للنساء فقط، بقلم بوغانم

ت + ت - الحجم الطبيعي

اجدني مضطرا للعودة إلى حديث الحروب بين الزوجات والحموات بعد ان عاتبني ثلاثة ازواج دفعة واحدة مطالبين برفع الظلم عن الازواج في انهم سبب تلك الخلافات, وطالبني احدهم بشدة ان اعترف ايضا ان هناك من الزوجات من لا يرحمن لا زوجا ولا اما وان هناك نماذج منهن يحاربن ظلال انوفهن ليل نهار بسبب أو دون سبب , وقال احدهم ايضا انه كان مثالا للزوج الذي ينثر الود كما تنثر الورود في الافراح بين زوجته وامه ولكن دون طائل, ففارق السن واختلاف نمط الحياة واسلوبها بينهما مختلف كثيرا ولم يجد حلا لتلك المعضلة سوى أنه خرج إلى شقة استأجرها ليتقي شر الحروب اليومية. اما الثالث فقال: ان لا زوجته ولا امه تسببان تلك الحروب وانما جيرانهما الذين يحلو لهم التندر بما يحدث بين امه وزوجته بعد اشعال الفتيل. ولانني اعرف ان هناك الآفا من القصص على هذه الشاكلة تحدث في البيوت بشكل يومي فقد دافعت عن نفسي على اعتبار ان ما كتبته كان مجرد قراءة عابرة لاحدى تلك القصص أو اثنتين أو ثلاث, وانني صحيح ألقي اللوم على الازواج لانهم القاسم المشترك الوحيد بين الزوجات والامهات وان على الازواج في النهاية القيام بدور فاعل في انصاف الاثنتين, ولهذا ألقي اللوم عليهم, اما الزوجات اللاتي يشعرن بأن امهات ازواجهن عبء ثقيل على حياتهن فلا حول ولا قوة الا بالله, لان مثل هذه الزوجة أو تلك عليها ان تدرك ان ام زوجها هي جدة ابنائها هذا اولا, وثانيا ان امرأة في مقام امها, تحمل في صدرها من الخبرة الحياتية والزوجية ما يجعلها كنزا من المعرفة تعيش معها هي في النهاية فائدة عظيمة, واذا لم تدرك هذه الزوجة أو تلك ايضا ان احترام الكبير واجب وتقديره حق فان المسألة برمتها تعود إلى مستوى الاخلاق والشخصية ذات السوية الاجتماعية والاسرية. في نهاية المطاف, وكما قلنا من قبل كلما كانت علاقاتنا مغلفة بالدفء الهادىء كلما ابتعدنا عن مجال تلك الحروب والتي لا تشعلها إلا فتائل المعتوهين. وللازواج الثلاثة الذين عاتبوني اقول: لا بأس لكن في النهاية فأنتم لكم الصدر, هكذا هم معشر الرجال.

Email