معهد الشارقة للفنون المسرحية طموح المسرحيين ، محمد عبدالله: سيبقى صرحا ثقافيا وحضاريا للمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع تطور الحركة المسرحية في الامارات العربية المتحدة والشارقة بالذات كان لابد لرجل المسرح أن ينمو مع تطور الشكل واستغلال التقنيات الحديثة الهائلة في المشهد المسرحي واثراء التجربة ونقلها من الهواية الى الاحتراف. جاءت المبادرة لاقامة معهد الشارقة للفنون المسرحية كرد فعلي عن الحاجة الملحة لصرح ثقافي تعليمي قائم بذاته ليؤسس ويطور ثروة فنية وفكرية وجمالية قائمة على تصورات حديثة، فالمسرح اليوم أكثر علوما وفلسفة وحركة تعبيرية هائلة مشحونة بالمعلوماتية والحداثة في صياغة علاقته الدائمة بالعمق الانساني والحضاري. في البدء كان تجوالنا بين أروقة المعهد الذي شيد فيما يبدو على غرار احدث المعاهد العلمية لفن المسرح في العالم من حيث ترتيب قاعات المحاضرات والتدريب العملي للتمارين المسرحية اضافة الى مكتبة مسرحية وقاعات استقبال أنيقة وتتوسطه قاعة مسرح فخمة مجهزة بمسرح ذي تقنيات حديثة في الاضاءة والصوت والديكور وغرف المكياج والازياء اضافة الى اماكن جلوس المشاهدين المريحة التي تتيح المشاهدة الممتعة. يقول الفنان والمخرج المسرحي قاسم محمد، المشرف الفني للمعهد.. أن هذا الصرح الثقافي المسرحي سيكون له الأثر المهم في الحركة المسرحية سواء في الشارقة أو الامارات العربية باعتباره مجهزاً بكافة التقنيات الحديثة التي تؤسس مع الفنان الظاهرة المسرحية.. كما انه اضافة جادة للحركة المسرحية برمتها حيث يتطلع المسرحيون لدور مهم يلعبه المعهد من خلال دوراته التي ستكون اضافة نوعية تسهم في زيادة الخبرة والتراكم المعرفي في التقنية الحديثة للمسرح. كما بدأ المعهد بامتلاك مكتبة مهمة لمصادر امهات الكتب بفن المسرح تاريخاً ودراسة كوسيلة ثقافية مهمة لقراءة وتحليل الفن المسرحي خاصة انه تراث انساني عميق ومؤثر. * ووضع المعهد الحالي؟ ـــــ المعهد الآن ورشة مسرحية تهدف الى صقل موهبة المسرحيين كافة سواء في الدولة أو أبناء الخليج العربي كما انه يستقبل التظاهرات المسرحية والندوات والمحاضرات وقد قدمت تصوراً لمستقبل هذا المعهد الذي يتخذ من المسرح كحرفة في ورقة عمل طويلة الى السادة المسئولين. انه الان مركز مسرحي بمتناول كافة الفنانين اضافة الى أن فرصته قائمة بالمستقبل ليكون اضافة نوعية للمعاهد المسرحية في الوطن العربي. وفي دائرة ثقافة الشارقة التقينا بالفنان المسرحي محمد عبدالله مدير قسم التخطيط والمتابعة المشرفة على المعهد، فقال: معهد الفنون المسرحية كان هدفنا وطموحنا منذ سنوات بعيدة خاصة ونحن نحتاج الى تقنية وحرفية المسرح واعتقد ان هذا الصرح الثقافي الذي جاء تأسيسه برغبة واعية لاهمية الفن المسرحي في حياتنا سيكون اثره واضحاً في المستقبل. * وعمله حاليا؟ ـــــ المعهد يستقبل الدورات المسرحية الحرفية وكافة الراغبين بتطوير حسهم المسرحي سواء في التمثيل أو الديكور او الازياء أو الاضاءة وكل ما يتعلق بالفن المسرحي كما ان صالته تستقبل العروض المسرحية للفرق كافة واقامة الندوات والمحاضرات. * ودراسيا؟ ـــــ نحن نقيم الدورات التدريبية وهي تمنح شهادات تقييمية لكافة المشاركين أما الانتظام في الدراسة واستقبال طلبة فان الامر سابق لاوانه لاننا بحاجة الى وقت. واشار الفنان محمد عبدالله ان المعهد اضافة الى دوره في تنظيم الدورات وتهيئة الاجواء الصحيحة للابداع فانه استقبل العام الماضي عروض وندوات ايام الشارقة المسرحية وهو الان يستعد لاستقبال كافة العروض للمهرجان المقبل الذي سيقام في مارس المقبل. ويقول الفنان أحمد الجسمي رئىس مجلس ادارة مسرح الشارقة الوطني: في الحقيقة يمكن ان يدور حديث كبير واسئلة متعددة عن مستقبل هذا المعهد حيث اننا نجد ان قيامه خطوة نحو تحديث التجارب المسرحية اضافة الى اهميته في زيادة الوعي العلمي لدراسة التقنية، والظواهر المسرحية العالمية. والان المعهد هو في طور الاعداد والدراسة في تطبيق منهجه الواسع وهو يحتاج الى وقت اذا كنا نريد تحويله الى مؤسسة تعليمية تربوية خاصة في اختيار اساتذته وطريقة القبول واعداد المناهج الدراسية لذلك فان العجلة قد تؤدي الى ضعف في مستواه الفني وبالتالي ينعكس على مستقبله. وهنا أنا لا أريد أن أبرر لكي يبقى المعهد فقط للندوات والعروض والدورات مع أنه مجهز بتقنية عالية بل اننا نحلم بأن يعمل ويأخذ وضعه الطبيعي لكي يكون اسهاماً جاداً في حركتنا المسرحية والذي هو طموح جميع الفنانين لاعتباره ورشة مسرحية قادرة على انجاب جيل مسرحي واعٍ. اما الفنان علي خميس »عضو مؤسس في مسرح الشارقة«، فقال.. سعادتنا كبيرة أن يؤسس معهد مسرحي في الشارقة خاصة، نحن في حاجة ماسة لتطوير القابليات والمواهب في حركتنا المسرحية، فالمعهد كان ولايزال طموحنا فقد آن الاوان لان يحترف الفنان الاماراتي المسرح كمهنة، فالمعهد يوفر هذه الفرصة الغالية وكلما كان المعهد قد بدأ بخطواته الحقيقية واقامة فصول دراسية كلما حقق لنا الحلم الوردي في زرع بذرة ناضجة في بستان المسرح. كما وان تأسيس المعهد يعد اهتماما مباشرا بالمسرحيين واعترافاً من الدولة بأهمية المسرح في حياتنا، كما انه سيتيح التواصل والمعرفة بكافة الاساليب الحديثة التي تطرأ على الحركة المسرحية من خلال استضافة فنانين كبار واساتذة مختصين. أخيرا اننا نتطلع (والحديث للفنان خميس) لليوم الذي نرى فيه ان هذا المعهد قد أصبح متكاملاً في هدفه خاصة نحن الفنانين الرواد الذين نرى هناك أملاً بحركة المسرح الشاب الذي سينطلق عبر فضاءات المعهد. حوار ــــ ظافر جلود

Email