جدل اثاري عراقي،مصري حول السبق، العربة السومرية سبقت عربة الهكسوس بألف سنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى علماء الاثار العراقيون ان العربة السومرية, هي اول عربة في العالم, استنادا الى الوقائع التاريخية والادلة الاثرية والحقائق التي اكدت ذلك, في حين يرى علماء مصريون, ومنهم الدكتور احمد عثمان, ان العربة المصرية هي الاولى, وينقسم العلماء المصريون على نفسهم في هذا الصدد , حيث يختلف رأي الدكتور عبدالمنعم عبدالحليم عن رأي زميله الدكتور عثمان.. ويستمر الجدال. دولاب الفخار هو الأساس يقول عالم الآثار المعروف الدكتور بهنام ابو الصوف: ان العجلة الحربية بالذات, هي ابتكار عراقي بالتأكيد, حيث ظهرت اول صورة للعجلة على اكسرة فخارية في موقع (الاربحية) الى الشرق من مدينة (آل) الاشورية.. وترجع الى الالف الثالث قبل الميلاد او قبل ذلك بقليل. ويضيف الدكتور ابو الصوف: ان الدولاب الفخاري (الذي توضع عليه الجرار اثناء صنعها, والذي يعتمد في بنائه على فكرة العجلة, ظهر في وادي الرافدين منذ اواسط عصر العبيد (4000 ـ 3500 ق.م) وان العربات السومرية من مطلع الالف الثالث قبل الميلاد, موجودة في اللقى الاثرية الشهيرة المكتشفة في موقع (خفاجى) بمنطقة ديالي او بلاد سومر في الجنوب (اور ولكش) وهذا لا يحتاج الى دليل اضافي لاثباته, اما العربات المصرية, او عربات (الهكسوس) فهي متأخرة جدا عن عربات السومريين.. ربما بأكثر من الف سنة. ان اختراع العجلة الحربية كان من مبتكرات وادي الرافدين بالتأكيد, وان السومريين في حروبهم قد استخدموا هذا النوع من العجلات. عربة الملك اتي ان ناتم الدكتور داني جورج, الاختصاصي في الاثار القديمة, ابدى رأيه في الموضوع قائلا: وردت في احد المراجع الاثارية المهمة (كتاب ـ سومر ـ الصادر في بيروت 1960) اشارات واضحة الى عناصر فنية كثيرة, بدأت في الاصل في بلاد وادي الرافدين, ثم اخذت من قبل المصريين, كما هو الحال في القطعة النفيسة التي تمثل قبضة سكين من جبل العرق في مصر, حيث تحمل الرسوم الموجودة عليها عناصر فنية سومرية واضحة جدا. واضافة الى موضوع العجلة, هناك نماذج من القطع الفنية السومرية البارزة, من النصف الاول من الالف الثالث قبل الميلاد, منها القطعة الرائعة التي تسمى (بوابة اور) ومجموعة من الالواح الحجرية النذرية المربعة المثقوبة من الوسط, من موقعي (خفاجى) و(نصر) والتي تعود الى نفس الفترة الزمنية. وكذلك ما يظهر عليه الملك السومري (اي ان ناتم) وهو على رأس جيشه راكباً عربة, ومن نفس الفترة الزمنية. الحديث مازال للدكتو داني الذي يضيف: يتوج كل هذه النماذج من فترة النصف الاول, من الالف الثالث قبل الميلاد, نموذج العربة من النحاس, تجرها اربعة حمير, ويقودها شخص يمسك بيده اللجام, وبيده الاخرى السوط, وهي عربة واضحة بزوج من العجلات, تحمل الرقم 76 في محفوظات المتحف العراقي, وقد وجدت في موقع (تل اجرب) . والجدير بالملاحظة انه حتى اللوحة التي استشهد بها الآثاري المصري احمد عثمان, وتمثل قطعة اثرية مطعمة بالاحجار الكريمة, وترمز الى لعبة تسلية, عثر عليها هي الاخرى في مدينة اور, وتعود ايضا الى النصف الاول من الالف الثالث قبل الميلاد. الفرق 1000 سنة واوضح الدكتور رياض عبدالرحمن الدوري, الاختصاصي الاثاري, ومدير التنقيبات والتحريات في دائرة الآثار والتراث العراقية, خطأ ما ذهب اليه الدكتور احمد عثمان, قائلا: ان رد الدكتور عبدالمنعم عبدالحليم كان صائبا, لا سيما قوله: إن ظهور العربة على اثر سومري, في مدينة اور, يرجع الى 2500 ق. م, اي قبل ظهور العجلة الحربية المصرية بألف سنة, وهذا ما يؤكد خطأ رأي الدكتور عثمان بأن اول رسم للعجلات الحربية كان في طيبة المصرية وليس في اور السومرية. وأضاف الدكتور الدوري: في كتاب هنري فرانكفورت (فجر الحضارة في الشرق الادنى) , ورد ان صناعة العربات بدأت في العراق القديم, في القرون الاخيرة من الالف الرابع قبل الاميلاد.. واقدم دليل بين ايدينا يعتمد على علامة كتابية صورية وجدت في مدينة الوركاء, وهي العلامة التي استخدمت بعد سنة 3000 ق.م بوقت قصير, وهي العلاقة المشتقة من معنى (الزحافة) ومنذ سنة 2800 ق. م لم يعد الدليل يعتمد على الرموز الكتابية بل على النماذج الحقيقية, التي كان السومريون يدفنونها مع امواتهم, وعلى النماذج المعدنية والفخارية المصورة, وعلى نقوش ومنحوتات الاحجار.. وقد وجدت اثار لهذه العربات في اور ولكش وكيش. وقد انتقل استخدام العربات من العراق الى الدول المجاورة, حيث شاع استخدامها في سوريا حوالي سنة 2500 ق.م وفي الهند بحدود هذا التاريخ, وبعد حوالي 500 سنة دخلت جزيرة كريت اما مصر فلم تعرف العربات الا عندما ادخلها الهكسوس سنة 1650 ق. م. واخيرا.. فان الشرق هو اول من استخدم العربات, التي تطورت فيما بعد الى سيارات والى مدرعات ودبابات! بغداد ـ عبد الكتاني

Email