اطفال زلزال تركيا آخر من يعلم انهم يتامى

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاطفال الاتراك الذين يملأون شوارع المدن التركية التي ضربها الزلزال, آخر من يعلم بأنهم بلا آباء او امهات, وهم بالتالي اكثر المتضررين من الزلزال . ورغم ان عالم الطفولة لا تطرح فيه الاسئلة الكثيرة لذا فقد اصبحت لعبة جميلة او بدلة اجمل, بعيدا عن المدرسة وواجباتها الثقيلة, سبب فرحة لهم انستهم حتى جراح الكارثة الرهيبة. في احد مستشفيات تركيا ترقد ايريم التي تبلغ من العمر تسع سنوات وقد غطت الضمادات ذراعيها واصابها الضعف حتى اصبحت عاجزة عن حمل لعبتها الجميلة التي وضعت الى جانبها وهي لا تعلم بعد انها لن تتمكن حتى من رؤية والدتها مرة اخرى شغلتها الدمية, ربما لانها كانت تعرف ان الامهات يأتين فيما بعد. كانت ايريم تحت الانقاض في بلدة يالوفا الساحلية وانتشلها عمال الاغاثة بعد عشر ساعات من الزلزال المدمر الذي هز شمال غرب تركيا, قتلت والدتها وجدها وجدتها, وعاشت هي وحيدة مثل مئات الاطفال الاتراك. تقول خالة الطفلة ايريم التي تقف الى جوار فراشها بمستشفى بأنقرة كانت ايريم في عطلة مع والدتها وجديها عندما وقعت الكارثة لم نخبرها انهم ماتوا جميعهم اما والدها فقد نجا لانه كان يعمل في اسطنبول عندما وقع الزلزال. ويقول مسؤولون انه من الصعب تقدير عدد الاطفال الذين اصبحوا يتامى بعد هذه الكارثة إلا ان نحو 11 الف عائلة معظمها من العائلات التركية اضافة الى عائلات من اوروبا والولايات المتحدة تقدمت بطلبات تبنى. وما زال الآلاف في عداد المفقودين في المنطقة التي وقع بها الزلزال وقالت الامم المتحدة ان عدد القتلى قد يصل الى 40 الف شخص. وقال بولنت ايليك رئيس معهد الخدمات الاجتماعية ورعاية الطفولة في تركيا ان الزلزال عزز روح التضامن في البلاد. واضاف هناك الكثير من القصص الماسأوية هنا وقد حان الوقت الآن لكي نساعد بعضنا البعض خاصة اليتامى بروح التضامن. ومضى يقول ان اقارب العديد من اليتامى سيتولون رعايتهم إلا انه يتوقع ان يزداد عدد الاطفال المحتاجين الى اسر تتبناهم عندما يكتشف اقاربهم انهم عاجزون عن رعايتهم بشكل دائم, مضيفا انه سيكون هناك المئات منهم لمن يرغب في تبني طفل. ولكن بعض العائلات تعهدت ببذل قصارى جهدها لرعاية الاطفال. وذكرت جوليزار عمة امير البالغ من العمر 12 عاما والذي بتر الاطباء ساقيه بعد انقاذه لن اتخلى عن ابن اخي فقد اوصاني به. وفقد امير والده وشقيقه التوأم في الزلزال ببلدة جولجوقن, ونجت والدته ولكن الازمة النفسية التي تعاني منها ستجعل من الصعب عليها رعاية ابنها بمفردها. وقد وضعت الحكومة ومنظمات خيرية خاصة وعامة العديد من البرامج لمساعدة الاطفال المصابين, وتعهد صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) بانفاق اكثر من 7.3 ملايين دولار على هذه البرامج. طفلة تركية يتيمة عند اخراجها من تحت الانقاض طفل تركي يتيم يلهو في حديقة المستشفى

Email