استراحة البيان، مزيد من التأمل قليل من التصلب، بقلم سامي الريامي

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعوة جديدة للتأمل اطلقها العلم الحديث مؤخرا, حيث اكدت دراسة علمية ان التأمل (المتسامي) قد يساعد على تخفيف تصلب الشرايين التاجية وبالتالي يعمل على تقليص خطر الاصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وقبل ان يسرح الفكر بعيدا عن امور التأمل المقصود, وضع العلماء كلمة المتسامي وذلك لحصر التأمل في غير الامور الدنيوية, يعني الابتعاد عن التفكير في كل ما يخص الدنيا من مال وعمل واولاد ونساء, واعتقد انهم محقون في ذلك لان التفكير في اي من الامور السابقة لايجلب سوى (النرفزة) ومزيد من الامراض. .. اذن العلم الحديث يؤكد مجددا دعوة الخالق عز وجل الذي دعا الى التفكر والتأمل في خلق السموات والارض, وكيفية خلق الانسان والحيوان, والتفكر في النجوم والكواكب, والجبال والبحار والطبيعة بشكل عام, ليأتي العلم الآن بعد اكثر من 1400 سنة يدعو للتأمل من اجل الوقاية من المرض.. سبحان الله رب العزة. ويضيف علماء العصر الحديث الذين قاموا باجراء هذه الدراسة ان التأمل لمدة 20 دقيقة مرتين في اليوم يعتبر وسيلة فعالة للوقاية من امراض الشرايين القلبية, مما يتيح استخدامه الى جانب علاجات القلب التقليدية.. وبالطبع فهو علاج سهل لايحتاج الى اقراص وابر واشعة وغيرها من الامور الطبية بل كل ما يحتاجه المريض هو 20 دقيقة جلوسا على كورنيش ديرة أو في حديقة مشرف, أو أي (نكود) في بر (عوافي) أو (السرة) شريطة ألا يكون في اوقات ذروة الرحلات والا ستفسد العلاج اصوات محركات السيارات وقرع (الطبول) !! كل ما يحتاجه الانسان ان كان مريضا أو متعافيا ان يجلس مع نفسه مدة من الزمن, يطلق لخياله العنان للتفكر والتأمل في اي شيء, والاحرى لو يبدأ بنفسه أولا, بالفعل سيشعر براحة كبيرة وحالة نفسية مريحة خاصة اذا كان الوقت والمكان مناسبين لذلك, فهي دعوة للتأمل ودعوة للعلاج المجاني المريح. اما اذا لم يعجبه التأمل في النفس, فليختار ما يشاء من خلق الله ـ دون البشر ـ حيث ان التفكير في البشر رجالهم ونسائهم قد يتسبب في اثار عكسية اثناء مرحلة العلاج. ومن الممتع لو تأمل الانسان عالم الحيوان باعتباره الشريك لنا في هذه الارض, سيجد من المعلومات ما يجعل المجال واسعا لكثير من التأمل, فمثلا الضب والخنزير لا يلقيان شيئا من اسنانهما ابدا, وكل حيوان يعوم بالطبع الا الانسان والقرد, وكل ذي عين فان اهداب عينه في الجهة العليا فقط الا الانسان فانه من الجهتين, والفرس لا طحال لها, والبعير لا مرارة له, والظليم (ذكر النعام) لا مخ لعظمه, والسمكة لا رئة لها لانها تتنفس من كبدها, وكل حيوان لا حافر له فله قرن, وما لا قرن له فله حافر, والحيوانات التي تضيء اعينها في الليل هي الاسد والنمر والافعى والقطط, والذي يدخر قوته مثل الانسان الفأر والغراب والنحل والنمل, فتبارك الله احسن الخالقين. .. هذا نموذج نحو مزيد من التأمل وقليل من تصلب الشرايين.

Email