الناقد د. مدحت الجيار لـ (البيان) :النثر ليس شعراً ولا أعترف بقصائد أدونيس وأنسي الحاج

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أكثر النقاد نشاطا في الساحة الأدبية فلا تخلو ندوة لمناقشة عمل أدبي من مشاركة له سواء في جمعية الكتاب والفنانين أو في المجلس الأعلى للثقافة أو في اتحاد كتاب مصر أو حتى في الأقاليم, له18كتابا نقديا وأدبيا. ورغم أنه من النقاد المسالمين الذين يبحثون عن جماليات العمل الأدبي ويبتعدون عن النقد الحاد والهجومي إلا أننا استطعنا أن نخرجه عن طوره النقدي في هذا الحوار الذي بدأه بالحديث عن بداياته : بدأت حياتي الأدبية بكتابة الشعر.. واخترت قصيدة التفعيلة كصيغة مناسبة لتصوير ما أراه في الحياة أو في النفس لكن النقد الأدبي جذبني بعد أن التحقت بقسم اللغة العربية وحصلت على الدكتوراه. هل نشرت دواوين من قبل؟ لم يترك لي النقد مجالا لنشر ديوان حتى الآن.. ولك أن تعرف أن لي ديوانا في المطبعة منذ عام 1990 وأنه السبب في عدم إتمام طبعه حتى الآن. لماذا؟.. هل تخشى النقاد؟ أخشى من النقاد ومن نفسي فلدي رهبة الإحساس بالمسؤولية تجاه النص. لكن القليل من الناس يعرفون أنك شاعر؟ بل الكثير من الناس يعرفون ذلك ويقرأون بين الحين والآخر قصائدي وقد ضم معجم البابطين اسمي بسبب قصائدي المنشورة. وما هي أولى قصائدك المنشورة؟ أول قصيدة كتبتها ونشرتها في مطبوعة ماستر كانت تصدر عن الحي الذي كنت أقيم فيه وهو حي الوراق وهو من ضواحي القاهرة الكبرى وكان اسم النشرة "صوت الوراق". هل مازلت مصراً على قرض الشعر؟ قررت العودة بكثافة إلى النص الشعري كقصيدة وكمسرح. وهل لديك تجربة في كتابة الأغنية؟ لي بعض الأغاني كتبتها قديما لمسرحية (المزلقان) وقد عرضت على مسرح السامر ولي لحن غناه أولاد الأرض وهي فرقة شعبية من السويس. إلى أي الأجيال النقدية ينتمي مدحت الجيار؟ أنا من جيل جاء مع تغيير كبير في النظرية النقدية العربية.. بمعنى أن جيل الستينات كان يشغله البعد الاجتماعي والنفسي للنص ولا يشغله الشكل الجمالي للنص.. وقد طرحت أول دراسة لي عن الصورة الشعرية لدى (أبو القاسم الشابي) عام 78 وتبنيت فيها النظرية البنيوية التي تتعامل مع النص على أنه مجال للتشريح والتقسيم.. واعتقد أنها كانت من أوائل الدراسات البنيوية في مصر والعالم العربي وللأسف الناس تنسى ذلك. نقد نصوص متميزة لكننا لا نراك مرة تنتقد نصا نقدا سلبيا؟ هذا الأمر يرجع لعدة أسباب أولها أنني لا أكتب إلا عن النصوص التي أراها متميزة.. وابتعد عن النصوص المفتعلة.. بدلا من افتعال معارك وهمية كالتي نراها على صفحات الصحف والمجلات والسبب الثاني أن معظم الخلافات النقدية كانت لأسباب سياسية أو مجرد تصفية حسابات! هل تخشى المعارك النقدية أو السياسية؟ لا ابتعد عن السياسة لكنني ابتعد عن وضع السياسة كبديل للنقد الأدبي.. وفي ندواتي اعترض على حشر السياسة وأبرر ذلك نقديا. وما هو موقفك من قصيدة النثر؟ لا تزال قصيدة التفعيلة هي الأقوى وقصيدة النثر لم تعد شعرا حتى الآن. ألا تعتبر قصائد أدونيس وانسى الحاج شعرا؟ لا أعترف بقصائد أدونيس أو أنسى الحاج لأنها هلامية ولأن ما يكتب فيها لا يحقق خصائص النص الشعري. ألا تتناول قصائد النثر في أعمالك النقدية؟ بعض النصوص تستحق النظر وبعضها بدأت تتفهم معنى الشعر.. وسأواصل معها حتى تستقر. هل لديك أمل في شعراء قصيدة النثر؟ هناك القليل منهم يمكن أن يكتبوا قصيدة جديدة في المستقبل. وماذا عن تجربتك في نقد كتابي القذافي وانتحار رائد فضاء والأرض؟ تجربة متميزة أن يكون المؤلف رئيس جمهورية وأن يكون النص الأدبي مهاجما للقوى المتجبرة في العالم لصالح فقراء الأرض. وما رأيك في نقاد الأيديولوجيا؟ ينحازون دائما لصاحب النص ولمحتوياته. وما رأيك في كتابة البورنو ؟ شئ جديد علينا في مصر والعالم العربي وسببه حرية الكتابة والمهم هي الكتابة الفنية وليست الكتابة الجنسية المجردة. هل تتابع النظريات والأدب الأجنبي؟ على قدر طاقتي أتابع الكتب المختارة في النقد الأدبي وفي القصة القصيرة.. وقد ناقشت بعض الرسائل الأدبية بلغات أجنبية. النقد الحالي استعراضي وما رأيك في شعراء التسعينات في مصر؟ بعض أشعارهم ممتعة لكن الأغلبية منهم يكتبون بشكل عشوائي أو يكتبون وفي آذانهم النموذج الغربي. وما رأيك في حرفة الأدب.. هل يمكن للأديب أن يعيش من ريع كتبه؟ المؤلف العربي مظلوم إذا قيس دخله بالناشر أو حتى موزع الكتب الذي يحصل كل منهما على ثلث ثمن الكتاب والمعروف أن سعر الكتاب يحسب بضرب التكلفة في ثلاثة أو أربعة وهذا يعني أن المؤلف يحصل على 15% فقط بينما يحصل الموزع على 35% وهذا خلل في حقوق المؤلفين للكتب.. رغم أن شركات إنتاج الكاسيت والفيديو لها قوانينها التي تحكم علاقة المنتج بالموزع والمؤلف وأقترح أن يعامل الكتاب كما يعامل الكاسيت والفيديو وأن توضع قوانين تنظم العلاقة بين مؤلف الكتاب والناشر والموزع واعتقد أن شركات التوزيع الضخم قد تساعد على حل المشكلة إذا تم فتح أسواق الكتاب على مستوى المنطقة العربية وهذا لضمان تحسين ظروف الأدباء والكتاب المادية. لك تجربة في ترشيح نفسك لمجلس الشعب؟.. ما أسبابها وأسباب انسحابك؟ كنت أرغب الدخول في العمل العام من أوسع الأبواب.. لكنني اكتشفت أنني أمام نوعية أخرى من الجماهير التي لا يعجبها المثقف. لماذا لم تحصل على جوائز حتى الآن؟ لم أحصل على جوائز مصرية أو عربية وقد تقدمت بجائزة البابطين وكنت الثاني.. لكن طرفا ثالث تدخل وحصل على الجائزة وأنا أهنئه أما بالنسبة لجوائز الدولة فلم أتقدم حتى الآن. وما رأيك في النقد الأدبي الآن؟ الحاصل هو هبوط مستوى النقد والتركيز على بعض المبدعين دون غيرهم حتى أصبح النقد عملا إعلاميا وأعتقد أننا بحاجة إلى تغيير هذه النظرة. مدحت الجيّآر أدونيس أنسي الحاج

Email