استشعارا للقيم الاسلامية في مسيرة الاتحاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

علماء دائرة أوقاف دبي: المعاهد الدينية المتخصصة وكليات الشريعة ثمرة طيبة من ثمار الاتحاد أكد علماء دائرة الأوقاف والشؤون الاسلامية بدبي أن الامارات شهدت بعد الاتحاد تطورا كبيرا في شتى المجالات الحياتية في الاقتصاد والثقافة والاجتماع وغيرها , كما اهتمت بقطاع الشؤون الاسلامية فأنشئت المعاهد الدينية المتخصصة لتعليم العلوم الاسلامية وتثقيف المسلم ولم يقتصر دورها على تدريس القرآن الكريم بل تطرقت إلى كل العلوم الشرعية من فقه وعلوم قرآن وتاريخ اسلامي. يقول الشيخ عمر الخطيب مدير ادارة الشؤون الاسلامية: ان ذكرى الاتحاد ذكرى عزيزة على نفس كل مواطن في هذه الأرض الطيبة, خاصة لأولئك الذين عاصروا مرحلة ما قبل وبعد الاتحاد, ورغم اننا في تلك الفترة كنا صغارا, لكننا مع بدايات الاتحاد نتذكر اشياء كثيرة جدا, فلقد تغير وجه الدولة خلال سنوات التحدي.. سنوات الطفرة والنهضة الشاملة. إننا عندما نسترجع الذاكرة نستشف الفرق الشاسع بين ما كانت عليه الدولة قبل وبعد الاتحاد, وان منجزات الاتحاد العظيمة لا يسعفنا ان نتكلم عنها, كيف لا وقد شهدت الدولة تسارعا فذا في شتى المجالات الحياتية, فالاقتصاد بعدما كان راكدا أصبح نموه سريعا قويا, واصبحنا ننافس دول العالم, وتقدمنا على الكثير من الدول في مجالات عديدة كالاقتصاد والثقافة وغيرهما. واذا تكلمنا عن اهتمامات الدولة بالقطاعات بعد الاتحاد, فإننا نرى انها أولت اهتماما خاصا بقطاع الشؤون الاسلامية, واذا استقرأنا واقع هذا القطاع الهام قبل وبعد الاتحاد, نجد فرقا واضحا, ليس معنى هذا ان النشاط الديني كان معدوما, بل كان محدودا ــ نوعا ما ــ فكان عندنا مدارس قليلة وكتاتيب لحفظ القرآن الكريم واللغة العربية, اما بعد الاتحاد فأنشئت معاهد دينية متخصصة لتعليم العلوم الدينية, وتثقيف المسلم, ولم يقتصر دورها على تدريس القرآن الكريم, بل تطرقت الى كافة علوم الشريعة من فقه وعلوم قرآن وأصول فقه وتاريخ وغيرها, فثمرة الاتحاد على قطاع الأوقاف والشؤون الاسلامية كانت بارزة, والأدل على ذلك تواجد نخبة متميزة من علماء العالم الاسلامي في دائرتنا, بعدما كان عددهم محدودا جدا قبل الاتحاد, فلم يحصل هذا الا بعد قيام الاتحاد وبعد نظر الوالد الكريم صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة. واذا تكلمنا عن الاتحاد بمنظور اسلامي, نجد ان القرآن الكريم دعا اليه بقوله (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) فهي دعوة من الله سبحانه وتعالى الى التعاون والاتحاد ونبذ الفرقة, وكذلك الارشاد النبوي الذي يحثنا على بناء اللحمة المتماسكة للجسد الاسلامي, وهذه اشارة لقوله صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) وقوله ايضا (إنما المؤمنون اخوة) . وانطلاقا من مرتكزات الاتحاد رسمت الأوقاف والشؤون الاسلامية منهجا واضحا في كيفية تبليغ هذه الرسالة المقدسة الى الأمة, فقامت بتوضيح مفهوم (الاتحاد) للناس وبأنه احدى الدعائم المستنبطة من شريعتنا الاسلامية الغراء التي أمرنا الله سبحانه بالتمسك بها, فالذي ينعم بخيرات هذه البلاد ويعيش في ظلها يستشعر القيم الاسلامية في مسيرة الاتحاد, وقد أدرجت الأوقاف والشؤون الاسلامية بدبي في مخططاتها التوجيهية والتربوية برنامجا مكثفا ومتنوعا لهذه الذكرى الغالية, يتمثل في المحاضرات والندوات التوجيهية في المساجد والمؤسسات الثقافية ووسائل الاعلام كالتلفزيون والراديو, فضلا عن نشاط القسم الاعلامي التابع للدائرة, وهذا ترسيخ لقيم الاتحاد في نفوس النشء وتبليغه رسالة الاتحاد التي تنبع من مناهل الاسلام ومنطلقاته الشرعية الداعية الى الوحدة ونبذ الفرقة والتعاون على البر والتقوى, وان النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر الى المدينة المنورة أسس في دولته الأولى مفهوم الاتحاد لتصبح ثقافة اجتماعية وقانونية في المجتمع المدني الأول, إذ ان أول أعماله في تلك المرحلة هو المؤاخاة بين المهاجرين والانصار وتوحيد فصائل الأوس والخزرج تحت لواء التوحيد والوحدة. فمن هذا المنحى انطلقنا على مستوى هياكل دائرة الاوقاف والشؤون الاسلامية بدبي نركز في تحركاتنا على مبدأ الاتحاد فهما وعملا, ونوضح الصور الحقيقية له, فهو ليس مجرد شعارات ترفع وإنما هو وعاء ديني يجمع شتات الأمة على كلمة واحدة, وفي السيرة النبوية ــ كما أشرت ــ ما يثلج الصدر, لأنها تزخر بالدعوة الى تمجيد وترسيخ معنى الاتحاد, وما توحيد المهاجرين والانصار والأوس والخزرج في مجتمع واحد تحت راية واحدة الا اسقاط معاصر حققناه في بلدنا عندما توحدت الامارات, ولعل هذه أبلغ صورة من صور الاتحاد التي شهدتها الأمة, ولذلك فقد حملت الأوقاف على عاتقها تبليغ رسالة العيد الوطني للأجيال وهذا لتعميق الشعور الديني بالانتماء للوطن الحبيب. يقول الدكتور محمود عبدالمتجلي خليفة: ان خير ما تسعى اليه الأمم الاتحاد, لأن الاتحاد قوة والفرقة ضعف, وخير ما عمل في هذه البلاد ان اجتمعت كلماتها حتى توحدت اماراتها السبع وأصبحت تسمى (دولة الامارات العربية المتحدة) , هذا الاتحاد جمع شمل الامارات السبع في اطار واحد بحيث أصبح لها رئيسا واحدا وتمثيلا واحدا في الداخل والخارج, وأصبح لها صوت مسموع بين دول العالم.. وهذا بعدما تكونت دولة من مساحات شاسعة, وعدة افراد, واتجاهات كلها جمعت في اتجاه واحد, بحيث تكونت وقامت دولة قوية الاركان تسمى الامارات. ان العيد الوطني كلما مر على الناس في كل عام تتجدد ذكريات هذا العمل المجيد ليزيد في شرف هذه البلاد, و الذي آزر بين أبنائها وجعلهم قوة لا يستهان بها, وعاد الخير لبعض الامارات على بقيتها, بحيث أصبحت الامارات كالجسم الواحد الذي لا يتفرق منه جزء, واذا تأثر منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى, كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) فكذلك الدولة الفتية. يذكرنا العيد الوطني لهذا الاتحاد بهذه المعاني السامية التي اجتمعت عليها كلمة حكام الامارات الرجال المخلصون الذين عملوا على تقوية دولتهم وتمكنهم في الأرض واسماع صوتهم للعالم بأن اجتمعوا تحت راية واحدة ورئاسة واحدة وتوجيه واحد, ونسأل الله ان يديم عليهم هذا التوفيق, وان يبارك في رئيس الدولة واخوانه أصحاب السمو الحكام. ويقول الشيخ محمد مسعود الزليتني: نحن نرحب بمثل هذه الأعياد المجيدة التي لها أثر كبير في حياة الفرد والمجتمع يجب ان نذكرها دائما, ولهذا شاهد شرعي, فالأيام المشهودة في الاسلام أمرنا الله سبحانه ان نذكرها وألا ننساها, وان نشكره على ما أنعم به علينا فيها, ففي موقعة بدر مثلا وهي أول انتصار اسلامي وضع الأساس لقيام دولة الايمان والاسلام وفيها يقول الله تعالى (واذكروا إذ أنتم مستضعفون في الأرض فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات). ولا شك ان حب الوطن كما ورد في الأثر من الايمان وان الولاء للوطن دين, ومن هنا يجب ان نتذكر دائما هذا الوطن الحبيب ولا مانع أبدا من ان نفرد له يوما يرتبط به الجيل الجديد وأبناء الوطن ليعرف حقوقه وينمو انتماءهم لهذا الوطن, فإن حبه والدفاع عنه واجب شرعي, وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب لنا المثل الأعلى في ذلك يوم هجرته من مكة المكرمة, وفي طريقه الى المدينة المنورة حينما وصل الى تخومها أدار وجهه الى بلده الحبيب وحضنه الكريم, مسقط رأسه الذي تربى فيه ونشأ وترعرع, وقال يخاطب وطنه ودموع الأسى والحزن تنزل على خديه قائلا: (الله يعلم انك أحب بلاد الله الى الله, وأحب بلاد الله اليّ ولولا ان قومك أخرجوني ما خرجت) . في مثل هذه الأيام المشهودة والمعدودة التي نحتفل فيها بوطننا العزيز نكرمه ونمجده ونغرس في أبناء جيلنا وشبابنا حبه والولاء له والجهاد دونه.. فهذا شيء عظيم يجب ان يحظى منا بكل احترام وتقدير. ويقول عبدالرحيم محمد طاهر مدير الشؤون الادارية: ذكرى الاتحاد.. صفحة مجيدة في سجلنا الذهبي, وامل مشرق على شعب دولة الامارات العربية المتحدة ينشر فيضه على شتى مجالات الحياة, وبتوفيق من الله تعالى تمكنت دولتنا ان تخط لنفسها بعدا متميزا اقليميا وعالميا, وان تقدم للعالم النموذج المثالي للدولة الجادة في بناء كيانها وكسر قيود الوهن والتخاذل والانعتاق الى المستقبل بروح استنبطناها من العيد الوطني, عيد التكامل والبناء والتشييد. واذا تحدثنا عن المكاسب المحققة في مثل هذا الاتحاد, فإن اللسان يبقى عاجزا عن وصفها وتعدادها فهي كثيرة وعظيمة عظمة هذا الوطن العزيز, وبفضل الارادة والنوايا الصادقة للمسؤولين تحقق الحلم المنشود الذي يذكرنا دائما بمساعي صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة الذي ضرب المثل الاسمى في الاخلاص لهذا الوطن وخدمة مصالحه جعله الله ذخرا لجميع ابناء الدولة. وادراكا لقيم هذه الذكرى الغالية واثرها الطيب على الاجيال اللاحقة سطرت دائرة الاوقاف والشؤون الاسلامية برامج متعددة تهدف الى كشف اللثام عن ابعاد هذا الانجاز العظيم وبلورة فكرة نير مستلهم من قيم العيد الوطني لتبقى رسالة (الاتحاد) ماضية تشق طريقها الى الامام, ويتلمس المواطن جهود الدائرة المتواصلة على مستوى المؤسسات التي تشرف على ادارتها ولتعميق اثر الاتحاد في حياة المواطنين وجعلهم يقفون وقفة تمجيد واكبار لاولئك الرجال الذي حملوا على عاتقهم هذه الرسالة العظيمة والتي ننعم بها. ويقول عبدالقادر محمد يوسف: رئيس قسم الشؤون الادارية سبعة وعشرون عاما, رقم لسنوات بدأت بالامل, وتواصلت بالعمل, كانت رجاء فأصبحت رخاء.. وعام جديد يطل بعد فترة من الزمان, يحق لنا ان نقف اجلالا لمناسبة تزداد جلالا وتعم ضياء, كما يحق لنا ان نسأل سؤالا, ماذا كنا وكيف اصبحنا؟ لقد كنا فكرة, مجرد فكرة تداعب الاذهان كنا آهة مكتومة في الاعمال كنا طاقة تبحث عن عمل, كنا وكنا ثم جاء الاتحاد ليغرس اغلى بذرة قطف ثمارها المواطنون, بذرة المحبة, بذرة التآلف, بذرة التكاتف والتعاون والتوحد, ولتتحول الفكرة الى واقع ملموس, الفكرة التي طالما خلناها نزوة لتنتهي او ظاهرة سرعان ماتختفي وعندما بزغ فجر الاتحاد, تراهن المتشائمون ان الفكرة سرعان ما ستموت, وان الشمس التي اشرقت سرعان ما ستغرب وان الضوء الذي انار السماء سرعان ما سينطفىء. ومضت السنوات واذا بالفكرة اصبحت حقيقة واذا بالحلم صار واقعا, فقد بدأ الاتحاد خطواته وفي غضون سنوات اخذت ملامح العمل تتضح فتحولت الصحراء الجرداء الى واحة خضراء تسر الناظرين, والطرق الوعرة اخذت تتحول الى مساحات سوداء والى جسور وانفاق وطرق حديثة. ولانه قالها وهو حكيم: (ان اهم الواجبات علينا كحكام ان نعمل جميعا يدا واحدة للارتقاء بالمستوى المعيشي للفرد. وانني اول من تقع عليه مسؤولية رعاية الوطن والمواطن) . فقد انتشرت المدارس والمعاهد والكليات والجامعات في كافة انحاء الدولة. كما دعا صاحب السمو رئيس الدولة اخوانه الحكام الى السهر على خدمة الوطن والمواطن وكل من يعيش على ارض الامارات, كما اكد صاحب السمو ان المسؤولية ليست بسيطة ويجب ان يكون جهدنا هو العمل بيد واحدة وان يفكر كل منا في مصلحة الشعب وليس في المصلحة الشخصية. واضاف صاحب السمو رئيس الدولة في حديثه لاخوانه الحكام قائلا: يجب علينا ان نعمل لخدمة الانسان واسعاده. فنحن نرى كيف زاد عدد المستشفيات والمختبرات العلمية والطبية ودور الرعاية الصحية, وازدهر الاقتصاد وتنوعت مصادر الدخل وتغيرت ملامح الحياة لتختفي المعاناة وتحل الرفاهية ويطل الاشراق ويعم الضياء الآفاق, ثم اصبحت المنجزات الضخمة التي حققتها دولة الامارات في مختلف ميادين التنمية محل اهتمام المجتمع الدولي وتقديره. كما قطعت دولة الامارات شوطا بعيدا في تحقيق التنمية الشاملة ووصلت الى مراحل متقدمة من النمو تمثل معجزة في الاداء والعطاء اذا ماقيست بعدد السنوات القلائل التي تحققت فيها فأصبحت دولة الاتحاد نموذجا لوحدة عربية شاملة, ينادي بتناسي الخلافات وازالة العقبات. والآن ونحن نحتفل بالذكرى السابعة والعشرين لمسيرة الاتحاد, ماذا بقي من القول سوى بارك الله تلك العقول التي فكرت وخططت وتلك الايادي التي عملت ونفذت حتى غدا الصرح عملاقا, والكيان قويا, والبيان سامقا, اطال الله اعمار الرجال الذين اعطوا ومابخلوا وبذلوا فما قصروا, وهنيئا للامة في عيد الدولة. ويضيف علي حسن الملا رئيس القسم المالي: للاوقاف والشؤون الاسلامية دور كبير في نشر دعائم الاتحاد خاصة على مستوى خطباء المساجد فنحن نرى بأن الاتحاد ضرورة شرعية لانه يرمز الى وحدة المسلمين وانه نواة لجمع كلمة المسلمين في جميع انحاء العالم, فالاعداء يتربصون بنا الدوائر, والاتحاد سيبقى يمد هذا الصرح الشامخ بالتماسك والديمومة نحو المستقبل. كما ان الدائرة ساهمت في نشر معاني (الاتحاد) بواسطة لوحات فنية علقتها على ابواب المساجد ترشيدا للمواطن وتنويها بثمرة الاتحاد العظيمة التي يعود اثرها على الفرد والامة, كما ساهمت الاوقاف بنشر مواضيع عدة في مجلة (الضياء) التابعة لدائرة الاوقاف تبين فيها اهمية الاتحاد ومضار الفرقة واثرها في هلاك الشعوب والامم مثل موضوع (الاتحاد) امل الامة في حاضرها ومستقبلها, وان يد الله مع الجماعة. انجازات الاتحاد نعمة من الله تعالى علينا ان نشكره عليها لما له من اثر طيب على كل الدوائر الحكومية وهذا الاثر يعود على جميع الذين يعيشون في هذا الوطن الحبيب.

Email