استراحة البيان: محضار... ومحضار: يكتبها اليوم- سعيد حمدان

ت + ت - الحجم الطبيعي

حاضر معالي عبدالقادر باجمال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني قبل يومين في (البيان) عن اليمن وجيرانه في الخليج والقرن الافريقي, كان الوقت المحدد للمحاضرة لايزيد على ساعة واحدة لارتباطات الوزير, الا ان الساعة توسعت الى ثلاث ساعات, فسياسي مخضرم مثل باجمال لايمل حديثه, ويملك الكثير للمستمع, تحدث معاليه عن التاريخ والجغرافيا والدبلوماسية والجاسوسية استشهد في جانب من حديثه مقربا صورة الواقع السياسي بشطر من بيت شعر للمحضار يقول: عاد باقي في الحبل لغات نظرت الى الساعة فاذا بها تخطت الثامنة مساء, وفي خاطري ان الليل للمحضار, لو يطول لقاء معالي الوزير, ولو انه يتحدث عن رومانسية العشق وروائع المحضار, بالتأكيد ان وزير الخارجية سيشد اذهان مستمعيه مثلما هو في حديث الدبلوماسية وسيشد القلوب ايضا, لكن الوقت كان قصيرا, ومن يدخل دهاليز السياسة لايخرج منها مبكرا. والمحضار يحضر هذه الايام بقوة في وسائل الاعلام, لايمر يوم الا وتسمع اسمه كحدث متفرد, او وارد في تقرير عن قضية او قضايا مختلفة في اليمن او بريطانيا او اي مكان اخر من هذا العالم, وتواجده اكبر في الاعلام الغربي, فهو واحد من الذين يبحث عنهم هذا الاعلام لتشويه ماتبقى لهذه الامة, فالمحضار معدود من الاسلاميين الارهابيين المتهمين بالتفجيرات والاختطافات وقتل السياح. الا ان (ابو الحسن) المحضار هذا, ليس هو الذي استشهد به معالي وزير الخارجية, ذاك آخر, لايعرفه الاعلام الغربي, وحده الانسان العربي سواء في اليمن او الخليج او في الوطن الكبير, يعرفه جيدا, او انه سمع كلماته وطرب لها. فالمحضار مثله مثل القات والقهوة اليمنية مشهور ومعروف, وان طالت غيبته في الفترة الاخيرة, وبعده عن وسائل الاعلام. كون مع الفنان الاصيل ابو بكر سالم ثنائيا فريدا, قدما خلال عشرات السنين الماضية روائع لاتزال خالدة في قلوب الجماهير. قبل ثلاث سنوات زار بومحضار الدولة بدعوة من نادي الشعب, كنت ازوره في اوقات مختلفة بالفندق الذي يسكنه, وفي كل الاوقات كنت اجد افواجا من الناس عند مدخل الفندق او وقوفا في الممر المؤدي الى غرفته, جميعهم في انتظار الجلوس مع الشاعر المحضار, في الليلة التي احيا فيها امسيته امتلأت القاعة بالحضور قبل ان يتكلم الشاعر, وما ان ارسل اشعاره الا ونداءات الجمهور من كل جنبات القاعة تطالبه المزيد. وهكذا المحضار في كل مكان يتواجد فيه, يبحث عنه الجمهور بشوق, فهو من اشعل فيهم عذاب الوله والغرام, وسكنت كلماته الساحرة صدورهم المغلقة. قصائد بومحضار التي شاعت في اصقاع الوطن العربي كانت اوسع من انها اشعار عذبة تحمل مشاعر عاشق معنى, انها كلمات حملت صورا واسماء ومعالم من اليمن, وشيئا من تاريخه وعرفت بثقافته وفنونه, وبعض من خصوصياته. يكفي ان يذكر المحضار ليحضر وجه اليمن الجميل امامك, وفي قلبك, وتردد للمحضار: سر حبي فيك غامض سر حبي منكشف

ايش لي خلاني اعشق فيك والعشقة تلف

ايش اوقعني في اشباكك ونا عين تشوف

لاتعذبني والا سرت واتركت المكلا لك اذا مافيك معروف

Email