من المعهد المسرحي العالي إلى أمريكا وفرنسا.. أمل عمران: أطمح إلى متعة التمثيل والاكتشاف اليومي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو ان الجيل الجديد من الممثلين السوريين قد ترك بصمة واضحة في عالم الفن الواسع ولعل الموهبة المقترنة بالدراسة العليا والمؤسسة بالمتابعة والقراءة هي ما يرجوه المتطلع إلى هذا الجيل الذي ظهر بقوة أمام ممثلين كبار عاشوا مع المسرح والسينما والتلفزيون وتعلموا من خلال نشاطهم الفني الدائم فاكتسبوا خبرة اعتقدوا انها تغني عن الدراسة ولكن ما فاجأ الجميع هو جيل المعهد المسرحي بدمشق الذي خرج من مقاعده مجموعة من الممثلين الذين صعدوا السلم بسرعة واستطاعوا اثبات وجودهم أمام الجمهور والنقاد على حد سواء ومن هؤلاء المتألقين بجدارة الفنانة أمل عمران التي نبهت المشاهد والناقد إلى انها لم تأت إلى المسرح لتقدم دورها فقط بل تبحث عن التميز واستطاعت عبر فترة زمنية قصيرة نسبيا ان تثبت تكامل العلم مع الموهبة والمبادرة وتجلى ذلك بفن حقيقي رآه الجمهور بالشخصيات المسرحية العديدة التي قدمتها ومنها مسرحية (الخادمات) بمشاركة حنان شقير وأمل حويجة وهي عن نص الخادمات لجان جينيه حيث قامت أمل عمران وببراعة مدهشة في بناء نفسي معقد ومركب في آن معتمدا على التفاعل الداخلي وتوافقه بالحركة في الخط التصاعدي مع مسيرة المشهد وتكامله في المشاهد المتتالية. أمل عمران قدمت في الآونة الأخيرة تجربة مسرحية (جلجامش) مع المخرج الفرنسي باسكال رامبير وحققت بذلك بعدا جديدا ينتمي إلى التواصل التجريبي الذي تسعى هذه الفنانة الموهوبة باستمرار لأن تعيشه في حياتها المسرحية كون التجريب يشكل ثراء فنيا يطور ويعمق البصر الفلسفي وخاصة في عمل ينتمي إلى الأسطورة. (البيان) التقتها ودار الحوار التالي: كيف نعرف قراء (البيان) على أمل عمران؟ ــ أمل عمران خريجة المعهد العالي المسرحي عام 1989 سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمدة سنتين والنشاطات التي قمت بها هناك اتبعت دورة رقص حديث واطلعت على المسرح ودرست اللغة وبعدها سافرت إلى التشيك وأقمت في العاصمة براغ ودرست دراسة تأهيلية لدخول (جامعة كارن) المماثلة للسوربون الفرنسية. درست المناهج المسرحية والتدريبية واتيحت لي الفرصة للعمل مع أساتذة تشيك فور تخرجي مباشرة بالرغم من مشاركتي بعملين مع مأمون البني وهيثم حقي. وعندما عدت إلى سوريا رغبت ان أكون مدرسة في المعهد العالي المسرحي لأنني مؤمنة بمهنة التدريس وحققت ذلك هذه السنة. وسافرت إلى فرنسا واشتغلت كممثلة ومساعد مخرج. يعرف جمهور المسرح هنا حضورك الملفت للنظر, وأين تجدين نفسك بعد انحسار المسرح والظروف التي يمر بها؟ ــ لدي رغبة حقيقية في كتابة النصوص, منذ فترة قدمت نصا مينودراميا لجان كوكتو قُبِل في المسرح القومي لكن أسعد فضة اعتبر المينودراما هروبا من المسرح فلم يوافق على انتاجه وطلب مني أن أقدم شخوصا أكثر. ان مشكلتنا الآن في المسرح صعوبة التقاء الممثلين مع بعضهم لأن المسرح صراحة لا يؤمن للفنان دخلا مريحا وأنا لا أريد ان اشتغل من أجل مكافأة المسرح, أريد ان اشتغل بالمسرح القومي, وهذا من حقي, واظن تجربتي بالتلفزيون كانت كبيرة ومهمة والمسرح فيه متعة غير التلفزيون وتشعر بطعم عملك فيه من دون اي عائق بين الفنان والجمهور. الفنانة أمل عمران شبه غائبة عن التلفزيون وعلى ما يبدو لم يستطع التلفزيون ان يسرقك كما فعل مع الغالبية من الفنانين كيف تفسرين ذلك؟ ــ أتمنى ان تكون الأعمال التلفزيونية جيدة وجميلة من حيث النص والاخراج ولم يعرض علي عمل مهم اطلاقا معظمها وسط أو دونه, بالرغم من ان المكافأة أو المقابل المادي شيء ضروري ويسعد الشخص لكني أولي اهتماما للدور المركب والمعقد, وبالنسبة لي لم أوضع في ظرف صحيح. هل تتمنين لو أنك كنت احدى الفنانات المشاركات في بعض الأعمال التلفزيونية؟ ــ نعم أحببت ان ألعب دورا في مسلسل (خان الحرير) مع المخرج هيثم حقي لأنني أعجبت بدور مي سكاف, كذلك الأمر بالنسبة لمسلسل (أخوة التراب) لو عرضت علي المشاركة لما ترددت. في ظل انتشار الفضائيات بدأ الممثلون يستعدون حتى يواجهوا طغيان التلفزيون, أين مواجهتك واستعدادك؟ ــ القصة ليست على هذا الشكل فيما يخصني, فأنا أطمح إلى متعة التمثيل ومتعة الاكتشاف اليومي. ماذا اضافت لك تجاربك في المسرح والتعامل مع الطلاب خاصة مسرحيتي (الخادمات) و (جلجامش) ؟ ــ أشياء كثيرة كسبتها على الصعيد التقني (الصوت) وتقنيات الالقاء والأداء وجعلتني أوسع صدرا من قبل, والمسرح يقدم لك الوعي أكثر من أي مجال آخر. كل يوم تخرج بخبرة وتطلع اضافة جديدة من خلال علاقتك مع الجمهور عبر عملية الأخذ والرد والانفتاح, حالة صدق وهذا لا يتوفر في ميادين أخرى, ونحن عموما لا نحب الصدق, وعلى صعيد الناس أسمع الآراء السلبية والايجابية, وألقى التشجيع من الناس والمهتمين بالمسرح. الآن ماذا تعمل أمل عمران؟ ــ أدرس بالمعهد العالي وأحضر لأمسية شعرية وهناك عمل مسرحي مع نائلة الأطرش لصالح المعهد العالي والمشكلة عدم وجود المخرج المناسب, هذا لا يعني عدم وجود مخرجين لكن نبحث عن الجيدين, ومعظم هؤلاء مستغرقون في المسلسلات التلفزيونية, وليس لديهم الفرصة للالتفات إلى المسرح. أخيرا ماذا تشاهد أمل عمران؟ ــ في الحقيقة أشعر أنني أختنق كلمها شاهدت مسلسلا هابطا, لا أتحمل إلى العمل الجميل وحتى المسلي بشرط ألا يكون مثل مسلسل (عائلة خمس نجوم) . دمشق ــ يوسف البجيرمي

Email