المنطاد ينهي رحلته بالهبوط في جنوب مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

هبط السويسري برتران بيكارد والبريطاني بريان جونز في مصر صباح امس في نهاية رحلة تاريخية استمرت 19 يوما و22 ساعة أصبحا خلالها أول شخصين يدوران حول العالم دون توقف في منطاد . وأعلن مركز مراقبة الرحلة في جنيف أن المنطاد لمس الارض عقب شروق الشمس فوق قمة جبل الواحات الداخلة بالصحراء الغربية في وسط جنوب مصر في منطقة يصعب الوصول اليها تقع على مسافة 100 كيلومتر تقريبا من مطار الداخلة. وتابع أعضاء في مركز المراقبة عملية الهبوط من طائرة فيما توجهت أطقم المساعدة إلى مكان هبوطه برا. وصرح دون كاميرون مصمم المنطاد في مركز المراقبة في جنيف بأن بيكارد وجونز شرعا في تفريغ المنطاد "بريتلينج أوربيتر 3" البالغ ارتفاعه 55 مترا من غاز الهليوم فور هبوطه حوالي الساعة السادسة صباحا بتوقيت جرينيتش. وكان بيكارد وجونز قد نجحا صباح أمس الاول في استكمال أول دورة حول الارض في منطاد إثر عبور المنطاد لخط طول 27.9 غرب فوق موريتانيا, وذلك بعد ثلاثة أسابيع تقريبا من بدء رحلتهما المحفوفة بالمخاطر من سويسرا في الاول من مارس الحالي. وكان الهبوط عملية معقدة نظرا لان الغاز الموجود في المنطاد يبرد بمجرد هبوطه ويتعين على الملاحين الحفاظ على درجة الحرارة عن طريق حقن غاز البروبان. وإذا هبط المنطاد بسرعة كبيرة للغاية فإنه يكاد يكون من المستحيل على ملاحيه إبطاء سرعته. ويذكر أنه منذ بدء الرحلة من جبال الالب السويسرية في الاول من مارس الحالي حلق المنطاد في اتجاه الجنوب الغربي صوب موريتانيا بحثا عن تيار هواء قوي ثم اتجه شرقا فوق إفريقيا وعمان والهند وبحر الصين الجنوبي والمحيط الهادي وجزر هاواي والمكسيك وهاييتي والمحيط الاطلنطي وأخيرا إفريقيا. وبفضل المعلومات الدقيقة التي قدمها خبراء الارصاد نجح الرجلان في توجيه المنطاد وسط العديد من العواصف الخطيرة في المحيط الهادي. وتعين على جونز في مرحلة من مراحل الرحلة أن يميل بجسمه خارج الكبسولة على ارتفاع ألفي متر لاصلاح زجاجة يتسرب منها غاز البروبان, في حين كان بيكارد يمسك قدميه. وفي مناسبة أخرى قام بيكارد بإزالة كتل الجليد عن جسم المنطاد باستخدام أداة لتكسير الثلج. وكان سكان المنطقة التي هبط فيها المنطاد وقد ملأهم الخوف إزاء احتمال هبوط المنطاد في منطقتهم لانه ربما يسقط فوق منازلهم. وكانت الشرطة وقوات الامن المصرية قد بدأت بالفعل أمس الأول في إبلاغ سكان المنطقة بقرب هبوط المنطاد, موضحة لهم أنهم لا يواجهون أي أخطار ومحذرة الجميع من (مهاجمة) المنطاد مهما كانت الظروف. ويقع مكان الهبوط بالقرب من قرية موت بين واحتي الخارجة والداخلة غير بعيد عن الاقصر. وتعتبر الداخلة أكثر الواحات خصبا وجاذبية في مصر وقد تحولت إلى مزار سياحي على نحو متزايد.

Email