الدراما السورية على الشاشة في رمضان:40مسلسلا متنوعا وتمويل عربي ساهم في الانتاج

ت + ت - الحجم الطبيعي

بلغ السباق نحو شاشة التلفزيون في رمضان أشده بين الدراميين وشركات الانتاج التلفزيوني في سوريا, بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الدراما السورية . وأثمر السباق حسب المتابعين للانتاج التلفزيوني السوري, عن انتاج اكثر من أربعين مسلسلا يتراوح عدد حلقات كل منها بين خمس عشرة الى ثلاثين حلقة, وهذا العدد من المسلسلات له مدلولاته ومؤشراته التي تستحق التحليل والمناقشة, وكلها ترنو لاحتلال موقع في احدى الفضائيات العربية خلال شهر رمضان المبارك. لان أصحابها يرون في عرضها خلال الشهر الكريم مقياس اثبات الحضور والتواجد في ساحة الدراما العربية. لان العرض التلفزيوني فيه له طعم خاص يختلف عن بقية الأشهر. لقد ظهرت كتابات نقدية خلال العامين الماضيين تدعو الى الحد من الانتاج التلفزيوني والإهتمام بالنوعية, ولكن يبدو ان صراخ النقاد في واد, وطموحات المنتجين في واد آخر, حيث شهدنا في هذا الموسم طفرة انتاجية كبيرة قد لا تحدث في مكان آخر في المنطقة. هذه الطفرة الانتاجية في الدراما السورية لم تحدث صدفة, فثمة عوامل وأسباب ساهمت في حدوثها, ومن هذه العوامل الطلب المتزايد من المحطات التلفزيونية العربية على الدراما السورية, ومن ذلك التنويع, حيث تعرض اغلب المحطات التلفزيونية مسلسلا محليا ومسلسلا مصريا, وتخصص فترة للدراما السورية. ويعود اختيار الدراما السورية الى نوعيتها الفكرية وسويتها الفنية وحوارها القريب الى كل اللهجات العربية, وكذلك معالجتها لمواضيع تهم المواطن العربي. تضاف رغبة المحطات العربية في عرض الدراما السورية مما دفع عددا من المنتجين العرب الى تمويل بعض المسلسلات او الاشتراك في انتاجها مع شركات سورية او التلفزيون السوري, وفي مقدمة المؤسسات التلفزيونية العربية التي مولت اعمالا سورية, مركز دبي للأعمال الفنية وتلفزيون دبي, ومنها مسلسل (الكواسر) , وقد ساهم تلفزيون دبي, وقبل ظهور البث الفضائي في انتشار الدراما السورية, فمنذ السبعينات انتج في استديوهاته السيرة الشعبية الهلالية, ثم مسلسل (ابو كامل) وكلاهما للمخرج علاء كوكش, وكان (الجوارح) نقلة نوعية في تاريخ الدراما السورية. وفي رمضان الماضي انتج مركز دبي مسلسل (النصية) . وفي هذا العام مسلسل (حي المزار) وهو لا يزال قيد التصوير, وربما لن يلحق بركب المسلسلات الرمضانية لهذا الموسم. وللشركات التلفزيونية السعودية مساهمتها أيضا, إذ تم في عدد من المحافظات السورية تصوير المسلسل السعودي (زمن المجد) الذي كتبه نواف الحديدي وأخرجه بسام الملا. ونذكر أيضا المسلسل البدوي (مقادير) الذي كتبه فاروق الجمعات وأخرجه بسام الملا شقيق المخرج المعروف بسام الملا وقامت شركة أردنية بانتاج مسلسل (البحر أيوب) تأليف الياس الحاج واخراج الاردني محمد عزيزية. وساهمت شركة لبنانية بانتاج مشترك مع التلفزيون السوري, وهو مسلسل (ياقوت الحموي) تأليف اللبناني انور تامر واخراج محمد فردوس أتاسي. هذا وقد ظهرت شركات تلفزيونية جديدة, منها خمس لهذا العام وعدد مماثل في العام الماضي, ودخلت جميعها في حلبة السباق نحو شاشة رمضان, ويدير أغلب هذه الشركات فنانون. ومن العوامل المساعدة أيضا تنوع الطبيعة واعتدال المناخ في سوريا حيث البحر والجبل والسهل والبادية والغابات والأنهار والآثار والبيوت ذات الطرز المعمارية المختلفة, مما يجعلها صالحة لتصديرمختلف أنواع الدراما التلفزيونية. كما يوجد ثلاثة استديوهات صالحة للتصوير الداخلي اثنان منها يتبعان التلفزيون السوري في دمشق واللاذقية ومدينة الفارس الذهبي الموجودة قرب دمشق. تنوع الانتاج ومن يتابع المسلسلات السورية التي انتجت في هذا العام يجد أنها متنوعة وشاملة لجميع أنواع الدراما التي يتابعها المشاهد العربي, فمنها تاريخية تشمل مختلف الحقب والأزمان, ومنها مسلسلات كوميدية واجتماعية وبدوية وفانتازية. فهناك الفانتازيا التاريخية وأهمها مسلسلا (الكواسر) و(الموت القادم من الشرق) . ومسلسلات تاريخية, منها ما يبتعد عن زمننا كمسلسل ياقوت الحموي, ومسلسل زمن المجد الذي يتحدث عن ماضي وحاضر السعودية الذي كتبه نواف الحديدي وأخرجه بسام الملا. اضافة الى عدد من المسلسلات تشترك في الحديث عن فترة زمنية محددة, فمسلسلات (البحر أيوب, أخوة التراب, أمانة في أعناقكم, الطويبي) تعود الى فترة الاستعمار الفرنسي لسوريا ومسلسل لوما الى العصر العثماني. ومسلسل حمام القيشاني وتلك الأيام الى اواسط الخمسينات. ومسلسلا باب الحديد وحي المزار عن حلب بين نكسة يونيو وحرب أكتوبر 1973. وبين المسلسلات البدوية (خطوة الليل) اخراج سالم الكردي والثعبان اخراج مظهر الحكيم و(مقادير) اخراج بشار الملا, و(ايوب الغضب) اخراج غزوان بريجان, وكلها تدور حول بعض الحاقدين الذين يحاولون تعكير صفو العشائر المتمسكة بالتقاليد العربية الاصلية. اضافة الى مسلسلات تدور في اجواء ريفية قريبة من البادية وباحداث افتراضية كمسلسل (الجمل) الذي أخرجه خلدون المالح الذي اخرج اغلب مسلسلات دريد لحام. وللدراما الاجتماعية نصيب كبير في المسلسلات السورية الجديدة, وهي متنوعة الاتجاهات أيضا. والنصيب الاكبر من الدراما السورية الجديدة هو للكوميديا فهناك أكثر من عشرة مسلسلات كوميدية واخرى تخاطب الاطفال. واضافة الى ذلك انتج التلفزيون السوري الجزء السابع من البرنامج العلمي الديني (خلق الله) تأليف واعداد طالب عمران واخراج هيثم هوانا, ويحاول البرنامج البحث عن روابط بين اشارات علمية في القرآن الكريم والاكتشافات العلمية الحديثة وقد استضاف عددا من الباحثين في كل المجالات العلمية, حيث يتحدث كل باحث عن العلاقة بين العلم والايمان في مجال عمله وبحثه. دمشق ــ البيان

Email