدموه ويقدمونه من أعمال جليلة في خدمة الإسلام والمسلمين وبناء ورعاية بيوت الله, ونسأله جل وعلا أن يدهينا ويهدي إخواننا المسلمين لنقدر بيوت الله حق قدرها, وهو الهادي إلى سواء السبيل. محمد خليفة

Email