اول من حرك الكاريكاتير التلفزيوني ، معرض استيعادي لـ (بيار صادق) في نادي الصحافة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يختتم مساء اليوم في نادي دبي للصحافة في توين تاور معرض فنان الكاريكاتير اللبناني المعروف بيار صادق, والذي افتتحه امس الاول مدير سلطة مدينة دبي للانترنت محمد القرقاوي بحضور عدد من المهتمين واعضاء من الجالية اللبنانية في الامارات. والمعرض مجموعة من الرسومات التي اختارها صاحبها كنوع من الاطلالة البانورامية على حياته العملية والتي وصلت حصيلتها الى حوالي 18 الف رسمة. وقد تفاوتت الاعمال الاستعادية في تواريخها لكنها ظلت تدور حول القضايا العربية السياسية بالدرجة الاولى والمحلية واعتمد فيها صادق اسلوبه الذي ميزه عن اترابه في لبنان واعطاه خصوصية ما عادت تحتاج الى ايضاح. انه يوظف المواطن اللبناني في معظم ما يقدمه لدى انتقاده او تعليقه على حدث او حالة في الوطن. وبعد تقديمه من قبل احمد مراد عن نادي دبي جال الحضور على اللقطات الجميلة التي علقت ثم تابعوا لدقائق معدودة فيلما مسجلا لبعض ما درج على عرضه في النشرات الاخبارية للمؤسسة اللبنانية للارسال. وبيار صادق يزور دولة الامارات للمرة الاولى مسجلا بذلك الحضور الثاني الى منطقة الخليج بعد المملكة العربية السعودية في العام 1977.. وصادق خريج الاكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة في بيروت, حائز على وسام الارز من رتبة فارس في عهد الرئيس الراحل سليمان فرنجية (1972), نال ايضا جائزة الشاعر سعيد عقل الشهرية وعدة جوائز تقدير محلية وعالمية آخرها درع ووسام اندية (الليونز) العالمية (2000). اقام عدة معارض في لبنان والخارج ومنها في واشنطن (1984) وآخرها في دبي. ويقول صادق عن بداياته (باشرت رسم الكاريكاتير في اواخر الستينيات في جريدة (النهار) ومازلت مستمرا فيها, ولا اعتبر الفن عملا او مهنة وما يدفعني اليه حبي له. طورت الكاريكاتير عبر ادخال الكلام مع الرسمة وحولت الجملة ذاتها الى كاريكاتير وكنت اول من يأخذ مساحة ثمانية اعمدة في جريدة رسمية,. وحول تجربته مع الـ (ال. بي. سي) اعتبر انها حققت له الريادة على مستوى العالم وليس الوطن العربي فحسب في ابتكار الكاريكاتير السياسي اليومي على شاشة التلفاز. وصادق يشتغل بتكثيف من الساعة الخامسة حتى السابعة والنصف مساء, ويستند الى معرفة واطلاع واسعين حيث يقرأ كثيرا ويتابع الصحف المحلية والعربية والاجنبية. يتذكر في لقائنا السريع معه كيف كافح على مدى 40 عاما متواصلة وخرج بنتيجة مؤداها ان لا أحد يعطيه قدر العطاء الذي يقدمه ويضيف (مررت بكل المراحل بما فيها الترغيب والترهيب, فجاءتني عروض كثيرة منها ان اكون كاريكاتيريست وزارة الدفاع عام 1968! على اثر حلف (شهون جميل ـ اده) ايام فؤاد شهاب وبعد رفض العرض تحولت الى محكمة عسكرية على خلفية احدى الرسومات وتقرر حبسي شهرين مع وقف اعمالي ثم كان عفو خاص من الرئىس شارل حلو. كما كانوا يأخذونني من المنزل الى ثكنة المير شهاب ويجرون معي تحقيقات مطولة وتعرضت لمشاكل كثيرة لكن بقي الكاريكاتير ومر الحكام. اما موضوع شعبية الكاريكاتير فأمر محسوم يجد فيه صادق قبولا من كافة فئات الشعب باستثناء بعض (خيالات) الحكام او زمرهم وهذا موجود في اي بلد. ويوضح (ان الكاريكاتور غدا شيئا يوميا واساسيا في الصحف حتى ان كثيرين يحسون بالنقص في (النهار) يوم الاثنين لغيابي عن الصفحة الاخيرة حتى قال غسان التويني ان الجريدة تقرأ من الخلف) . وعن مدى تأثيره بالرقابة وبأفكار رئىس التحرير على سبيل المثال, اكد صادق انه حر وقد اضطرت النهار الى حجب بعض رسوماته عندما امتنع عن تخفيفها! وان المؤسسة اللبنانية للارسال لا تسأله بعد 14 سنة من العمل عما يفعل, ويصر على انه ليس حزبيا ولا يتعاطف مع اي تيار او يلتزم بأية شخصية فقد انتقد القوات والكتائب داخل مؤسستهم ويقول (انا مواطن لبناني حر, لا انتمي حتى لنقابة, وهي غير موجودة للكاريكاتيريين اصلا, ولم اعمل اي عقد احتكاري مع احد) . اما العلاقة مع السياسيين فيفضل الحفاظ على المسافة فيها وقد شعر بأهمية هذه النقطة عندما اصبح الترويكا (الهراوي وبري والحريري) اصحابه, واعتبر ان ما يحصل هو انتقاد للاداء السياسي يقابله عتاب من المسئولين. وشدد صادق علي انه غير محصور بالهم المحلي ودفع عنه انتقاد اكثاره من الكلام بتمييز نوعين من الكاريكاتير بكلام او بدونه, ثم يستدرك قائلا (ان الحدث يساعدك وليس سهلا عمل كاريكاتير يومي اذ لا يمكن تحقيق النجاح مئة بالمئة لكن من غير المسموح السقوط او التراجع لأن القارئ يحتفظ بذاكرته بآخر كاريكاتير. وكان بيار صادق يحلم ومايزال باصدار مطبوعة على غرار (كانار انشينيه) المكونة من تابلوييد من 16 صفحة فيها الكاريكاتير والمقالات. ويدرك جيدا ان فن الكاريكاتير الصحفي فقير في العالم العربي ذلك ان اصحاب الجرائد ورؤساء التحرير في غالبيتهم يتطلعون اليه كنوع من سد الفراغات ويرفض ان يفكر غيره ويرسم هو, ويعتبر أن مصر المدرسة الاولى في الكاريكاتير عربيا (جورج البهجوري, صاروخان, صلاح جاهين), ويعتقد ان اهم صفاته النظرة الثاقبة وقوة الملاحظة والاستلهام من الكلمة او الحدث والتحليل السياسي. بيار صادق, رسام الكاريكاتير الذي نقلت رسوماته صحف ومجلات ووكالات انباء عالمية, له اربعة مؤلفات في الكاريكاتير. وقد علق على الكتيب الذي اصدر بمناسبة معرضه الاخيرة بعبارة (احلف بالله العظيم اني احترم في الكاريكاتير دستوره وقوانينه واحفظ حريته واستقلاليته وظلامة منتقديه. كتبت رندة العزير

Email