يغني بالكردية والتركمانية ، المطرب العراقي صلاح عبدالغفور: المطربون الشباب اوراق ستحترق بسرعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال الثمانينيات، احتل صوت المطرب (صلاح عبدالغفور) مكانة مهمة على خارطة الغناء العراقي.. الحفلات تطلبه، والجمهور يسأل عنه، ومحال التسجيلات تردد اغانيه ولا تخلو مقتنيات اغلب الفتيات من شريط (خسرتك ياحبيبي) او (الا انت)، وغيرها من الاغاني التي تخاطب الوجدان والمشاعر الشبابية بشفافية، وشجن عراقي اصيل * في لقاء معه سألناه عن سبب غنائه باللغتين الكردية والتركمانية، وهل يعود اصله الى مدينة عراقية شمالية.. يقول الفنان صلاح عبدالغفور: ـــ اصلي عراقي، لعدم وجود فرق بين الكردي والعربي، لكني ولدت في مدينة خانقين، التي يتحدث اهلها اللغتين الكردية والتركمانية، وقد غنيت بهاتين اللغتين، زيادة في الثقافة، ولكسب القوميات الموجودة في البلد والعالم. * اختفيت تقريبا من شاشة التلفزيون والاذاعة ايضا، رغم شهرتك السابقة، ما السبب؟ ـــ انتاجي ليس قليلا، ولكن عرض الاغاني او اذاعتها يقع ضمن مسئولية قسم التنسيق، وبالنسبة لي ولابناء جيلي فقد طغت علينا موجة »المطربين الشباب«، واضطرتنا للتوجه الى المهرجانات والحفلات خارج العراق. * وما هو رأيك بالمطربين الشباب؟ ـــ اسعدنا فسح المجال امامهم ليقدموا عطاءهم.. فقد كانت الظروف اصعب بالنسبة لمن يريد اجتياز الاختبار ليصبح مطربا في السابق، اما الان فقد ازيحت »العراقيل« وفتحت الابواب لهم، وقد يثمر ذلك عن خلق مطربين جيدين، لكن معظم الشباب، وللأسف، لا يمتلكون ادوات فنية، عدا الموهبة، فلا يحاولون الاهتمام بسماع الاغاني القديمة او دراسة اصول المقام العراقي والاطلاع على التراث والتأني في الصعود.. بهذه الحالة فهم اوراق ستحترق بسرعة مالم يطوروا مواهبهم ويتجنبوا الغرور. * والمناقب النبوية.. سمعنا انك تؤديها باتقان؟ ـــ كنت اقرأ القرآن في المدرسة، وشقيقي كان قارئ قرآن في الموالد، وحين تقام المناقب النبوية، كان يمنع دخول الاطفال فأضطر الى الدخول قبلهم واختبئ تحت الاريكة لاحفظ اناشيدهم المنبثقة كلها من المقام. * ما هو تحصيلك الفني؟ ـــ دبلوم موسيقى.. فقد بدأت باشراف الموسيقار منير بشير واساتذة المقام، ولي اكثر من 300 اغنية وطنية وعاطفية مع مقامات ومواويل بالعربية والكردية والتركية، ومازلت اعد نفسي مبتدئا. * ماهي اقرب اغانيك الى نفسك وهل ترتبط بقصة ما؟ ـــ اغانيّ كلها مثل اولادي ولا افرق بينهما، ولكني اردد دائما اغنيات (خسرتك يا حبيبي)، (لاتلوموني) ولكل منها قصة. فاغنية (خسرتك يا حبيبي) التي تبكيني دائما كلفت الشاعر كريم العراقي بكتابتها بعد استشهاد صديق عزيز علي.. * التلفزيون والاذاعة يبتعدان حاليا عن مثل تلك الاغاني الحزينة، ما السبب؟ ـــ احيانا تكون الاغاني المقترحة مطلوبة فتترك كل اغنية حزينة، اضافة الى ان الجيل الجديد لا يجد الوقت او الرغبة لسماع اغنية طويلة، والتنسيق ايضا يتبع لدينا ذوق المسئول عنه فقط او ذوق مدير التلفزيون. * هل تجد استقبالا جيدا في البلاد التي تزورها؟ ـــ وجدت استقبالا رائعا في كل البلدان التي زرتها، لأن العرب يعرفوننا ويحترمون من يحافظ على تراثه، وفي تركيا ناشدني المطرب (ابراهيم طاطليس) ان اعلمه اغنية (شلونك عيني) وغناها، ولهذا استغرب استعارة شبابنا لأغان اجنبية بينما يفترض ان نصدر نحن اغانينا الى الخارج. * هل يتدخل المخرجون في اغنياتك؟ ـــ ذات مرة طلب مني احد المخرجين ان اجري وسط حديقة دون سبب معقول، لكني رفضت ذلك، وقلت له: هل انا مطرب ام رياضي؟! * أمنية اثيرة؟! ـــ ان ينتهي الحصار وان اخرج الى الاماكن العامة دون مضايقات من الجمهور الذي اضطرني ذات مرة الى التنكر بشارب مزيف لأقوم بزياراتي المفضلة الى الجوامع والمراقد الدينية. * لكن هذا يعني حب الناس لك؟ ـــ انا افرح كثيرا بالجمهور الذي يسأل عني او عن اعمالي، لكني اعيب على البعض عدم تقديرهم للفنان واساءة فهمه، واتمنى ان تتغير تلك النظرة. بغداد ـــ عدوية الهلالي

Email