احتفالات في مصر بذكرى مرور مائة عام على ولادة عبد الوهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفل مصر غدا بمرور مائة عام على ولادة الموسيقار والمغنى الكبير الراحل محمد عبد الوهاب (1898-1991) من خلال عدد كبير من الاحتفاليات في دار الاوبرا والمحطات الاذاعية والقنوات التلفزيونية وكذلك الصحافة. وتأتي هذه الاحتفالية بمناسبة ميلاد الفنان الكبير كما حددها المصريون الذين يتفقون على اليوم الذي ولد فيه لكنهم يختلفون على العام حيث يقول البعض انه ولد في عام 1898 والبعض الاخر 1901 واخرون 1903 ويحمل جواز سفره تاريخ 1910 ولكن تدريسه الموسيقى لمصطفى امين واحسان عبد القدوس في عام 1925 ينفي امكانية صحة التاريخ المحدد في جواز سفره. ومن ضمن هذه الاحتفاليات ملف خاص من 98 صفحة اصدرته مجلة (نصف الدنيا) التابعة للاهرام قدمت فيه اعترافات عبد الوهاب لمصطفى امين واراءه الخاصة المكتوبة بخط يده التي كشفها بعد وفاته صديقه الشاعر فاروق جويدة. واكد الموسيقار الكبير الراحل في اعترافاته لمصطفى امين ان شعوره بالحب هو الذي يفجر في داخله الموسيقى, فزوجته الثانية الهمته لتلحين قصائد (الجندول) التي يعتبرها طفرة في حياته الفنية و(الكرنك) و(كليوبترا) , في حين الهمته زوجته الثالثة والاخيرة نهلة القدسي في فترة الحب (بفكر في اللي ناسيني) و (موش انا اللي ابكي) و (هو افتكرني عشان ينساني) . اما اراؤه المخطوطة التي كشفها فاروق جويدة بعد وفاة عبد الوهاب فهي متنوعة في الفن والسياسة والادب. يقول في الفن مفسرا رؤيته الفنية واندفاعه دوما للتجديد خاصة بعد اشتبكاته مع اساتذة الموسيقى القدماء (الجديد في الفن يزول بالتعود عليه. ويبقى مافيه من جمال) , ورغم هذه الرؤية التجديدية والمنفتحة على المستقبل فانه لم يكن مرتاحا لما يجري في الساحة الفنية والنقدية فسجل اعتراضاته التي لم يبح بها معتبرا ان الغناء يتجه للهبوط كما جاء في تعبيره (في هذا الزمان تغني الراقصات وترقص المغنيات) ويؤكد ان (فن الغناء كالعملة كانت في السابق ذهبا وفي الحاضر صارت ورقا) . ولم يسلم النقاد منه حيث رأى فيهم من حاول ان يكون شيئا في الفن ولكنه فشل فاصبح ناقدا. وفي رؤيته النقدية للموسيقيين من الاجيال التي تليه رأى في ابرز ملحنين عرفا في ذلك الوقت كمال الطويل وبليغ حمدي بانه يحس في موسيقى الاول من خلال الحانه (بانه يحاول ان يفعل شيئا ولكنه لم يصل بعد اليه) و(انه قد عانى في ذلك) و كمال الطويل عمل فني متكامل شديد الجمال والانسجام بالرغم من اني لا المح فيه ومضات باهرة. في حين اعتبر ان موسيقى الثاني ومضات من الماس مركبة على تركيبات من الصفيح . احس في الحانه بانه عثر على جملة جميلة تدخل في وجدان الناس لما فيها من جمال ومن شخصية وقد احاطها باي كلام ليكون انتهى من عمل يحسب له. ولخص شعوره في السياسة في هذه الجملة (في بلادنا العربية اصبحت الكفاءات بالنسبة للحاكم كاللون الاحمر بالنسبة للثور تثيره ويقضي عليها) . وهي الجملة التي من الممكن ان ترتبط مباشرة بالقصة التي حملها الملف الخاص عن علاقته بشمس بدران الذي استولى على عدد من تسجيلات كان قد سجلها من خلال الجلسات الاجبارية التي كان يلزمه فيها بالغناء له في بيته. واحتوى الملف الى جانب ذلك عددا من المقالات منها مقال كتبه عبد الوهاب نفسه حول الالهام ومقال كتبه الفنان الراحل عبد الحليم حافظ عنه ومقال لفاروق جويدة عن حادثة شمس بدران. بالاضافة الى مقالات للروائي خيري بشارة والكاتب المسرحي الفرد فرج وكمال النجمي واخرين , بالاضافة الى حوار مع محمد الابن الاكبر لمحمد عبد الوهاب اجراه احمد عبد المطلب.

Email