ابجديات تكتبها عائشة ابراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

(علاء حسين) أو من يطلق عليه هذه الايام في صحافتنا رئيس حكومة الغزو اثناء زلزال ,1990 والذي يحاكم في الكويت وفق الاعراف والقوانين المعمول بها بمنتهى العدالة والتحضر, هذا (العلاء) رجل حاول ان يتخلص من ملفه الاسود, فجاء يمسحه في العدالة الكويتية, مدعيا بأنه اجبر على الخيانة والتعاون مع نظام صدام, فهل يجبر الانسان فعلا على ارتكاب فعل الخيانة؟ في ظني الخاص ان الانسان الخائن كائن غادرته انسانيته حتى قبل ان يولد, فتعمد بدم فاسد, وولد بجينات منحرفة, وجاء إلى الدنيا خائنا, تماما كذلك المصاب بلوثة مرض خبيث لا تظهر اثاره حتى يحين الوقت وينكشف المخبوء وتظهر علامات المرض والخيانة وهذا ما حدث لعلاء حسين تماما عام 1990. اذن فـ (علاء) خائن قبل ان ينطق القضاء في امره, هو كذلك في نظر كل البشر حتى وان اجريت له الف محاكمة ونشرت صوره كأبطال السينما في جرائد الدنيا, ولا جزاء للخيانة, ولا طهارة منها لصاحبها سوى بالموت, ليس ذلك قسوة, بل تجديفا نحو البحث عن خلاص وراحة لضمير سيبقى حتى شهقة الموت مطحونا بعذابات لا حد لها ولا خلاص منها. ولا ادري لماذا تخيلت المحكمة وقد حكمت ببراءته من تهمة الخيانة واعتبرته شاهدا (مثلا) , فأين سيقيم هذا الرجل؟ هل يمكن ابقاء صفة المواطنة عليه وقبوله ضمن افراد المجتمع؟ ومن سيقبل التعاون أو التعامل مع خائن؟ واذا ماطلب حق اللجوء السياسي لأية دولة, فأية دولة ترضى لنفسها ان تضم إلى شعبها فردا خان وطنه؟ لم تشكل حكاية (علاء حسين) اهتماما يذكر بالنسبة لي منذ برزت تفاصيلها منذ مدة, لكن الذي جعلني أبدأ بها هو هذا الحديث الذي لا يتوقف عن الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان. والمعروف ان هناك ميليشيا جيش لبنان الجنوبي العميلة التي تعاونت مع العدو وخدمته في واحدة من أبشع حالات الخيانة للوطن, هذه الميليشيا الخائنة ماذا سيكون مصيرها ومصير عائلات أفرادها بعد الانسحاب يا ترى؟ يقال ان بعض افراد هذه الميليشيا تقدموا بطلب اللجوء السياسي الى (اسرائيل) لكن المحكمة (الاسرائيلية) العليا رفضت جميع الطلبات المقدمة من أسر هذه العناصر العميلة, كما أن رئيس الوزراء (الاسرائيلي) ايهود باراك يرفض اعطاء اي نوع من الالتزام او اعطاء وعود بشأن ضمان حياتهم. فهل كان هؤلاء العملاء ينتظرون شيئا آخر من اسرائيل؟ وهل يمكن اعتبار موقف (اسرائيل) من عملائها نوعا من (الخيانة) كما قال (زفي ريش) محامي الاسر المتقدمة بطلب اللجوء؟ هو يعتبر موقف اسرائيل خيانة استناداً الى ملف خدمة الميليشيا لاسرائيل وتعاونهم معها وتعريض حياتهم للخطر من أجلها حسب تعبيره! وفعلا اذا لم تستح فاصنع ما شئت, وقل ما شئت أىضا!! ما فعلته (اسرائيل) متوقع وطبيعي جدا فالخائن أجير يقبض لقاء خيانته لكنه لا يكافأ في نهاية الخدمة أبداً. لقد تقدم من نابليون في احدى المعارك ضابط نمساوي, واعطاه معلومات عن بلاده اعانته على كسب المعركة, و لما جاء يتقاضاه الثمن, رمى له صرة من الذهب على الارض؟ فقال النمساوي ولكني اريد ان احظى بشرف مصافحة الامبراطور, فأجابه: هذا الذهب لأمثالك, اما يدي فلا تصافح رجلا خان وطنه.

Email