للنساء فقط

ت + ت - الحجم الطبيعي

يكتبها بوغانم اذا كانت عاداتنا وتقاليدنا وقبلها ديننا الحنيف قد مكنت من مكانة الام في الاسرة والمجتمع فإن امهاتنا ومن سبقنهن كن اوفر حظا في هذا التكريم, لكن اليوم وفي زمان (الخادمات) اللاتي سيطرن على البيوت والمجتمع الاسري بشكل فوضوي وغريب فإننا نشك أن تنال الام العصرية ام القرن العشرين تلك المكانة وذلك الاحترام. فهي لم تعد تحظى بمركزيتها في محيط الاسرة بعد ان حلت واحدة اخرى في المنزل تتمتع بمواصفات ادارية مطلقة, وان كان ذلك ليس في معظم البيوت, لكن الظاهرة واضحة وبينة, فأمهات اليوم تراجعن عن ممارسة دور فاعل وحيوي في محيط اسرهن, فأم اليوم تهرع صباحا الى مقر عملها تاركة للسائق توزيع ابنائها على مدارسهم فيما تعهد بأصغرهم الى الخادمة التي ستنوب عنها خلال غيابها في تدبير شئونهم وشئون الصغار, وفي المساء ستركب الام العصرية سيارتها الى النادي, او السوق, او احد المراكز التجارية, او تذهب في مشوار زيارة لاحدى صديقاتها وستفعل الشيء نفسه مع اولادها حيث سيوزع السائق الكبار منهم على الاندية والمراكز التجارية وستتولى الخادمة مراجعة الدروس والواجبات مع بقيتهم وستعد لهم العشاء وترتب دفاترهم وكتبهم وملابسهم لليوم الدراسي التالي. وبعد مشوار المساء ستكون الام العصرية قد تسمرت امام شاشة التلفزيون تتابع ما تبقى من مسلسلات وبرامج مسابقات وغيرها وهكذا تتوالى الايام وقد يجمع يوم الجمعة شمل الاسرة في رحلة او على مائدة طعام لكن الام العصرية لن تسأل ابناءها عما فعلوه او قاموا به طيلة ايام الاسبوع بل ستسأل الخادمة التي ستقدم تقريرها الاسبوعي كالعادة. لن تعرف الأم العصرية بعد اليوم ما يعتمل في نفوس ابنائها وبناتها, ولن تدرك ان احدهم يعاني مشكلة ما في مدرسته او خارج المنزل, وهكذا ستمضي الام العصرية في التنازل عن مركزيتها ومكانها الصحيح حتى تتحول الى مجرد فرد عادي في هذه الاسرة او تلك. هذه ليست نظرة تشاؤمية لامهات الغد, ولكن بعض السلبيات والسلوكيات قد تحولهن الى تلك المكانة الهامشية.

Email