الابن المغني يتحدث عن الأب الروائي،ديميتري نابوكوف: شكسبير ينتظر والدي مع بوشكين وجويس في البانتثيون

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد قرن من ولادته لاتزال مؤلفات فلاديمير نابوكوف لها مكانتها في مختلف انحاء العالم, ولكن اثرها الاكثر كان على حياة ابنه.وقد يبدو غريبا ان يتخلى امرؤ عن نجاحه في مجال الغناء الاوبرالي وسباق السيارات لكي ينصرف الى ادارة تركة والده الذي نال شهرته برواية (لوليتا).وفي مقابلة مع نابوكوف الابن في شقته المطلة على بحيرة جنيف, قال: اعتقد انني بهذه الطريقة استطيع ان اعطي الانسانية اكثر مما اعطيها كمجرد مغن آخر . هناك عدد ضئيل من المغنين يدخلون التاريخ, في حين ان والدي ربما سيدخل التاريخ, وشعرت ان هذه قضية اكثر جدارة للعمل من اجلها واستطيع ان اعمل اكثر للمستقبل على هذا النحو. نابوكوف يستمتع هذه الايام بالاحداث ذات الصلة بمئوية والده, ويقول نابوكوف البالغ من العمر 65 عاما: لاحظت ان اديبا يموت وتهدأ الامور لبضع سنوات, وبعد ذلك يموت نهائيا ويطويه النسيان او انه يولد مجددا بصورة مفاجئة ويحقق ازدهارا عظيما ويرتقي بين العظماء ولقد حدث ذلك لوالدي. انني مسرور جدا لكون الناس يحبونه. لقد بات الناس يكتشفون اكثر واكثر, انه كتب اشياء غير (لوليتا) , وهو كتاب رائع ولكنه ليس الكتاب الوحيد الذي كتبه. وسخر ديميتري نابوكوف من اولئك الذين يسألونه: ماهو شعورك كابن رجل عجوز قذر (لكتابته رواية (لوليتا) , وهي رواية عن استاذ مدرسة في اواسط العمر اسمه همبرت يقع في هوى تلميذة في الثانية عشرة من عمرها. ويقول نابوكوف: انه كتاب في مطلق الاحوال ويجري تدريسه في مدارس ثانوية كرواية عظيمة هذه الايام. ديميتري معجب بفيلم (لوليتا) الجديد الذي صنعه المخرج ادريان لين مفضلا اياه على فيلم ستانلي كوبريك الاصلي سنة 1962, لانه اقرب الى مضمون الكتاب فيلم لين الجديد يحتوي على مشهد جوهري كان كوبريك قد الغاه وهو فصل عن هيام همبرت في طفولته بفتاة من عمره على شاطىء فرنسي. ويقول ديميتري: الى حد ما انه (اي همبرت) يحاول ان يعيش طفولته من جديد, وهي قد تزوجت من شاب بسيط, فيوقن بعد سنوات عديدة انه لايزال يحبها وسيظل يحبها, واعتقد انه في ذلك يضع حدا لولعه غير الطبيعي بالطفلة. فلاديمير نابوكوف الذي عاش في مجتمع ارستقراطي في سان بطرسبرغ, فر من روسيا مع عائلته بعد استيلاء البلشفيك على السلطة سنة 1917. وقد اغتال فاشيون روس والده في برلين سنة 1922. وفي العام 1940 كان نابوكوف ( الاب) يعيش في باريس ولكنه اضطر للفرار ايضا هذه المرة من وجه النازيين اخذ معه زوجته اليهودية فيرا وابنهما الوحيد ديميتري (6 سنوات) الى الولايات المتحدة. وبعد عمله استاذا للادب الروسي في جامعة كورنيل عاد المؤلف الى اوروبا سنة 1961 واقام في فندق بالاس في مونترو في موقع لايبعد كثيرا عن منزل ابنه ديميتري. وقد عاش هناك حتى وفاته سنة 1977. ويقول ديميتري: يسألني الناس لماذا جاء والدي الى مونترو, وهذا مؤثر للغاية, لقد جاء من اجلي, حيث انني كنت اقيم في ميلانو التي لاتبعد كثيرا من هنا. غرفة ديميتري الامامية مكتظة بالاشياء التي طبعت حياته, فهناك سيارات سباق مصغرة, وجوائز حاز عليها في المسابقات وصور له خلال تلك المسابقات ومخدات طبعت عليها صورة للسيارات الرياضية, وكتب والده وبوسترات دعائية لحفلات موسيقية ومسرحيات ومعارض. نابوكوف الابن لم يتزوج ابدا, ولكنه يعتقد انه كان يمكن ان يكون ابا حنونا مثل كل الآباء وهو لم يضح بساعات اللهو مع ابنه لصالح عمله, ولم ينس امور عائلته البتة, وهو علمني الرياضة والقراءة والكتابة بكل معنى الكلمة, واعتقد انني احد الاطفال القلائل الذين تلقوا دروس صرف ونحو وقواعد لغة رسمية, كان يقاسمني كل شيء. الى حين اصابته بتمزق في كاحله في 24 نيسان الماضي, عيد ميلاد والده, قام ديميتري برحلات عديدة الى مختلف انحاء العالم لحضور حفلات تكريم ذكرى والده, بل وانه عاد الى الغناء ايضا. ويقول: استأنفت الغناء لان ثمة اغنيات كتب والدي كلماتها وان اقدم بعض الاغاني المعينة في مختلف المناسبات العائدة الى المئوية , وقد افتتحت احد المعارض ايضا, ويعتقد ديميتري ان مكانة والده آخذة بالتعاظم؟ ان والدي يسير بالتدريج ـ برفقة الاديبين المفضلين لديه, بوشكين وجويس, بأيد متشابكة نحو البانتثيون لينضموا الى اعظمهم جميعا, شكسبير, الذي ينتظرهم. واعتقد انه كان يسير نحو البانتثيون سواء اعتنيت بتركته ام لا, ولكنني اريد ان اؤمن بانني قمت بما يمليه علي الواجب لابقي الامور في طريقها. ديميتري نابوكوف امام صورة والده فلاديمير, في منزله في مونترو في سويسرا

Email